الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٤ - الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

خبراء التغذية يحذرون من العبث بالجسم عن طريق تكراره:

ثبات الوزن في «الريجيم» أكثر صعوبة من خفضه





القاهرة: صفية الدمرداش

تدرك المرأة معنى تنزيل بضعة كيلوجرامات ليس بالأمر الصعب، لكن المهمة الصعبة هي هل تستطيع الحفاظ على الوزن الجديد؟ لعل هذا هو المحور الذي تقوم عليه أبحاث النحافة الجارية في كل جامعة ومركز أبحاث في العالم.. وآخر ما توصلت إليه نتائج الأبحاث هو أن الحفاظ على الوزن المنخفض بعد الريجيم عامين متواصلين يسهل الأمور بنسبة كبيرة بعد ذلك من ناحية الحفاظ الطويل الأمد على الرشاقة من دون اتباع برامج متعبة أو الانخراط في تمارين قاسية.

وبعبارة أخرى عندما تنتهين من الريجيم اقبضي على النتائج بكل ما أوتيت من قوة مدة يفضل أن تصل إلى عامين وبعد ذلك يهون أمر حصولك على الرشاقة الدائمة التي طالما تمنيتها وتأخذين راحتك نسبيا في تناول ما شئت من الطعام بلا خوف من عودة غول السمنة.

ويقول خبراء التغذية: إنه كلما نجح المرء في الحفاظ على الوزن المنخفض وقتا أطول اصبحت مهمته أسهل في الاستمرار في تلك المحافظة.. وجاءت هذه النتيجة تتويجا لأشهر من الأبحاث المكثفة التي قام بها فريق من علماء كلية الطب بجامعة بطرسبرج برئاسة البروفيسورة ماري كليم المتخصصة في علم النفس والتغذية.

تقول كليم: إن الأشهر الأولى بعد الريجيم هي الأصعب من حيث المحافظة على ثبات الوزن وبعد ذلك تبدأ الأمور الميل نحو السهولة وإذا احتاجت المرأة بعد الريجيم إلى إجراءات قاسية لكي تحافظ على وزنها فمع الزمن يمكنها التخلص من تلك الإجراءات تدريجيا مع استمرار محافظتها على ما أنجزته من رشاقة.

ودرس الخبراء ملفات ٧٥٠ امرأة و١٧٠ رجلا ممن استطاعوا تقليل وزنهم كل بمقدار يقارب ٣٠ رطلا مدة طويلة وقام الخبراء بقياس الجهد الذي يبذله كل منهم ونوعية وكمية الطعام الذي يتناوله والتمارين التي يؤديها والسعادة التي يشعر بها جراء تلك الممارسات.

وتبين أن كل من حافظوا على أوزانهم سواء فترة طويلة أو قصيرة شعروا بالقدر نفسه من المتعة جراء ممارسة التمارين وتناول الأطعمة الخالية من الدهون والشعور بخفة الوزن لكن اللافت للنظر هو أنه كلما صمد المرء في إجراءات الحفاظ على خفة الوزن تناقص الجهد الذي يحتاج إليه للاستمرار في الحفاظ على ذلك الهدف.

لا بديل

أما بالنسبة لوسائل خفض الوزن فتقول كليم: إن العلماء لم يتوصلوا إلى أي وسيلة أكثر نجاعة وفاعلية من الحركة والانتقائية الغذائية ومهما بلغت الوسائل السريعة لتحقيق الهدف من دقة فهي لا تصل من حيث السلامة والتوافق مع آليات الجسم إلى مستوى التأثير الذي تتركه ممارسة جهد عضلي مدة ساعة واحدة يوميا على الأقل.

ونتيجة إغفال تلك الوسائل التقليدية باتت السمنة مرض العصر الأول ومصدر انزعاج كل امرأة ترغب في الرشاقة ومن الناحية النفسية تقف النحافة في طليعة الأسباب المؤدية إلى الاكتئاب بين النساء والعلاقة بينها وبين الاكتئاب تأخذ طابعا جدليا إذ قد تأكل المرأة لأنها مكتئبة وبعد ذلك تكتئب لأنها سمينة وهكذا.

وتقول كليم: «لا بديل أمام المرأة عن الوصفة التقليدية للحفاظ على الرشاقة والمطلوب هو القليل من الانتباه إلى ما تقومين به من ممارسات يومية وزيادة نسبة الأنشطة التي تشغل عضلاتك أكثر، يمكنك مثلا أن تضربي عصفورين بحجر واحد حين تمشين في مكان جميل يريح أعصابك وتحرقين كمية من السعرات الحرارية وتذكري أن ثمة عدوين لك في هذا الزمن هما التليفزيون والكمبيوتر، احسبي كمية الوقت التي تقضينه هنا وهناك وقللي منه قدر الإمكان».

كارثة وطنية

وتكمن صعوبة الاستمرار في المحافظة على الوزن الجديد في أن ذلك يتطلب منك تغييرا شاملا في نمط السلوك الذي درجت عليه أما عملية الخفض نفسها فتحتاج إلى مجرد أسابيع أو أشهر فقط قبل أن تتحرري من البرنامج القاسي.

وتعد مشكلة السمنة من القضايا الكبرى المؤثرة في الصحة العامة للناس في أواخر القرن العشرين وفي الولايات المتحدة مثلا تتزايد الدعوات لعدها خطرا يهدد الأمن القومي ومستقبل الأمة ويبلغ عدد أصحاب الوزن الزائد في أمريكا ما يربو على ٧٠ مليونا يشتملون على ثلث الكبار وخمس الصغار وفي كل عام يموت أكثر من ٣٠٠ ألف شخص لأسباب تتعلق بالسمنة في أمريكا وحدها وتقول جمعية السمنة الأمريكية: إن هذه المشكلة تكلف الخزانة الأمريكية ما يقرب من ١٠٠ مليار دولار سنويا.ويقول الخبير أرثر فرانك: إنه أصبح مقتنعا بأن حل مشكلة السمنة بات ممكنا لو أبدى أصحاب المشكلة قدرا من الصمود بعض الوقت وهو يرى أنه بعد عامين من الاستمرار في بعض الإجراءات يتم تعويد آليات الجسم أن تأخذ من الطعام ما يكفي لإبقاء الجسم على ذلك المستوى حتى لو أراد الشخص أن يزيد وزنه فلن يكون الأمر سهلا جدا كما كان في السابق والشيء المثير هو أن هؤلاء الأشخاص لو اكتسبوا وزنا زائدا فسيكون من السهل التخلص منه بإجراءات في غاية البساطة خلافا للشخص الذي يكتسب الوزن ثم يمارس الريجيم ليعود إلى اكتساب الوزن والبدء بريجيم آخر وهكذا.

وتقول الخبيرة نيلدا ميرسر المتخصصة في أمراض السمنة: إن تكرار الريجيم يسبب مشكلات صحية عويصة للجسم وربما تكون السمنة على علاتها الكثيرة أقل خطرا من العبث بالجسم عبر الدخول والخروج في نوبات الريجيم والوصفات «السحرية» المتنوعة من أجل الحصول على الرشاقة، والمعروف أن السمنة تفتح الباب لعدد كبير من الآفات مثل الضغط وأمراض القلب والسكري والجلطة وبعض أنواع السرطان إلخ ومع انتشار الأوزان الثقيلة بين بني البشر ازداد تعرضهم لتلك الأمراض.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة