الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالعربي


كلمات وفاء وتقدير وعرفان

تاريخ النشر : السبت ٥ مايو ٢٠١٢

سميرة رجب



ترددت كثيراً قبل كتابة هذه الكلمات، خوفاً من أن تخونني الكلمة في التعبير عن صدق مشاعري حين كتابتها.
بداية لا أملك أغلى من هذه الكلمات لأبعثها رداً على الكم الكبير من رسائل التهاني، الشفوية والخطية والإلكترونية، التي تسلمتها بمناسبة صدور الثقة الملكية الغالية بتعييني في منصب وزير الدولة لشئون الإعلام.
بهذه الكلمات المخلصة، أبعث برسالة وفاء وتقدير وعرفان رداً على كل تلك الرسائل، وأقول شكراً وشكراً وشكراً.. وستبقى كلماتكم الصادقة مصدر قوتي واستمراري ونجاحي بإذن الله تعالى.
وبهذه الكلمات أبعث إليكم جميعاً عهدي الأمين والصادق بأن أكون دائماً، كما كنت، المواطن الوفي لوطني البحريني الصغير والعربي الكبير، وأن أؤدي واجبي الوطني والإنساني بكل إخلاص وأمانة واجتهاد.. وأن أكون، كما كنت دائماً، قريبة من كل فرد على هذه الأرض البحرينية العربية في مساحتها الصغيرة ورقعتها الكبيرة.. وأعدكم بأن أكون، دائماً، أنا نفسي «سميرة رجب»، ابنة البحرين، كما عرفتموها دائما.
وبهذه المناسبة المؤثرة جداً في نفسي، أحاول أن أجيب عن سؤال لطالما تردد، خلال الأيام السابقة، كتابة وشفاهة، حول مصير عمودي الدوري «بالعربي»، الذي لم يتوقف عن الصدور على مدار أكثر من عشر سنوات، رغم كل الظروف الصعبة والتحديات التي واجهتها بالفكر والحجة مع الالتزام بأعلى معايير المسؤولية في استخدام حقي الكامل في حرية التعبير عن الرأي، بل ازداد عمودي قوة ومعرفة وحكمة مع استمرار صدوره على صفحات «أخبار الخليج» البحرينية، هذه الصحيفة الأولى بكل المعايير.. فها أنا أقف أمام إلحاح سؤال شديد الوطء على نفسي: هل سيستمر هذا العمود أم سيتوقف؟
يؤسفني جداً أن أجيب قرائي الأعزاء بأن هذا العمود سيتوقف، التزاماً بالأعراف وما تفرضه على عضو الحكومة من واجب التحفظ باعتبار أنه مكلف بتنفيذ سياسة الحكومة والإفصاح عن توجهاتها في تسييره لمرفق معين.. وعليه أعلن أن هذا العمود هو الأخير الذي سأكتبه، إلى حين.. وسيحين هذا الحين عند مغادرتي منصبي الوزاري الجديد في الوقت الذي ترتئيه الثقة الملكية الغالية.
ولكن، هناك جانب مشرق أيضاً، وهو أن الأعراف أيضاً لا تَحُول دون تواصل عضو الحكومة مع القراء والإعلام بصيغ أخرى وبمراعاة ما تفرضه أعباء المنصب الحكومي، وهو ما يعني أنه سيكون لي ظهور مختلف على صفحات «أخبار الخليج» «العزيزة» وغيرها من الصحف، كعهد مني باستمرار تواصلي وقربي من نبض المواطن والوطن.
ولا يمكن أن أنهي هذا المقال الصغير من دون أن أنسب الفضل الى أصحابه، ومن دون أن أعرب عن مدى شكري وتقديري اللامحدودين للأستاذ الكبير أنور عبدالرحمن، رئيس تحرير «أخبار الخليج»، على كل مواقفه المهنية والإنسانية النبيلة التي وقفها معي في كل الظروف الصعبة، وفي مواجهة كل التحديات التي واجهتنا جميعاً خلال أكثر من عشرة أعوام عملت خلالها في هذه الصحيفة العزيزة على قلبي، وأعتبرها من أثرى فترات حياتي تجربةً وخبرةً وعطاءً.. وعلى ساعات العمل الثرية التي عملنا بها معاً في مختلف المهام الصعبة التي اشتركنا فيها للدفاع عن الوطن في المحافل الدولية.
ألف شكر أخي وصديقي أبو جبران.
وشكراً أستاذنا الكبير لطفي نصر على كل ما تتحمله من مسؤوليات جسام في أدائك الإعلامي الدقيق والرائع في «أخبار الخليج».
شكراً أخي العزيز حسين صالح، مدير الإنتاج الذي يرسم كل صفحات الصحيفة يومياً.. الجندي المجهول، والنموذج البحريني الفذ في التفاني والإخلاص والعمل الدؤوب.
والشكر لكل من سار معي خطوة بخطوة في «أخبار الخليج»، بمهنية ووطنية عالية تستحقون عليها الأوسمة.
وإلى كل قرائي الأعزاء، من المنامة إلى الرباط، وحول العالم، أتقدم بكل الشكر والتقدير والعرفان.



sameera@binrajab.com