الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

عراقة البحرين التاريخية تتألق خلال ملتقى تاريخ وآثار دول التعاون

كانت دلمون مركزا لصهر النحاس.. والمركز الحضاري لدور الوسيط بين الحضارات

تاريخ النشر : الأحد ٦ مايو ٢٠١٢



قال الأمين العام المساعد للشؤون الإعلامية والثقافية في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خالد الغساني إن جمعية التاريخ لدول المجلس تقوم بجهود جبارة عبر إقامة الملتقيات العلمية، والتي كانت بمثابة تكريس علمي ومنهجي لتوثيق تاريخ وآثار وحضارات وثقافات منطقة دول مجلس التعاون عبر العصور.
جاء ذلك خلال تدشين الملتقى العلمي الثالث عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أقيم بقاعة فندق انتركونتيننتال مسقط بسلطنة عمان مؤخرا والذي أقيم تحت رعاية نائب رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية الدكتور عصام الرواس وبحضور عدد من المسئولين وبمشاركة مفكرين وعلماء وباحثين في مجال التاريخ والآثار من أبناء دول مجلس التعاون وترأس الجلسات الدكتور علي منصور آل شهاب.
وأضاف الغساني انه من هذا المنطلق استشعر المسئولون في دول المجلس أهمية استمرارية إقامة هذه الملتقيات ومشاركة هذه النخب من المفكرين والمؤرخين فيها، وذلك بتأكيد الوزارات والمؤسسات الحكومية في دول المجلس على تبني واستضافة هذه الملتقيات وتقديم مختلف أشكال الدعم لها، أما فيما يتعلق بالأمانة العامة لمجلس التعاون، فسوف تستمر في بذل كل ما يمكن من دعم وتنسيق لجهود الجمعية لتحقيق طموحاتها العلمية القديرة.
من جانبه قال الأمين العام للجمعية الدكتور احمد الزيلعي إن الملتقى قدم 23 بحثا وبالإضافة إلى خمس مشاريع بحثية سلطت الضوء على التاريخ والآثار وعلى الهوية الوطنية في دول مجلس التعاون وأهميتها في التماسك الاجتماعي والجذور المشتركة على مدى التاريخ وتبادل الخبرات، مؤكدا أن ورقة البحث المقدمة من مملكة البحرين متميزة وقيمة، وقدمتها الباحثة البحرينية ليلى محمد الحدي التي تمتلك رصيدا علميا في البحث والدراسة وخاصة في مجال الآثار والمتاحف وتاريخ المنطقة.
من جانبها استعرضت عضو جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الباحثة البحرينية ليلى محمد الحدي ورقة بحثها حول «تجارة النحاس ما بين حضارتي دلمون ومجان وقالت «كانت دلمون منذ القدم مركزا اكتسب أهمية استراتيجية بسبب موقعها في منتصف الخليج لتكون حلقة وصل أو ميناءً آمنا لرسو السفن في طريقها من بلاد وادي السند (ملوها أو ملوخا) وساحل عمان (ماجان) إلى بلاد ما بين النهرين.
وأضافت الحدي أن دلالات العصور بأكملها ارتبطت بمادة تصنيع خام النحاس وخصوصا في صناعة الأسلحة والأدوات الحربية كالرماح والأقواس وكلها تحتاج إلى مادة خام النحاس، وأن ماجان كانت مصدرة للنحاس ودلمون مصنعة له، والتاجر الدلموني يعمل كوكيل لتصدير المواد المصنعة لبلاد الرافدين والحضارات الأخرى المجاورة، وكانت سفن ماجان تأتي لدلمون محملة بأطنان النحاس وتحط في ارض القلعة (عامة دلمون القديمة) بالرغم من توافر خام النحاس على ارض دلمون، إلا إنها تحرص على استيراد النحاس من ماجان.
وأشارت الحدي إلى أن البيئة وعناصرها الأولية لعبت دورا ملحوظاً في النشاط وتحديدا في نوع الصناعات والحرف التي امتهنها الإنسان قديماً في «دلمون» البحرين مشيرة إلى إن الدراسة أظهرت عمق الصلات القديمة، فقد كانت السفن الهندية تصل إلى موانئ البحرين دلمون محملة بالمواد الخام التي كانت تستخدم في صناعة الرماح.
وأضافت الحدي أن الدراسة ذات أهمية في التاريخ الاقتصادي في عصر دلمون وماجان خاصة فيما يتعلق بصهر وإنتاج النحاس لمساحة جغرافية شاسعة ذات تغيرات تجارية، ومن المعتقد السائد أن دلمون قديما لعبت دور البحرين المعاصرة بصورة أو بأخرى فكانت مركزا حضاريا متقدما لعب دور الوسيط التجاري بين بلاد الرافدين وماجان من جهة وبلاد السند من جهة أخرى.
وتابعت الحدي أن هناك خبرة لدى الدلمونيين وانفتاحهم على الأمم والشعوب الأخرى قد أعطاهم ميزة خاصة في التعامل التجاري والاحتكاك الثقافي مع الآخرين حتى وجدنا في آثارهم في مناطق عدة من الخليج وبلاد الرافدين وتأتي الأختام المستديرة على رأسها.
والبحرين اليوم هي دلمون الأمس تتمتع بمكانة حضارية مميزة بين الشرق والغرب وبلدان الشرق الأوسط وإنسانها هو في كل زمان يتصف بأسلوبه الحضاري في تعامله مع مختلف الشعوب في الأفكار والمعتقدات ويظل محتفظا بفكرة ومعتقداته وثقافته.
ويذكر ان الملتقى العلمي الرابع عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف يعقد في دولة قطر في عام 2013.