أخبار البحرين
خطيب جامع الخالد:
فحص السيارة قبل استخدامها من الإسلام
تاريخ النشر : السبت ٥ مايو ٢٠١٢
في خطبة الجمعة بجامع الخالد قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سلمان المناعي:
التعديلات الدستورية التي تفضل عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بتصديقه عليها جاءت قفزة إلى الإمام مما يبشر بمستقبل واعد ومشرق للبحرين وأهلها، فهي تخدم قضايانا المجتمعية والاقتصادية والثقافية، وسيعزز هذا التصديق من قدرات السلطة التشريعية في مجلسي النواب والشورى على بذل الاهتمام بالمسئولية والتعاون بين جميع القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عن طريق الإصلاح وتعزيز الدور الرقابي وفتح الأبواب والقنوات المتواصلة مع جميع أطياف المجتمع والاستماع إلى مشاكلهم وهمومهم بما يعزز الخير للجميع.
إن كلمة عاهل البلاد المفدى جاءت في الصميم في هذه الظروف لمعالجة الصعوبات التي تواجه بلادنا من تحديات ومعوقات.. هذه الكلمات التي قالها عاهل البلاد المفدى: «إن مملكتنا تسير ولله الحمد بخطى واثقة نحو المستقبل وقد أكسبتنا الممارسة الإصلاحية مزيدا من التجربة والخبرة وما زادتنا الأحداث الأخيرة التي مررنا بها إلا منعة وقوة». إنها كلمات دقيقة تتوجه مباشرة إلى قلوب الجميع.
إن البحرين وطن للجميع تعيش الآن أمنا وأمانا بعد استهدافها في دينها وأمنها واقتصادها واستقرارها، لكن الثقة بالله على هذه النعمة الكبيرة والاعتماد عليه وعزم الرجال الأوفياء من رجال الأمن مكن هذا الوطن من الوقوف ودحر كل من يريد به شرا، وان ما تحقق على هذا الصعيد يعود إلى السياسة الحكيمة لقيادة البلاد وتكاتف الشعب حول قيادته ووقفات رجال الأمن الذين ضحوا بدمائهم في سبيل الحفاظ على أمن الوطن.
ما من يوم ينقضي إلا ويسمع عن عدد من حوادث السير المفجعة التي تحصد الأرواح والناس في الطرقات وهذا راجع لعدم الالتزام بقواعد المرور وقطع الإشارات الضوئية الحمراء. إن القيادة بسرعة يشوبها تهور جنوني وعدم احترام إشارات المرور بقطع الإشارة يسبب الحوادث الخطيرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» كما أنه عليه الصلاة والسلام كان من عرفة إلى مزدلفة ينظم سيره على قدر ازدحام الطريق فكان يمشي العنق فإذا وجد فجوة أسرع وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: السكينة السكينة «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا» الفرقان 63، أي مشيا هينا رقيقا في تؤدة وسكينة ووقار.
إن الالتزام بقواعد السير يتوافق مع الأخلاق الحسنة التي أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إماطة الأذى عن الطريق، أي إبعاد ما يؤذي الناس في طرقاتهم من شعب الإيمان، وجاء في الحديث إن الله تعالى أدخل رجلا الجنة بغصن شوك أبعده عن الطريق، كان هذا الشوك يؤذي الناس في الطريق فأزاله هذا الرجل عن المسلمين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم. رواه الطبراني من حديث حذيفة بن أسير.
فما بال هؤلاء الذين يؤذون المسلمين في طرقاتهم وشوارعهم بالتعرج الخطر والسرعة الجنونية وكثير من الناس من يفضل نفسه ويؤثرها على إخوانه المسلمين فيتخطى الإشارة الحمراء ويأخذ حق غيره في المرور لأن الطريق ليس له وإنما للجميع وقد يكون صاحب شغل وعجلة أكثر منه.
إن التزام نظام السير وقواعده طاعة لولي الأمر، وقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» النساء .59
كذلك معاشر المسلمين الحرص على تفقد السيارة قبل ركوبها أو السفر بها وهذا من فعل الأسباب المطلوبة شرعا، وكذلك الالتزام بتعليمات المرور وأنظمته لأن هذا من طاعة ولي الأمر التي منها مصلحة المسلمين فلا يصح لأحد أن يستهين بها وكذلك إلى سائق العربة الابتعاد عن المحرمات والمسكرات حال القيادة لأن الإنسان على هذا الطريق في خطر وهذه معصية تبعد عنه حفظ الله له بل إنها تقرب منه عقاب الله.
ألا تخاف أيها السائق الكريم من قوله تعالى.. فكلا أخذنا بذنبه، وليكن رفيقك في الطريق هو القرآن وجميل القول والذكر الحسن.
فالحافظ هو الله، والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين لذا لابد لنا من الانصياع الكامل لأوامره ونواهيه والتوكل عليه فإذا نزل البلاء حفظ الله أولياءه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يحفظون دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم وأن يكتب لنا وللمسلمين جميعا السلامة والعافية وأن يحفظ أهلنا وأبناءنا وبناتنا وبلدنا هذا خاصة وسائر بلاد المسلمين عامة.