الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


قادة العالم يرحبون بفوز هولاند وأنظارهم على النمو في أوروبا

تاريخ النشر : الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢



بروكسل - (ا ف ب): توالت أمس الاثنين ردود الفعل المرحبة بفوز الاشتراكي فرنسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتلقى الرئيس المنتخب المزيد من برقيات التهنئة من قادة العالم الذين تركزت انظار الكثيرين من بينهم، ولاسيما الاوروبيون، على مستقبل النمو الاقتصادي في اوروبا في عهد الرئيس الجديد.
وصرح هولاند بعد فوزه في تول بوسط فرنسا «مهمتي من الآن فصاعدا اعطاء الهيكلية الاوروبية بعدا من النمو والازدهار والمستقبل»، مضيفا «هذا ما سأقوله بأسرع ما يمكن لشركائنا الاوروبيين وفي مقدمتهم المانيا». ويبدو ان نداءه لقي اصداء سريعة، فقد صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي «سنعمل معا على ميثاق للنمو من اجل اوروبا»، مشيدا بالانتخاب «التاريخي» للاشتراكي هولاند.
وشدد الوزير الالماني على انه «علينا الآن تكريس ميثاق للنمو من اجل ايجاد المزيد من التنافسية»، معربا عن ثقته في ان الصداقة بين فرنسا والمانيا «ستتعزز بشكل اكبر». وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل رفضت لقاء هولاند خلال الحملة الانتخابية وذلك بسبب معارضته لمعاهدة الانضباط المالي التي تم التفاوض عليها في مطلع العام بدفع من المانيا.
لكن ميركل اتصلت هاتفيا مساء الاحد بهولاند لتهنئته ودعته إلى زيارة برلين، بحسب بيان لمكتبها أكد انهما «اتفقا على اهمية العلاقات الوثيقة بين فرنسا والمانيا واكدا تطلعهما إلى تعاون جيد تسوده الثقة». وأمس الاثنين سارعت المانيا إلى طرح شروطها على الرئيس الفرنسي المنتخب مستبعدة اي تفاوض حول اتفاقية الموازنة الاوروبية واي مبادرة «للنمو بالعجز».
واكد متحدث باسم ميركل انه «ليس ممكنا اعادة التفاوض على اتفاقية الموازنة» التي سبق ان «وقعت عليها 25 من اصل الدول الـ 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي» وترمي إلى تعزيز الانضباط في ادارة المالية العامة.واتى تصريح المتحدث الالماني ردا على سؤال حول تأكيد هولاند انه يريد اضافة شق حول النمو إلى الاتفاقية.
من جهته، اعرب رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي عن رغبته في «التعاون الوثيق مع فرنسا ولاسيما في إطار اوروبي»، وذلك في رسالة تهنئة وجهها عبر الهاتف مساء يوم الاحد إلى هولاند. واضاف مونتي ان «هدف هذا التعاون يجب ان يكون اتحادا اكثر فاعلية وتركيزا على النمو».
من ناحيته، رحب رئيس الوزراء الاسباني المحافظ ماريانو راخوي بفوز هولاند واعرب عن قناعته بان مدريد وباريس ستربط بينهما «علاقة مثمرة» على الصعيدين الثنائي والاوروبي. ومن المقرر ان يجري اتصال هاتفي أمس الاثنين بين هولاند وراخوي، بحسب بيان للحكومة الاسبانية.
أما رئيس الوزراء الاشتراكي البلجيكي ايليو دي روبو، فكان من اوائل الذين اعلنوا بعيد الساعة 20:00 عن «سروره للعمل مع هولاند وغيره من رؤساء الدول والحكومات الاوروبية من اجل تنفيذ مشروع للتنمية ولانشاء الوظائف». واعلنت نظيرته الدنماركية هيل ثورنينغ -شميت من جهتها، ان بلادها التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي تعتزم التعاون بشكل «مفيد ووثيق» مع هولاند.
من جهته، صرح رئيس حكومة لوكسمبورج جان- كلود يونكر في مقابلة مع صحيفة «فورت» المحلية «يسرني العمل معه. وفي ما يتعلق بسياسة الاتحاد الاوروبي، فلا بد من الاقرار بان اراءنا ليست مختلفة إلى هذا الحد». وتعتبر اعادة اطلاق النمو النقطة الاساسية التي ركز عليها رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في رسالة تهنئته لهولاند. وقال باروزو «من الواضح ان لدينا هدف مشترك هو اعادة اطلاق الاقتصاد الاوروبي لاحداث نمو قابل للاستمرار يستند إلى قواعد سليمة ويؤمن وظائف جديدة». اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد اكتفى بالاتصال بهولاند لتهنئته وللاعراب عن امله في اقامة «علاقة وثيقة»، من دون ان يأتي على ذكر النمو. ويختلف الرجلان حول طريقة التعامل مع ازمة الديون. وفي اول خطاب له بعد انتخابه مساء يوم الاحد، قال هولاند ان «التقشف لا يمكن ان يكون قدرا». وعلى عكس ذلك، ينتهج كاميرون سياسة تقشف قاسية منذ وصوله إلى السلطة في مايو 2010.
وخارج اوروبا، توالت ايضا ردود الفعل المرحبة، فقد هنأ الرئيس الامريكي باراك اوباما في اتصال هاتفي يوم الاحد الرئيس الفرنسي المنتخب ودعاه إلى زيارة البيت الابيض لعقد اجتماع ثنائي قبل قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الاطلسي اللتين تستضيفهما الولايات المتحدة في غضون اسبوعين، كما اعلن البيت الابيض. وفي موسكو هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين هولاند، مبديا استعداده للعمل معه. وكتب بوتين في برقية وجهها إلى هولاند ونشرتها وكالة ايتار تاس ان «المواطنين الفرنسيين وضعوا ثقتهم بك لقيادة البلاد في فترة صعبة ومهمة جدا»، مؤكدا استعداده «للعمل بنشاط» مع الرئيس الفرنسي المنتخب. وفي بكين اعربت الحكومة الصينية عن «استعدادها للعمل» مع فرنسا في عهد هولاند. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي للصحفيين ان «الصين مستعدة للعمل مع الجانب الفرنسي ولمعالجة القضايا الثنائية بأفق استراتيجي وعلى المدى البعيد».
من جهتها، اعلنت اليابان انها ستتابع «عن كثب» ردود فعل الاتحاد الاوروبي ازاء سياسة هولاند الاقتصادية، بحسب المتحدث باسم الحكومة اوسامو فوجيمورا أمس الاثنين. وفي كابول اعلنت وزارة الدفاع الافغانية أمس الاثنين ان القوات الافغانية قادرة على تحمل مسؤولية الامن في العام 2013، مقللة من شان المخاطر في حال قرر الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند سحب قواته البالغ عديدها 3400 عنصر قبل الموعد المحدد.
وفرنسا هي الدولة الخامسة من حيث عدد عناصرها في قوات الحلف الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة المنتشرة لمحاربة متمردي طالبان في افغانستان. وكان هولاند تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الفرنسية من افغانستان خلال هذا العام وذلك قبل عامين على الموعد المقرر من قبل الحلف الاطلسي لتسليم مسؤولية الامن إلى الافغان بحلول 2014.
من جهتها اعربت إيران أمس الاثنين عن املها ان يكون انتخاب هولاند مؤشرا لبدء «عهد جديد» من العلاقات مع فرنسا التي تدهورت بشكل كبير بسبب موقف فرنسا من البرنامج النووي الايراني منذ العام 2007. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست لوكالة الانباء الرسمية «نأمل ببدء عهد جديد يستند إلى الامكانات القائمة بين البلدين»، مؤكدا ان «هزيمة ساركوزي عقاب على فشل سياساته الخاطئة»، ومن بينها «تماشيه مع السياسة الامريكية التي تحد من تأثير فرنسا على الساحة الدولية» و«عدائيته ازاء الجمهورية الاسلامية في ايران».
أما دمشق فرحبت على لسان صحيفة مقربة من الحكومة بهزيمة ساركوزي ووزير خارجيته الان جوبيه اللذين كانا من الداعمين للحركة الاحتجاجية في سوريا. وعنونت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطات «الثنائي ساركوزي- جوبيه إلى مزبلة التاريخ... الاشتراكي فرنسوا هولاند رئيسا للجمهورية الفرنسية».