أخبار البحرين
خلال مؤتمر الشباب الخليجي
وفد البحرين يطرح رؤية مستقبل الاتحاد الخليجي
تاريخ النشر : الجمعة ٤ مايو ٢٠١٢
شارك وفد شبابي بحريني في مؤتمر الشباب الخليجي الذي نظمه معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية تحت عنوان «دول الخليج العربية من التعاون إلى الاتحاد» تحت رعاية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال الاسبوع الماضي بالرياض.
ويعد المؤتمر مبادرة شبابية خالصة من شباب دول مجلس التعاون بهدف تفعيل الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى افتتاحه قمة مجلس التعاون الـ32في الرياض ودعا فيها دول المجلس إلى «تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر»، حيث لقيت دعوة خادم الحرمين الشريفين استجابة فورية لدى شباب دول المجلس الذين تنادوا لعقد مؤتمر شبابي يسهم في تفعيلها، ويعمل على دفع ذلك في الأطر الرسمية لكل دولة.
وقدم الوفد البحريني ورقة عمل حول الجوانب الاقتصادية للاتحاد الخليجي التي استعرضت رؤية البحرين 2030، وورقة عمل «رؤية لمستقبل الاتحاد الخليجي ثقافياً وإعلامياً وعلمياً.. ودور الشباب في دعم الاتحاد»، كما قدم الوفد الشبابي عرضا حول الاتحاد الإلكتروني الإعلامي الذي بيّن تجربة البحرين في وكالات أنباء الخليج العربي خلال حلقة نقاشية ضمن برنامج المؤتمر.
تم خلال اليوم الأول من المؤتمر عقد جلستي عمل الأولى بعنوان: «الأبعاد السياسية والاستراتيجية للاتحاد الخليجي»، أما الجلسة الثانية فبعنوان «الجوانب الاقتصادية للاتحاد الخليجي»، كما نظم في اليوم الأول ثلاث ورش عمل شبابية متخصصة في موضوعات «أمن الخليج»، و«الشباب وسوق العمل الخليجي»، و«دور الشباب في اقتصاديات المعرفة».
أما في اليوم الثاني للمؤتمر فقد عقدت جلستا عمل، كانت الأولى بعنوان «المكونات الاجتماعية والثقافية للاتحاد الخليجي» والثانية بعنوان «الاتحاد الخليجي: رؤية مستقبلية»، كما تحاور وتناقش شباب دول الخليج في ثلاث ورش عمل شبابية تناولت موضوعات منها «الشباب والتعاون الثقافي والعلمي»، و«دور الشباب في حماية اللحمة الوطنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، و«الشباب ودعم جهود التكامل الخليجي».
وانتهى المشاركون في المؤتمر إلى التوصيات التي تشدد على ضرورة العمل على وضع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية إلى انتقال دول الخليج العربية من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد موضع التنفيذ لما تمثله من تعبير عن مطالب الشعوب الخليجية وعن الضرورات الاستراتيجية الملحة، وان تستهدف عملية الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد إقامة كيان دفاعي منيع قادر على مواجهة الأخطار الخارجية جميعا، وان من المهم أن يفضي الاتحاد إلى تعزيز مكانة وثقل دول الخليج العربية إقليمياً ودولياً، وأن يعزز من قدراتها التفاوضية في المحافل الدولية.
كما أكد المشاركون ضرورة أن تعزز كل دولة البنية المؤسساتية للأجهزة السياسية الموجودة حاليا، وخلق مؤسسات جديدة من أجل تعزيز العملية الاتحادية ذاتها، وذلك أن نجاح الكيان الاتحادي في تحقيق الأهداف المرجوة منه يعتمد بشكل كبير على مدى فعالية المؤسسات السياسية في الأقطار المشكلة له، علاوة على تعزيز الجبهة الداخلية للاتحاد عن طريق تفعيل المشاركة السياسية وتطوير آلياتها ضمن المؤسسات الوطنية والاتحادية، مؤكدين أهمية أن تتجاوز عملية الانتقال من التعاون إلى الاتحاد إطار ردود الأفعال المؤقتة، وأن يبنى الكيان الاتحادي كإطار مؤسسي جامع معبر عن المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية الطويلة الأمد لمواطني دول الخليج العربية. وأنه من الضروري اعتماد مبدأ التدرج في الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد، والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الخليج العربية بشكل يستهدف تنويع قواعدها الاقتصادية ومصادر دخلها بما يحقق رفاه شعوبها، ويقوي مكانتها الاقتصادية الدولية، ومن المهم أن يعكس الاتحاد دور دول الخليج العربية كمصدر رئيسي موثوق للطاقة عالميا بما يدعم مكانة دول الخليج العربية في المشهدين السياسي والاقتصادي الدولي، توحيد التشريعات الاتحادية ذات الطابع الاقتصادي والتزام دول الخليج العربية بها، على أن يفضي الاتحاد إلى زيادة فرص العمل للشباب الخليجي وسهولة تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد.
وأشارت التوصيات إلى انه من المهم أن يكون المواطنون عموما، والشباب خصوصا، محور التنمية بما يعزز من قيم الولاء والمواطنة ويفتح المجالات للشباب للتفاعل الإبداعي مع محيطهم وانه من المفيد إنشاء «مركز خليجي موحد لدعم وتوجيه الشباب في سوق العمل» بما يزيد فرص العمل للشباب الخليجي ويسهل تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد بما يسهم في تعميق المواطنة الخليجية، وتعزيز دور المجتمع المدني في العمل الاتحادي الخليجي المرتقب، مع الاهتمام بقطاع الشباب ودورهم البناء، وأن تنحو المؤسسات الاتحادية نحو تعزيز ثقافة حقوق الإنسان وقيم المساواة في الفرص والتنمية المتوازنة ضمن أقطار الاتحاد بناء على مفهوم واضح للعدالة الاجتماعية. وانه من المهم أن تُبنى عملية التحول من التعاون إلى الاتحاد على قاعدة التنوع الثقافي ضمن كل دولة من دول الخليج العربية، وضمن الكيان الاتحادي ذاته، وأن تعمل المؤسسات السياسية والتعليمية والتربوية والإعلامية على تعزيز النسيج الاجتماعي لدول الخليج العربية من دون النظر الى التباينات المذهبية والطائفية والمناطقية والفكرية بهدف خلق مجتمع خليجي قوي متماسك قادر على مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية وتنسيق السياسات الإعلامية الرسمية والخاصة للأقطار المنضمة الى الاتحاد لخدمة أهداف العملية الاتحادية مؤكدين أهمية أن يكون هناك تواصل بين الشباب الخليجي القائم على هذا المؤتمر والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لاستمرار انعقاد مؤتمر الشباب الخليجي في دول الخليج العربية وإنشاء جمعية للشباب الخليجي لدعم مبادراتهم تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد مثل مملكة البحرين في اللجان التحضيرية والتنسيقية الإعلامي خالد البلوشي والشيخة نورة الخليفة، وقدم أوراق العمل كل من السيد مصطفى المرباطي وسنان الجابري وأنس محمد، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الشبابية البحرينية كمشاركين وضيوف شرف في المؤتمر.