عربية ودولية
قوات الأمن السورية تقتحم جامعة حلب وتقتل 4 طلاب
تاريخ النشر : الجمعة ٤ مايو ٢٠١٢
دمشق - الوكالات: اقتحمت قوات الامن السورية فجر امس الخميس جامعة حلب واطلقت النار فيها مما اسفر عن مقتل وجرح عدد من الطلاب واعتقال آخرين، فيما يتابع المراقبون الدوليون مهمتهم في البلاد لمراقبة وقف اطلاق النار وسط خروقات يومية متصاعدة.
وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «عناصر من الامن اقتحموا المدينة الجامعية ليلا باعداد كبيرة واطلقوا النار في حرم الجامعة وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي باسقاط النظام». وقتل جراء ذلك اربعة طلاب على الاقل، وجرح 28 آخرون، واعتقل نحو 200 طالب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من احياء مدينة المدينة نصرة للجامعة، كما خرجت تظاهرات تضامنا مع الجامعة في مناطق عدة، ولاسيما في درعا ودير الزور. وخرجت تظاهرة في ساحة الجامعة احتجاجا على احداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الامن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد.
اثر ذلك، اعلنت ادارة جامعة حلب تعليق الدروس في جميع كلياتها «بسبب الظروف الحالية»، بحسب ما جاء في الموقع الالكتروني للجامعة. وكتب الموقع الالكتروني للجامعة على الانترنت «نظرا إلى الظروف الحالية تعطل الكليات النظرية حتى موعد الامتحانات، وتعطل الكليات التطبيقية والمعاهد حتى تاريخ 13 مايو».
الى جانب ذلك، اعتقلت الاجهزة الامنية صباح امس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة بسام ووسام واقتادتهما إلى جهة مجهولة دون بيان سبب الاعتقال، بحسب ما افاد والدهما. وقال سارة، احد مؤسسي «رابطة الصحفيين السوريين» المتضامنة مع الاحتجاجات، ان العناصر الامنية لم تصرح إلى اي جهة امنية تنتمي ولم تبرز مذكرة توقيف ولم تفصح عن التهمة التي اقتيد بسببها الشقيقان. وفايز سارة واحد من المثقفين الذين تمت دعوتهم لحوار مع جهات مقربة من السلطة في بداية الاحتجاجات، الا ان السلطات اعتقلته عقب ذلك شهرين.
وفي سياق متصل، ابدى المرصد السوري لحقوق الانسان قلقه ازاء الحالة الصحية للمعارض محمود عيسى مطالبا السلطات السورية بالافراج الفوري عنه. واعتقل محمود عيسى في الاشهر الاولى لاندلاع الاحتجاجات في سوريا من مدينة حمص، ثم انتقل بعد الافراج عنه إلى السويداء جنوب البلاد حيث اعيد اعتقاله الشهر الماضي. وينتمي محمود عيسى إلى الطائفة العلوية، وهو احد الموقعين على اعلان بيروت دمشق - دمشق بيروت في عام 2005، الذي دعا إلى تصحيح العلاقات بين سوريا ولبنان وسحب الجيش السوري من لبنان. وسبق ان اعتقل سنوات بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي.
ويقدر المرصد السوري عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات في سوريا باكثر من 25 ألف شخص، فيما يصل عدد الذين تعرضوا للاعتقال منذ بداية الاحتجاجات إلى مائة ألف. ويوم الاربعاء، دعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان مجلس الامن الدولي إلى «اتخاذ قرار ملزم يفرض على نظام الاسد التوقف عن تصعيد سياسة الاعتقال وقتل السجناء وتعذيبهم الممنهج، ويفرض عليه الافراج عن المعتقلين منهم».
ونفذت قوات الامن السورية مداهمات منذ الصباح في الاراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما بريف دمشق، بحسب المرصد. وافادت لجان التنسيق المحلية بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوك بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات الامن اقتحمت امس مدينة يبرود. وفي ريف حمص قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر في حمص، بحسب ما افاد ناشطون.
وقتل منشق ووالده قرب مدينة الحولة برصاص القوات النظامية، وقتل جندي نظامي اثر اصابته باطلاق رصاص في القصير، بحسب المرصد.
ودارت اشتباكات في بساتين مدينة تدمر اثر انشقاق ستة جنود عن القوات النظامية، بحسب المرصد. وتعرضت قلعة الحصن وقرية الزارة لقصف الدبابات ومدافع الهاون بحسب لجان التنسيق.
وفي ادلب قتلت سيدة برصاص عشوائي من حاجز امن في قرية صراريف. وقال المرصد ان قوات الامن اجبرت الطلاب في مدينة احسم بجبل الزاوية على الخروج بمسيرة مؤيدة للنظام صباح امس.
وفي دير الزور اقتحمت القوات النظامية بلدة موحسن واطلقت النار فيها عشوائيا، وفقا للمرصد. وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الاربعاء ان لبعثته «تأثيرا مهدئا» للوضع الميداني، الا انه اقر ان وقف اطلاق النار «هش» وليس قويا.
وقتل في سوريا 600 شخص على الاقل منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل ثلاثة اسابيع. وسقط في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي اكثر من احد عشر ألف قتيل معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.