عربية ودولية
بوتين تسلم مقاليد السلطة في الكرملين على خلفية احتجاجات للمعارضة
تاريخ النشر : الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢
موسكو - (ا ف ب): تسلم فلاديمير بوتين أمس الاثنين مهامه كرئيس لروسيا لولاية ثالثة اعتبرها «حاسمة لمصير روسيا» وذلك غداة تظاهرة كبرى للمعارضة التي تندد بعودته إلى الكرملين قامت الشرطة بقمعها بعنف. وقال بوتين في كلمة مقتضبة «اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطور الوطني. سيكون علينا تولي مهمات بأبعاد ومستويات جديدة».
وتابع بوتين امام حوالي ثلاثة آلاف شخص دعوا إلى الكرملين لحضور حفل التنصيب ان «السنوات المقبلة ستكون حاسمة لمصير روسيا للعقود المقبلة وعلينا ان ندرك ان حياة اجيال المستقبل والافاق التاريخية لدولتنا وامتنا هي رهن بنا». وبوتين الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء بعدما كان رئيسا من 2000 وحتى 2008، خلف رسميا ديمتري مدفيديف في حفل ضخم نظم في القصر الكبير في الكرملين. وبعدما سار على السجادة الحمراء وسط تصفيق الحاضرين، ادى بوتين اليمين الدستورية. وقال «اقسم بصفتي رئيسا لاتحاد روسيا على احترام وحماية حقوق وحريات الشعب والمواطنين، واحترام وصيانة دستور اتحاد روسيا». وبين الحاضرين بطريرك الكنيسة الارثوذكسية كيريلوس والحاخام الاكبر بيرل لازار ورئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني والرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشيف والمستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر. وبعد ذلك تسلم بوتين الحقيبة التي تحتوي معدات الاتصال التي تتيح شن هجوم نووي. ثم منح البطريرك كيريلوس بوتين البركة بحضور زوجته ليودميلا التي لا تظهر في العلن الا نادرا. وكما كان مرتقبا منذ سبتمبر، قدم بوتين الاثنين ترشيح مدفيديف لكي يخلفه في رئاسة الوزراء.
وسيبدأ مدفيديف الذي انهى للتو ولاية من اربع سنوات في الكرملين، عملية تعيينه على رأس الحكومة الاثنين عبر لقائه قادة المجموعات البرلمانية في مجلس النواب. ويتوقع ان يعقد مجلس النواب جلسة استثنائية اعتبارا من الساعة 11,00 بتوقيت جرينتش اليوم الثلاثاء يفترض ان يتأكد في ختامها من دون صعوبة تعيين مدفيديف رئيسا للوزراء.
وعشية هذا الحفل، نظمت المعارضة تظاهرة ضمت ثمانية آلاف شخص إلى عشرات الاف في موسكو بحسب السلطات والمنظمين، وقمعتها الشرطة بالقوة حيث ضربت المتظاهرين بالهراوات. واصيب 29 شرطيا بجروح في الصدامات التي تلت التظاهرة. واعلنت الشرطة انها اوقفت 436 شخصا بينهم زعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف والمدون الكسي نافالني ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف. وفتح تحقيق بتهمة «الدعوة إلى الاخلال بالنظام العام» وارتكاب «أعمال عنف ضد شخص يمثل السلطة العامة» وهي جنح عقوبتها على التوالي السجن ثلاث وعشر سنوات. وسجل انتشار امني كثيف الاثنين في محيط الكرملين ووسط موسكو حيث نشر آلاف الاشخاص لضمان الامن. وحاول معارضون التجمع أمس الاثنين قرب الكرملين للتنديد بعودة بوتين إلى السلطة، في تظاهرة غير مرخصة. واعلنت شرطة موسكو انها اوقفت الاثنين حوالى 120 شخصا بينهم بوريس نيمتسوف. وبوتين الذي انتخب في 4 مارس بنسبة حوالي 64% من الاصوات في ختام عملية انتخابية شابتها اعمال تزوير بحسب ما تقول المعارضة، عاد إلى الكرملين الذي غادره عام 2008 لكي يصبح رئيسا للوزراء بسبب عدم تمكنه من تولي اكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين بحسب الدستور.
وافسح العميل السابق في جهاز الاستخبارات السابق «كي جي بي» آنذاك المكان امام ديميتري مدفيديف لتولي الرئاسة، والذي سيتولى في الايام المقبلة منصب رئيس الحكومة في «ثنائي» حكم يبدو ان باق في السلطة لفترة طويلة. وفي حين ان السنوات الثماني الاولى من رئاسة بوتين (2000-2008) شهدت الامساك مجددا بزمام الامور في البلاد وبعضا من الاستقرار بعد السنوات الليبرالية لكن الفوضوية في حكم بوريس يلتسين، الا ان هذه الولاية الثالثة التي مددت لست سنوات تبدو اكثر صعوبة في مجتمع لم يكن طموحه بالتغيير اكبر مما هو عليه الان، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق في 1991.
ووجد بوتين نفسه في نهاية 2011 في مواجهة موجة احتجاجات غير مسبوقة من جانب الشعب الذي نزل بأعداد كبيرة إلى الشارع للتنديد بما قال انه تزوير للانتخابات التشريعية ثم الرئاسية والفساد المستشري في البلاد.