بالشمع الاحمر
المحق والسّحق.. من على المنابر
تاريخ النشر : الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
هل تحولت منابر الخطابة في البحرين من وسائل للتقريب بين الناس وتعليمهم أمور دينهم إلى منصات لإطلاق الصواريخ الطائفية على الوطن وللتحريض على أمن الناس واستهداف الأبرياء في منازلهم وأعمالهم ومصالحهم؟ هل باتت بعض هذه المنابر تشكل غرف قيادة دولة داخل دولة؟ هذا هو ما نراه جلياًّ أمامنا.
رجل الدين، وخصوصاً ذاك الذي يحمل أمانة المنبر، بمعنى أنه يخطب في الناس، ينبغي أن يكون مسئولاً أمام القانون مسئولية كاملة عن كل كلمة يتفوه بها. لست من مؤيدي الخطب النارية وشعارات التحريض من على المنابر، سواء صدر هذا الفعل عن رجل دين سني أو شيعي، وقد كنا تصدينا كثيراً لخطب وكلمات قيلت من على المنابر من دون مسئولية وطالبنا بأن يحاسب أصحابها من دون أي حصانة أمام القانون.
إن ما نراه اليوم بلغ مبلغاً لا يمكن السكوت عنه، وخصوصاً أن الأمر وصل إلى حد الدعوة العلنية إلى قتل رجال الشرطة بل وسحقهم..! وهذه الدعوة قد تمت ترجمتها عملياًّ من قبل عصابات خارجة على القانون بسلسلة من التفجيرات استهدفت رجال الأمن وأصابت منهم ما أصابت. آخرها كان يوم أمس الأول في منطقة بني جمرة. فهل هذا هو ما تدعو إليه منابر الخطابة؟ وأين هو الدور الرقابي في مثل هذه الحالة؟
كل رجل دين يدعو إلى استهداف الناس، وإلى العبث بأمن البلاد من على منبر الخطابة لا بد أن يحاسب سريعا. في مصر تورط بعض الشخصيات الدينية في الدعوة إلى اقتحام وزارة الدفاع المصرية، وحدثت على إثر ذلك مصادمات العباسية التي قتل فيها عسكري مصري، فانقلب الرأي العام المصري بأكمله ضد تلك الثلة التي أرادت ضرب الوطن وإسقاط القلعة المنيعة في الدفاع عنه وعن سيادته، ولم تتأخر وزارة الدفاع المصرية والجهات الأمنية في إصدار قرارات ضبط وإحضار لجميع من ثبت تورطهم في التحريض، سواء كانوا رجال دين أو نشطاء، فالأمن خط أحمر، ومن يتلاعب به فإنه يجلب الويلات على الجميع.
البحرين اليوم ليست في وضع يسمح لها بأن تغض الطرف عن دعوات الإرهاب الصادرة من على المنابر، فقد قتل رجال الأمن في العام الماضي، وسقط منهم من سقط مؤخراً كنتيجة مباشرة لدعوات التحريض والمحق والسحق.