أخبار البحرين
الملك يصدق على التعديلات الدستورية
ويؤكد: التعديلات تفعيل للمرئيات التي وُوفق عليها في الحوار الوطني
تاريخ النشر : الجمعة ٤ مايو ٢٠١٢
صدّق حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على التعديلات الدستورية الجديدة بعد إقرارها من مجلسي الشورى والنواب.. جاء ذلك في احتفال تاريخي أقيم أمس بقصر الصخير بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.
وقد ألقى جلالته خلال الاحتفال كلمة سامية أكد فيها أن هذه المناسبة تشكل التقاء لإرادتنا الموحدة في مفصل تاريخي مهم من حياة بلدنا.. حيث إن هذه التعديلات الدستورية تأتي تفعيلا للمرئيات التي تم التوافق عليها في الحوار الوطني.. كما أكد جلالته أن هذه التعديلات تشكل نقلة نوعية حضارية نفخر بها ونعتز، وتعكس ممارسة شعبنا لأروع صور الحوار وتبادل الرأي بنوايا وطنية مخلصة.
وقال جلالته: لقد اتخذنا من التوافق طريقا، وحافظنا على نهج التعددية والعيش المشترك بالتوجه نحو المصالح الوطنية الجامعة.. وقد أصبح الشعب ينتخب ممثليه في المجالس البلدية والتشريعية، ويحتكم إلى قضاء مستقل، ومحكمة دستورية، ويحمي الدستور حريته في التعبير والتجمع، والمشاركة في الشأن الوطني.
وأكد جلالته ان التعديلات الدستورية الجديدة تعزز الدور الرقابي على الأداء الحكومي وتدعم تطويره المستمر بما يستجيب لتطلعات وآمال المواطن.
وقال جلالة الملك: لقد أثبت شعب البحرين قدرا عاليا من الإرادة والتصميم على تجاوز الأزمات بالإيمان بالله، وحب الوطن، والحرص على العمل الوطني المشترك.. مؤكدا جلالته أن أبواب الحوار مفتوحة والتوافق الوطني غاية كل حوار.. مشيرا إلى ان مملكتنا تسير ولله الحمد بخطى واثقة نحو المستقبل، وما زادتنا الأحداث الأخيرة إلا منعة وقوة.
(التفاصيل)
تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة أمس مراسم الاحتفال الذي اقيم بقصر الصخير بمناسبة التصديق على التعديلات الدستورية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء. وقد بدأ الاحتفال بعزف السلام الملكي ثم تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم.
بعد ذلك تفضل جلالة الملك المفدى بالتصديق على التعديلات الدستورية بعد اقرارها من مجلسي الشورى والنواب.
ثم تفضل جلالة الملك المفدى بإلقاء الكلمة السامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
المواطنون الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تلتقي اليوم إرادتنا الموحدة في مفصل تاريخي هام من حياة بلدنا..ألا وهو إجراء تعديلات أساسية على دستور مملكة البحرين تفعيلاً للمرئيات التي تم التوافق عليها في الحوار الوطني.. وذلك بعد أن قامت السلطـة التشريعية بجناحيها الشورى والنواب بتحمل عبء المرحلة.. فقامت بدراستها ووضعها بصيغتها النهائية وإقرارها.. ليتم رفعها إلينا اليوم للتصديق عليها بما وفقنا الله للقيام به.. كنقلة نوعية حضارية.. نفخر ونعتز بها.. تعكس ممارسة أبناء شعبنا لأروع صور الحـوار وتبـادل الرأي بنوايا وطنية مخلصة، ومـن خلال المؤسسات الدستورية.
الأخوة والأخوات،
إن الأوائل الكرام أصلحوا الكثير عبر كل الأزمنة... وكل جيلٍ له طريقته في الإصلاح، ونحـن في هذا الجيـل اعتبرنا التوافق هو طريق الإصلاح، وعليه عشنـا عقداً زاخـراً بالإصلاح في مملكتنـا الغالية، ووضعنا جميعاً وبالتوافق معكم قواعد وأسس تحولنا الديمقراطي في ميثاق عملنا الوطنـي، الذي حظي بموافقة شعبية واسعة قاربت الإجماع، وحافظنا طوال تلك الفترة على نهج التعددية والعيش المشترك بالتوجه نحو المصالح الوطنية الجامعة بما يضمن تطور بلدنا ويحفظ استقلاله وأمنه واستقراره.
ففي مملكتنـا، ينتخـب الشعب ممثليه في المجـالس البلدية، ونوابه في المجلس التشريعي، ويحتكم إلى قضاء مستقل، ومحكمة دستورية، ويحمي الدستور حريته في التعبير والتجمع وإبداء الرأي والمشاركة في الشأن الوطني حسب القانون.
واليوم نتطلع، عبر تلك التعديلات التي تم إدخالها على دستور مملكة البحرين ومن خلال مشاركة السلطة التشريعية إلى الإسهام في تعزيز الدور الرقابي على الأداء الحكومي ودعم تطويره المستمر بما يستجيب لتطلعات وآمال المواطنين - وأن تتركز الجهود نحو إيجاد ودعم مشروعات التطوير وفتح قنوات التواصل المباشرة مع الأهالي والاستماع لملاحظاتهم وأخذها بعين الاعتبار بما يكفل الحياة الكريمة للمواطنين، وبما يؤدي إلى تحقيق الانجازات الوطنية التي نتطلع إليها ويتطلع إليها الجميع.
لقد أثبـت شعب البحريـن الكريم - وفي محطـات عديـدة من تاريخه الوطني - قدراً عالياً من الإرادة والتصميم على تجاوز الأزمات بالإيمان بالله وحب هذا الوطن والحرص على العمل الوطني المشترك بين الجميع، وتمضي الأيام لتثبت أن أرضية المواطنة والوحدة والمشاركة أكثر قوة لحمل مسيرة الإصلاح والتطوير، وان أبواب الحوار مفتوحة والتوافق الوطني هو غاية كل حوار. إن مملكتنا تسير ولله الحمد بخطى واثقة نحو المستقبل، وقد أكسبتنا الممارسة الإصلاحية مزيداً من التجربـة والخبرة، وما زادتنا الأحـداث الأخيرة التي مررنا بها إلا منعة وقوة.
الأخوة والأخوات،
إن الإصلاح الذي كان منطلقنا منذ تولينا مقاليد الحكم، لن يتوقف، فالتطور هو سنة الحياة، وما نأمله في هذه المرحلة الهامة أن تبادر مختلف القوى والتجمعات الوطنية من ذاتها إلى تقويم عملها واللحاق بركب التطور والإصلا ح.
وفي الختام،
أتقدم بالشكر لكل من شارك في حوار التوافق الوطني وأسهم في تلك النقلة الحضارية في حياة بلدنا في وقت كانت تحتاج فيه لكل جهد وعزم من اجل شق طريقها للأمام، والشكر للسلطة التنفيذية لمتابعتها تقديم مقترح تعديل الدستور، كما إن الشكر واجب للسلطة التشريعية لدراستهـا وأجازتها للتعديلات الدستورية بصيغتها النهائية التي صادقنا عليها اليوم.
حفظ الله البحرين، ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي ختام الاحتفال تشرف الحضور الكرام بالسلام على جلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.