حين يستقر نظام الدوري العام (من دورين) كما هو معروف به حول العالم تقل المشاكل الإدارية والفنية والتنظيمية والتحكيمية وبالتالي يرتفع المستوى بشكل طبيعي، لكن إن لم تستقر المسابقة (الأم) وهي التي يفترض أن تستقر وتكون الأقوى بين المسابقات الأخرى فإن المشاكل تزداد وتتعقد الكثير من الأمور خاصة الإدارية والفنية، في الدول الأوروبية صارت أطفال الحضانات وطلاب المدارس يحفظون جوهر المنافسات المحلية على مستوى الدوري العام سواء في كرة القدم أو السلة أو اليد أو الطائرة أو الألعاب الجماعية والفردية الأخرى، لو تسأل أي مشجع إنجليزي يعشق كرة القدم عن نظام الدوري عندهم سيذكر لك النظام نقطة نقطة لأن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم لم يستبدل فكرة الدوري (الذهاب والإياب) منذ عشرات السنين لهذا ترسخ نظام الدوري في أذهان الكبار والصغار على حد سواء.
أتذكر إنه في موسم 95/96 أجرى اتحاد الكرة المحلي تغييراً على نظام الدوري الممتاز وأدخل ما يسمى (مربع البطولة) وفاز به الأهلي على المحرق 2/1 ولم يستمر هذا النظام لأنه فاشل من الأساس ولا يخدم المنافسات بل يساعد على التلاعب بالنتائج، أسألوا عن عمر الدوري الانجليزي أو عمر الدوري الاسباني أو الايطالي أو الألماني أو الهولندي وعندما تعرفون كم موسم مضى ستكتشفون أهمية الاستقرار في المنافسات المحلية والتي تنعكس على المنتخبات العمرية وتساهم في تطورها، عندنا اليوم مشكلة ساخنة بين اتحاد كرة اليد وناديي الدير والشباب فالدير يرفض قرار المسابقات واللعب أمام الشباب والسبب سوء تنظيم المسابقات ففي كرة اليد (هرم معكوس للمسابقات) يبدأ بالأدوار التمهيدية ثم ينتقل لدورة سداسية ثم رباعية وأخيراً مباراة نهائية!!.
لماذا هذا التعقيد وما فائدته على المسابقات والأندية واللاعبين والمنتخبات؟ مسابقات الكرة الطائرة تمارس نفس الإشكال كذلك كرة السلة باستثناء كرة القدم المستقرة نسبياً، نحن نقول لكم استفيدوا من تجارب الدول المتقدمة في كيفية تنظيم المسابقات ثم أنقلوا التجارب إليكم شريطة أن تناسب إمكاناتكم لأن من يرتدي ثوباً طويلاً تتعتع به الثوب ويتعرقل بها ولابد أن يكون تفصيل الثوب مناسباً لقياس جسمي طولي وقصري وهكذا تسير المسابقات المحلية، إبدأوا بالدوري من دورين ثم فكروا أن تستحدثوا المنافسات المناسبة أما قصة المربعات والمستطيلات فهي تصلح لمعامل الرياضيات وليس لملاعب الرياضة.ساح