بريد القراء
أيها الثقافة؟
تاريخ النشر : الأحد ٦ مايو ٢٠١٢
ان الشباب الذين تجمهروا عند مركز الشيخ إبراهيم لم يدخلوه قط ولم يتعرفوا على فعالياته لأنهم بعيدون عن شيء اسمه ثقافة وليس لديهم أدنى فكرة عما يدور بداخله من فعاليات مميزة راقية شأنهم شأن شباب وقتنا الحاضر، لذلك فهم مغرر بهم لتشويه سمعة الوزيرة وتخريب ما بنته من دون حياء ولا احترام لشخصها. يجب ان نحسن النيات نحو كل ما يهم الوطن فعلا إن كانوا حريصين عليه. هل كان بيدهم شيء ليوقفوا ما يحدث على الساحتين المحلية والدولية، من ويلات ومصائب؟ استكثرتم على المحبين هذه اللحظات الجميلة القليلة التي سرعان ما ستنتهي والتي يحاولون من خلالها النسيان ولو برهة المآسي والمصائب في زمن انتشرت فيه أمراض العصر التي لا تخفى على أحد.
ان الشيخة مي المحبة لوطنها الواثقة الخطى متسلحة بسلاح الإيمان بكل ما تعمله الذي يمدها بالإرادة والعزيمة ويعينها على مواجهة التيار المتصدي لها الذي في كل مرة يشن عليها الهجمات وكل عام لهم حجة وهي حجج وذرائع لا تنطلي على ذي لب ولا ندري هل هناك عداء مستفحل بين من يهاجمون وبين الوزيرة وان هناك من يضمر لها هذا العداء ويتحين الفرص للانقضاض عليها؟ فربيع الثقافة يحلق بك في سماء الدول العالمية التي تسمع بفنونها في مختلف وسائل الإعلام فتنبهر بها فكيف لو رأيتها على الطبيعة وانت جالس في بلادك وتشاهد فن الشعوب الراقي؟ وما نفاد الـ 2990 تذكرة لإحدى الأمسيات في ساعة واحدة فور إعلانها الا لتعطش هذا الشعب للثقافة وربيعها حتى ان البعض منهم فضل المشاهدة وقوفا لعدم وجود مقاعد شاغرة، وذلك للاستمتاع بالمشاهد الحية وعدم تفويت هذه الفرصة وهذا دليل على حب الناس لزاد هذا الربيع بعيدا عن الهم والغم اللذين جلبهما ما حدث للوطن سنة ونصف سنة ليس لدينا إلا أخبار المعارضة حتى مللنا ذلك السرد الممل الذي يدور في فلك واحد لا يتغير.
أليس ربيعنا أفضل آلاف المرات من الربيع العربي البعيد عن مسماه الذي هب علينا بأعاصيره المدمرة للوطن الذي حل به؟ أليس وطننا له الحق في العيش في ربيع ملؤه الفرح والسكينة وله الحق في أن يرفل بثوب ربيعي جميل، وأليس الأولى بأن نجمل صورته ونعطي من بالخارج فكرة جميلة عنه شوهها المغرضون الحاقدون بقصد منع ما يصب في مصلحته؟ هذه المصلحة آخر ما يفكرون بها لان عقولهم ميتة مغسولة ومازالوا يفبركون ويكذبون على الوطن بكل ما أوتوا من قوة. فلديهم ثقافة من نوع آخر تعلمهم ما يضرهم ويضر مجتمعهم الذي ترعرعوا فيه مثل ثقافة الموت والتسقيط إلى جانب التخريب والتكسير وصناعة المولوتوف والقنابل ليصيبوا بها رجال الأمن حماة الوطن وليضروا بها المواطنين والمقيمين وثقافة جمع الأسياخ الحديدية وتحويلها لأدوات قاتلة متنوعة الأشكال وهدفها واحد إلى جانب الحقد والتدمير بفعل ثقافة تعاطي حبوب الهلوسة التي تغيب العقل فتجعل متعاطيها ينفس ما في صدره من غل على الآخرين بصورة وحشية ولكل ما يقع تحت أيديهم ويعيثوا في الأرض حرقا وتدميرا وسبا وشتما لكل من يقف ضدهم حتى لو كانوا من نفس طائفتهم، هذه الحبوب تمدهم بقوة عجيبة فالواحد منهم يحمل ثقلا لا يقدر على حمله أربعة أشخاص ويخيل الينا ونجزم بأنهم ليسوا بحرينيين أبدا.
هذه الثقافة التي خرجت علينا من هبوب الربيع العربي أيضا هناك ثقافة أخرى انتشرت كالنار في الهشيم مثل الفيسبوك والتويتر والبلاك بيري تهدم ولا تبني ويفقد مستعملها احساسه تجاه الآخرين ولما يجري حوله من انقطاع التواصل بينه وبين أهله ومجتمعه إلى جانب ثقافة انتشار بيوت الدعارة وهذه الاولى للنواب البحث عنها ومحاربتها.. هناك أيضا انتشار القنوات الفضائية التي لا تعد ولا تحصى والتي تفسد الأخلاق على مدار الساعة لضعاف النفوس.. هذه المحطات اختيارية ولم تفرض على أحد وبإمكان الشخص ان يتحاشاها ان أحس بالضرر على نفسه.
لذلك ربيع الثقافة المتنوع بإمكان المعترض ألا يحضره ولا يفرض رأيه على أحد فالحرية مكفولة للجميع والكل أدرى بنفسه.. فمن يجد أن هذا الربيع سخافة فليبتعد ويغض الطرف ويدع المحبين لفعالياته ان يستمتعوا به.
الآن ايها الثقافة؟ وأيها السخافة؟ هل هناك جواب عن هذه التساؤلات ويرينا الفرق بينهما ومن يجب محاربته ومنعه قبل اطلاق الأحكام والاتهامات على الشيخة مي بما ليس فيها وذهاب السنع لدى بعض الرجال السنع الذي تعلمناه باحترام الآخرين مهما كانت منزلتهم عندنا.
ان الشيخة مي لم تقصر في حق أحد، فهي تبذل الغالي ومن جهدها ووقتها في سبيل رفعة شأن الوطن فألف ألف شكر لها وسيري ايتها الأصيلة على بركة الله ولا تهمك الهجمات والطعنات ولا تلتفتي اليها حتى لا تعقوك عن الطريق المرسوم وما هذا النعيق الذي نسمعه دائما ضدك الا لان الناعق لم يستطع ولن يستطيع الوصول لما وصلت إليه لقصور فهمه للمعنى الحقيقي للثقافة وأحب ان أنوه بأن اشاعة مسجد المحرق اشاعة مغرضة والله كشف الحقيقة للرأي العام التي لم تنطل على أحد كون الفعاليات لا تبدأ إلا عند الساعة الثامنة والنصف وان الشيخة مي متواضعة جدا تستقبل ضيوفها بكل ترحاب عند باب المركز ترحب بهم واحدا واحدا بمنتهى التواضع.
نعود لسؤالنا أعلاه أيها الثقافة وأيها السخافة؟ أيها تختار؟ طبعا المواطن والمقيم الغيور على سمعة وطنه والذي يجب على الاخوان المعارضين لربيع الثقافة ان يستوعبوا هذا ألا وهو اختيار الثقافة البناءة وليست الهدامة.
الثقافة التي لا تضر الوطن الغالي ودائما تزيده رقيا وحضارة بين المجتمع الدولي وترفع من شأنه بين دول العالم هي المطلوبة من الاخوان وخاصة النواب فليدلوا بدلوهم ويصححوا الخطأ ان كان هناك خطأ ليس بالمحاربة والتلاسن بما لا يليق بهم كنواب يمثلون الشعب إن كان هناك أي اعتراض على مستوى ما يعرض من الفرق بالمناقشة الهادئة واللباقة في الكلام وليس العكس، فهم ممثلو الشعب ويجب ان يكونوا قدوة للغير فلا يتطاولوا بألسنتهم لكل من يخالفهم الرأي، ماذا تركوا للآخرين وهل يلامون إذا تطاولوا على رموز الدولة وغيرهم حتى اسقاط النظام؟ وهذا ليس بجديد عليهم فالوزيرة دائما محاربة من قبل ان تمثل الوزارة فليشطبوا الوزيرة عن بقية الوزارات حتى يستريحوا ويريحوا الشعب لاننا رأينا ذلك من نواب سابقين جرؤوا على الوزيرة من قبل وها هو العام الحالي أشد من الذي قبله في حربهم عليها، هذا السجال لا طائل منه الا لحاجة في نفس يعقوب حتى ينتهي الفصل التشريعي من دون تعب لان ليس لديهم برامج تخص الشعب الذي انتخبهم وهذا يسمى هروبا من المسئولية وما أكثر المسئوليات التي تهربوا منها! والسبب صعوبة السير باتجاه هذا الربيع لانه يسير عكس رغبة الجميع من رواده المثقفين الذين يرون عكس ما يراه هذا التيار المتشدد المفتقد حقيقة معنى الثقافة البناءة.
قال الشاعر:
قد يجمع الرأي أشخاصا وإن بعدوا
وقد يفرق خلف الرأي اخوانا
اننا نخشى ان نستفيق بعد هذا الذي حصل من محاربة ما يشغل الناس بما يفيد وقتل الفراغ بعيدا عن التسكع الذي لا طائل منه سوى الدمار والانشغال والتجاهل لفعاليات ثقافية لا يشوبها شيء ممن يظن بها الظنون نخشى ان نستفيق على كارثة تحل بنا بفعل قلة الوعي والادراك لما يحاك لنا ولوطننا الغالي والإلمام بكل الجوانب المهمة.
مهما تكاثفت الغيوم في سماء الوطن فلابد أن تتلاشى اذا أصبحت القلوب مجتمعة على حبه وبذل الغالي والتفاني في سبيل رفعة شأنه بين دول العالم أجمع.
عاشت البحرين.
بنت الكعبي