الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالشمع الاحمر


ثقافة «الحرق».. العامل المشترك..!

تاريخ النشر : السبت ٥ مايو ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



هل أخطأت حكومة البحرين في التعامل مع أحداث العام الماضي؟ نعم أخطأت، وهذا ليس كلامي أنا وإنما كلام تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي قبلت به الحكومة وأعلنت التزامها بتنفيذ توصياته. لكن في مقابل ذلك، هل أخطأت «المعارضة» وكانت سبباً في تفاقم الأوضاع وتدهور الأمن؟ الجواب أيضاً هو نعم أخطأت، والكلام ليس من عندي وإنما من تقرير لجنة تقصي الحقائق أيضاً.
كنت بتاريخ 1 ديسمبر من العام الماضي قد نشرت ها هنا في «أخبار الخليج» قراءة معمقة في تفاصيل تقرير لجنة تقصي الحقائق، عرضت فيها أكثر من 13 انتهاكاً لحقوق البحرينيين على يد جماعات تنتمي إلى «المعارضة» وثـّقها التقرير وخرج بنتائج نهائية بخصوصها. الأكثر من ذلك هو أن التقرير في خلاصته النهائية حمل الحكومة والمعارضة على وجه سواء مسئولية ما حدث في العام الماضي.
الحديث عن الجانب الحكومي واضح جداًّ، فالحكومة قبلت بالتقرير وعكفت على تنفيذ توصياته نتيجة قبولها به. بمعنى آخر، الحكومة اعترفت بأخطائها وهي الآن تعمل على إصلاحها بقدر الإمكان. لكن السؤال: ماذا عن الطرف الآخر الذي يتحمل القسم المتبقي من المسئولية؟ ماذا عن «المعارضة» التي وثق التقرير قيام جماعات منتمية إليها بممارسة جرائم بحق رجال الأمن وبحق مدنيين من مواطنين ومقيمين؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نراجع أدبيات قيادات «المعارضة» منذ صدور التقرير. هل اعترف أي أحد من هؤلاء - وأنا أعني «الوفاق» تحديداً - بأنهم ارتكبوا أخطاء وتسببوا في معاناة بحرينيين وغير بحرينيين في العام الماضي؟ الجواب: ليس هناك أي اعتراف بذلك، بل توجد جملة من التنصلات وعبارات الإنكار. حتى من يسمون أنفسهم «حقوقيين» - وهم بالمناسبة مذهبيون طائفيون - لم يكترثوا حتى هذا اليوم بكل من طالهم أذى وتخريب مليشيات «المعارضة». أيضاً نجد أن الأمر لم يقتصر على عدم الاعتراف بالأخطاء، بل تطور اليوم إلى المزيد من التهديد والوعيد. فها هو علي سلمان رئيس الوفاق يهدد بالمزيد من «العنف» في البحرين، ويهدد بإحراق البلاد إذا ما تم الاتحاد الخليجي، وهي نفس العبارات التي استخدمها خطيب جمعة طهران مهدداً السعودية بـ «الحرق»، إذ يبدو أن ثقافة «الحرق» هي العامل المشترك بين من يتحدثون على الضفة الشرقية من الخليج العربي ومن يمثلونهم في الضفة الغربية هنا..!
إذن البحرين لا تتعامل مع جماعة «معارضة» - إذا ما أردنا تعريفاً صحيحاً لما يجري على الأرض - بل هناك في الواقع عصابات تمارس الابتزاز الأمني والسياسي على الوطن بأكمله.