الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


الشيخ صلاح الجودر: التعديلات الدستورية تدشن مرحلة جديدة من العمل الديمقراطي

تاريخ النشر : السبت ٥ مايو ٢٠١٢



قال الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة حول التعديلات الدستورية أن ظروف الحال التي يعيشها المجتمع البحريني منذ ما يقارب العام تستدعي بعد الاعتماد على الله تعالى إلى النظر في مقومات الحياة، ومواطن قوتها وسبيل نهضتها، ومن ثم السعي لتعزيزها، لابد من تصحيح الخطأ مهما كان حجمه، وتصويب المسيرة مهما كان اعوجاجها، ولا تكون إلا من خلال الوسائل السلمية، لا العنفية كما تنشدها قوى التطرف والتشدد التي أطلت برأسها في المنطقة من أجل تغير هوية المجتمعات، وكسر إرادتها وسلب خيراتها.
بالأمس صدَّق عاهل البلاد المفدى على مجموعة من التعديلات الدستورية، وهي تعديلات جرى التوافق حولها في الحوار الوطني في يوليو العام الماضي (2011م) من القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية، وتم أقرارها من قبل السلطة التشريعية (الشورى والنواب)، ويأتي التصديق الملكي على التعديلات لتأكيد مرحلة جديدة من العمل الديمقراطي وتعزيز الدور البرلماني.
بالتعديلات الدستورية الأخيرة ينتقل المجتمع إلى مرحلة أكثر أمناً واستقرار، وتطوراً ونماءً، فهذه التعديلات كانت مطلب الكثير من القوى والجمعيات السياسية، وها هي اليوم تتحقق حينما توافقت عليها الإرادة الشعبية في حوار التوافق الوطني ومن خلال السلطة التشريعية، وجاء التصديق الملكي عليها لمواصلة مسيرة الإصلاح.
وتبقى المسيرة مستمرة بالمؤمنين بالحضارة الإنسانية، وتبقى قوى التطرف والتشدد في كل بقعة من العالم تمارس دورها الإرهابي والإجرامي، فهي لا تزال في كهوفها المظلمة، وأنفاقها الموحشة، لا تريد مشاركة العالم في بناء حضارته وتقدمه، ولا تتمنى رؤية الأعمار والنماء في المجتمعات، بل تتلذذ بتعكير الأمن والاستقرار، ونشر العنف والإفساد « وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ » (البقرة:11-12).
من هنا فإن الإصلاح يحتاج إلى رجال يعتمد المجتمع عليهم، فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتطلع إلى الرجولة التي تناصره وتؤازره وتعتز بها دعوته، رجولة ترسخ بعقيدة قوية، وتهذب بتربية صحيحة، وتنمى بقدوة حسنة، لا الرجولة التي تقاس بضخامة الأجساد، وبهاء الصور، فعن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أبن مسعود بصعود الشجرة ليأتيه منها بشيء، فنظر الصحابة إلى ساق عبدالله بن مسعود حين صعد الشجرة، فضحِكوا من ضعف ساقيه، فقال (صلى الله عليه وسلم): (ما تضحكون؟! لرجل عبدالله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد) أخرجه أحمد. ليس من الرجولة أن يكون الرجل كالإمعة إن أحسن الناسُ أحسن، وإن أساؤواُ أساء، وإذا ولغَ أصحابهُ في مستنقعِ السوءِ والفتنة والدمار جرى في ركابِهم لكي يكونَ رجلاً في أعينهم.