المال و الاقتصاد
الحكومة لن تتحمل ميزانية التطوير
شركة قابضة تجري أعمال تطوير ناجحة لحقل البحرين النفطي
تاريخ النشر : الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢
توقع وزير الطاقة الدكتور عبدالحسين علي ميرزا استثمار نحو 15 مليار دولار لتطوير الموارد الوطنية النفطية خلال العقدين المقبلين، وذلك في إطار المشاريع قيد التنفيذ التي تقوم بها شركات عالمية متخصصة، تهدف المملكة من تنفيذها إلى زيادة إنتاج حقل البحرين من النفط إلى ثلاثة أضعاف، ومضاعفة انتـاج الغـاز إلى 2.7 مليار قدم مكعب بحلول عام 2024.
وقال إن «الحكومة البحرينية لن تتحمل كلف تطوير هذه العمليات التي التي بدأ العمل بها في 2010، تولت معها شركة تطوير للبترول ـ مشروع مشترك بين الشركة القابضة للنفط والغاز وشركة أوكسيدنتال الأمريكية (أوكسي) وشركة مبادلة الإماراتية ـ وتعمل حاليا على تنشيط حقل البحرين»، مشيرا إلى أن «هذه الشركات التي كلفت بأعمال التطوير هي التي سوف تتحمل ميزانية التطوير بالكامل».
وقال الوزير إن «حجم الاستثمارات الجديدة المتوقعة لتطوير مصفاة شركة نفط البحرين (بابكو) القديمة، تتراوح ما بين 6 و 8 مليارات دولار، إذ سيمكن التطوير الجديد للمصفاة من توفير نوعية المنتجات التي تطلبها الأسواق في المستقبل والتقيد بمعايير المحافظة على البيئة، وستصمم منه معايير الكفاءة العالمية للطاقة».
وقال الوزير ميرزا خلال المؤتمر الذي استضاف 200 خبير إن «استحداث البدائل كان احد اهم التحديات امام الحكومة البحرينية، وقال: اتخذنا خطوات لاستكمال امدادات الطاقة بتنفيذ مشروعين تجريبيين في مجال الطاقة المتجددة من خلال محطتين تعمل كل منها على توليد 5 ميجاوات بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفي حال نجاح المشروع، فإنها ستكون النمط السائد لتوليد الكهرباء في البحرين».
من جانب آخر، قال خبراء وقياديون في قطاع النفط على هامش فعاليات (أسبوع الشرق الأوسط للنفط والغاز) التي تستضيفها المملكة، إن «البحرين تعد مثالا يحتذى به في مواجهة التحديات واحتواء الفرص، ذلك ان قربها الجغرافي والثقافي من احد اكبر البلدان النفطية على مستوى العالم (المملكة العربية السعودية) مكنها من تعزيز التعاملات التجارية المناسبة للبلدين، عوضا عن رفع انتاجها للنفط من خلال زيادة الاستثمار، وتوفير فرص استثمارية في مجال زيوت التشحيم والاسفلت والبتروكيماويات، وامتلاكها خبرات عريقة مكنها من اقتناص فرص المنافسة الشديدة على احتواء مؤتمرات عالمية تعنى بقطاع النفط».
وأشار وزير الطاقة الدكتور ميرزا خلال المؤتمر الذي يعقد تحت شعار (المجهول المعروف والمجهول غير المعروف)، إلى أن ابرز التحديات التي تواجه القطاع هو تذبذب اسعار النفط والرؤية الضبابية للمستثمرين حول المستقبل، كما أشار إلى تذبذب الأسعار وعلاقة ذلك بصناعة النفط، وقال «صناعتنا النفطية، تعتمد على كثافة رأس المال العالية وكثيرا ما تستثمر في تطوير بنى تحتية وعادة ما تكون فترات الاستراد فيها طويلة، والمستثمرون يتطلعون إلى عائد مضمون لاستثماراتهم ولذلك فإن استقرار الطلب يعتبر عاملاً مهما، كما أن الركود الاقتصادي لم ينته بعد».
وفيما أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا أنها تواجه ركودا اقتصاديا من جديد، في حين أن بقية أوروبا لا تزال تقف على أرضية غير مستقرة بسبب أزمة الديون وإجراءات التقشف التي طرحت مؤخرا، أما الولايات المتحدة فتظهر بعض علامات التعافي، ولكن لموازنة ذلك، نشاهد تباطؤا في محركي الاقتصادات العالمية وهما الصين والهند.
وأضاف «لقد تولدت نظرة التشاؤم بسبب انعدام الثقة في جانب الطلب الذي يؤدي حتما إلى تردد المستثمرين في توظيف أموالهم في استثمارات غير مؤكدة. ومع ذلك، فإن هذه الممارسة تنم عن قصر نظر، لأننا نرى بأنه إذا لم توظف الاستثمارات في حينها وبالطريقة المناسبة، فإن الاحتياجات الاستهلاكية المستقبلية لا يمكن توفيرها، ونحن في البحرين أدركنا هذه الحقيقة واتخذنا خطوات لتوظيف الاستثمار».
من جانبه، قال الخبير المالي أسامة معين إن «الخبرات العريقة في مجال صناعة النفط، كون ان ملكة البحرين تعد أولى الدول خليجيا التي قامت بتصدير النفط، فعلى الرغم من تراجع الانتاج بعد سنوات التصدير الطويلة، إلا أن بابكو قطعت أشواطا كبيرة في مجال صناعة البترول».
وأكد أن «احتضان المملكة مؤتمرات عالمية تعنى بالنفط يعد احدى النقاط الايجابية التي جاءت لتؤكد ما وصلت إليه البحرين من احتضان الخبرات».
وتحدث في الجلسة الافتتاحية وزير الطاقة والصناعة بدولة قطر الدكتور محمد صالح السادة، رئيس مجلس إدارة شركة فاكت جوبل انرجي الدكتور فريدون فيشاراكي، الرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو) السيد جوردن سميث, وبعد الانتهاء من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قام وزير الطاقة بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يحتوي على عدة عروض تتعلق بأحدث التقنيات في مجال النفط والغاز.
تجدر الاشارة إلى أن عدد المشاركين في هذا المؤتمر قد وصل إلى أكثر من 200 مشارك يمثلون نخبة من كبار المسئولين التنفيذيين والخبراء والاستشاريين في صناعة النفط والغاز، والكثير من ممثلي الشركات المحلية والإقليمية والعالمية كشركة نفط البحرين (بابكو) وشركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز) وشركة أرامكو السعودية، مجموعة شركات فيتول، شل، توتال، شركة تطوير للبترول، شركة نفط كوريا الوطنية، فاكتس جلوبال انرجي، بافكو وغيرها من الشركات النفطية، وكذلك عدد من الباحثين والدارسين في هذا التخصص في الجامعات والمعاهد المهنية المحلية والإقليمية والدولية، وذلك بهدف تبادل المعلومات والخبرات العملية المتعلقة بكل جوانب العمليات الهندسية وعمليات الاستكشافات والإنتاج والعمل على تنمية وتطوير المهارات العملية والمهنية للمشاركين.
وتضمن جدول أعمال الفعالية وجود عدد من كبار المتحدثين وصناع القرار من كبريات شركات النفط الخليجية والإقليمية والعالمية، كالرئيس التنفيذي لشركة أرامكو لتجارة المنتجات البترولية اسعيد الحضرمي، كما تضم قائمة المتحدثين الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية ماوريزيو لانوس، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول إيان تايلور، المدير العام لشركة إتلانتك مهدي شنوفي، نائب الرئيس التنفيذي لشئون الشرق الأوسط في شركة توتال زافير برييل.