الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٣ - الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


المعركة الفاصلة للحركة الفلسطينية الأسيرة





تواصل دولة الاحتلال والعدوان والأبارتهايد العنصرية الإجلائية الصهيونية كسر إرادة الشعب العربي الفلسطيني من خلال قمع رموزه النضالية، وتفعيلا لقانون شاليط العنصري انتهجت مصلحة السجون الإسرائيلية سياسة منع الأسرى من التالي:

* التقاء عائلاتهم.

* حق التعلم وقراءة الصحف.

* مشاهدة التلفاز.

* التقاء نظرائهم الأسرى.

وتطبيق سياسة العزل الانفرادي والتفتيش العاري والاقتحام الليلي وتطبيق سياسة الاعتقال الإداري الموروث عن الانتداب البريطاني الذي نص على الاعتقال من دون محاكمة ولا يوجد سقف زمني لهذا الاعتقال.

أمام كل هذا العسف، وللمحافظة على مكتسبات الحركة الأسيرة التي ناضلت من أجلها منذ عام ١٩٦٥م إلى الآن قررت الحركة الأسيرة خوض معركتها الفاصلة مع دولة الاحتلال والعدوان والأبارتهايد الصهيونية بخوض معركة الأمعاء الخاوية بالإضراب عن الطعام حتى تستجيب مصلحة السجون لمطالبهم العادلة، وبعد صموده الأًسطوري كسر خضر عدنان الأسير إرادة السجان وخرج بالإفراج يوم ٧/٤/٢٠١٢م بعد إضرابه عن الطعام مدة ٦٦ يوما، وكذلك حصلت الأسيرة البطلة هناء الشلبي التي صمدت مدة ٤٣ يوما ليفرج عنها المحتل ويبعدها الى جزء عزيز من الوطن هو قطاع غزة.

ومع صدور هذا المقال يكون الأسيران ثائر حلاحلة وبلال ذياب قد أكملا أكثر من ٧٠ يوما من الإضراب عن الطعام.

وبالإضافة للمحافظة على مكتسبات الحركة الأسيرة، تريد حركتنا الأسيرة وضع حد للاعتقال الإداري وإلغاءه والإفراج عن الأطفال ومرضى السرطان الذين يقدر عددهم بـ٢٥ أسيرا، وهناك ٣٢٠ أسيرا يقبعون بالسجون تحت طائلة الاعتقال الإداري.

في هذا الخضم ونحن نقترب من الذكرى الرابعة والستين للنكبة تعمل حكومة إسرائيل العنصرية اليمينية المتطرفة التي تنزع نحو الفاشية على تعميق عملية الاستيطان في المدن الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧م وهي تعمل على احتلال المباني والعمارات السكنية وسط المدن الفلسطينية، واقر رئيس بلدية القدس «نير بركات» بناء ٢٠٠ وحدة استيطانية في حي أبوديس تحت اسم «كدمات تسيون».

ويرفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجموعة من اللاءات في وجه العالم:

١ـ لا لخيار التسوية.

٢ـ لا لقرارات الشرعية الدولية.

٣ـ لا لمبادرة السلام العربية.

وعنده نعم واحدة لتطوير المشروع الصهيوني الاستعماري على الأرض الفلسطينية.

هذه الأجواء الصعبة تذكرني بعام ١٩٨٧م حين كان النظام العربي يحاصر المخيمات الفلسطينية في بيروت بمساعدة الشعوبيين وبعض العرب المتصهينين، ترافق هذا الحصار مع محاولة النظام الرسمي العربي نزع وحدانية التمثيل عن منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربي في عمان عام ١٩٨٧م، فأتى الرد سريعا من الأرض المحتلة بأسمى وأرقى وأنبل فعل إنساني توجته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ٨/١٢/١٩٨٧م التي استمرت حتى عودة طلائع منظمة التحرير الفلسطينية لأرض الوطن عام ١٩٩٤م.

نحن اليوم أمام إدارة أمريكية على أبواب انتخابات قادمة في نوفمبر ٢٠١٢م ودول أوروبا رضيت بدور الممول بلا تدخل فعلي حازم تجاه ممارسات إسرائيل العدوانية التوسعية وتفضل الحل الاقتصادي على الحل السياسي المنشود.

ونقف اليوم أمام عرب طامعين وطامحين للسلطة، متفقين مع أمريكا على الإبقاء على اتفاقية كامب ديفيد والاستمرار في اتفاقية تأهيل المناطق الصناعية ziuQ.

أمام كل هذا وأمام انسداد الأفق السياسي أمام الشعب العربي الفلسطيني، لم يبق إلا أن يقول الشعب العربي الفلسطيني كلمته وهو القادر على اجتراح المعجزات لإقرار حق تقرير المصير فلن يستأنس شعبنا الاحتلال يوما.

عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب العربي الفلسطيني.

عاشت السلطة الوطنية الفلسطينية نواة الدولة الفلسطينية المستقلة القادمة.

المجد والخلود للشهداء الأبرار.

الحرية للأسرى والشفاء للجرحى.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة