أخبار البحرين
في ثاني أيام مهرجان المسرح المدرسي الخليجي
طلبة الإمارات يقدمون «حكيم القرية» في عرض مسرحي متميز
تاريخ النشر : الأحد ٦ مايو ٢٠١٢
في اليوم الثاني لمهرجان المسرح المدرسي الخليجي الخامس المقام في مملكة البحرين، عرضت الفرقة المسرحية المدرسية الإماراتية مسرحيتها «حكيم القرية» المستوحاة من أحد أعمال الروائي العالمي تولستوي، وذلك على خشبة مسرح الصالة الثقافية بالمنامة، حيث تفاعل الجمهور مع مجريات المسرحية وأحداثها التي أخرجها الإماراتي خليفة سالم التخلوفة بحضور الدكتور عبدالله يوسف المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم لشئون التعليم والمناهج وعدد من المسئولين بالوزارة وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
قصة المسرحية تدور حول فلاح بسيط يحب الخير للغير ويتصف بكرمه وجوده يتحول فجأة إلى بخيل يحب المال وينسى معنى العطاء ومن ثم يعود الى طبيعته بعد التغلب على الشيطان الذي يخدعه، شخصية يؤديها الطالب راشد عبدالله راشد وتغلب على صعوبتها وعلى ربكة المسرح، فهو معتاد على الخشبة وحائز عدة جوائز في هذا المجال منها جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي في عام 2011 وجائزة أفضل إخراج في نفس المهرجان للعام 2012.
بعد المشهد الأول عانى راشد من صداع حاد جعله يسقط في الكواليس ليقوم بسرعة ويتحدى ألمه ويقف أمام الجمهور الكبير من دون أن يشعر أحد بمعاناته. هذا الموقف يبين مدى مهارته وبراعته وإصراره وحبه للمسرح والجمهور، وقد شجعه على ذلك والده الفنان عبدالله راشد، ونخبة من المخرجين الذين تعامل معهم في مسيرته الفنية منذ بدايتها في العام 2003.
اجتهاد راشد وشغفه بالمسرح لم يقفا عائقين أمام دراسته، فهو طالب مجد ومثابر يقضي يومه بين الدراسة والتدريبات وينظم وقته بعدل بين الأمرين وإن كان يميل الى دراسته من دون شك حيث أكد أنه سيخفف من نشاطه المسرحي في العام القادم ليركز على معدله الدراسي وخاصة إنه سيكون عام تخرجه.
الشيطان هو الذي صور الشر خيرا للفلاح، وأدى دوره عبدالله علي بتمرين وتدريب شخصي مكنه من إقناع المخرج لتقمص هذه الشخصية المتلونة الصعبة وقال «الحمد لله وفقت في العمل». وأضاف «أحب التمثيل وبدأت بممارسته منذ عامين وقد شجعني عليه أهلي وزملائي، كما أنني عضو في جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، ما ساعدني على إجادة الدور والقدرة على هذا التحول والتلون».
تميز دور عبدالله بتحوله بين الخير والشر، فكان يمثل الخير أمام الفلاح ليقنعه بالامتناع عن العطاء وحب المال، ويمثل الشر عند كبير الشياطين الذي هدد بمعاقبته اذا لم يقنع الفلاح بالشر.
ابن الفلاح كان له الفضل في إعادة والده الفلاح إلى رشده وكرمه وجوده وقاده إلى الصواب، فبراءة الأطفال دائما تفوق الشر وتحث على الخير فطريا. الطفل محمد عبدالله راشد هو من لعب هذا الدور وساعده في ذلك ملامحه البريئة وشجاعته وجرأته في الوقوف على خشبة المسرح، فهو يملك جرأة كافية جعلته يقدم مقطعا تمثيليا في الشارع العام من دون أي تخطيط مسبق، وذلك عندما شجعه والده وأحد المخرجين الذين تعامل معهم من خلال دورة دخلها لتعلم فنون التمثيل والمسرح، وهذا ما جعله يتغلب على خوفه وتوتره حتى فاز بجائزتين في عرضين سابقين له في مهرجان الطفل بدولة الإمارات العربية المتحدة.