الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٥ - الأربعاء ٩ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


المسرح المدرسي





يزداد إعجابي وسعادتي كلما بلغتني أخبار عن نشاطات وفعاليات المسرح المدرسي، من خلال بعض الإخوان القائمين والمتحمسين لهذا النشاط الفني والتربوي.

إنني أرصد عن كثب، وبإعجاب شديد تطور النشاط المسرحي بالمدارس، واتساع رقعته، ومما يسعدني ويجعلني مطمئنا ومتفائلاً، هو الاختيار السليم والموفق للكفاءات القيادية المؤهلة لإدارة الخدمات الطلابية، ويكفي فخرا بأن هذه الإدارة تدار وترسم سياستها وتنفذ مشاريعها التربوية والثقافية والفنية من قبل نخبة من أبرز كفاءات خريجي المعاهد الفنية العالية، وخير شاهد على ذلك الاهتمام الملحوظ والمتطور في تنظيم الورش المسرحية للطلبة والطالبات والمنشطين وإقامة المهرجانات المسرحية، وقد نمى إلى علمي أن هناك نوايا صادقة لتكوين أندية ومراكز للمسرح في المستقبل القريب، تتوافر فيها المستلزمات الأساسية في الثقافة والتربية المسرحية، وتتيح للطلبة الانخراط فيها، وهي فكرة رائدة وواعدة في توجهاتها، إلا أن لي تحفظ يتمثل في توجسي أو مخاوفي من أن تتعثر هذه الكرة لا قدر الله، أو يفتر حماس الإقبال على هذه المراكز وتضيع أهدافها، وخاصة أنها غير ملزمة للطالب أو الطالبة، وأي نكسة أو تحريض متخلف سيؤدي إلى وأد هذا التوجه الرائد. إذن ما هو الحل أو ما هو البديل؟

الحل أو البديل هو أن نوطن هذه الأندية أو المراكز في المدارس، وندعمها بوسائل الثقافة المسرحية الأولية المناسبة لمدركاتهم، والمرغبة لميولهم وإشباع رغباتهم، وإجابة تساؤلاتهم واستفساراتهم العفوية ورصد تطور النتائج عن هذه الممارسات، بحيث يتاح لفريق التمثيل الحضور والالتقاء بمنشطيهم، وممارسة هواياتهم، وتبادل الأفكار مع بعضهم البعض بشكل مباشر أو يمارسون بعض المظاهر التمثيلية، ويمكن تطوير هذه الفكرة بتنظيم زيارات أسبوعية مجدولة للأساتذة المدربين أو المثقفين المتخصصين في مجالات الفنون المسرحية يلتقون فيها بالطلبة في أنديتهم أو الزوايا المخصصة لممارسة هواياتهم وتنميتها ولتبادل الأفكار والتمارين وإجابة أي تساؤلات أو استفسارات، ولنشر الثقافة المسرحية وإعدادهم الإعداد السليم واكتشاف المواهب الخفية وحفزها.

كل هذه الفعاليات إن تحققت سيكون لها مردود مثمر في إشباع الرغبات وتنمية هوايات أبنائنا جيل المستقبل.

ولا يخفى على أي مثقف متتبع أو أي مهتم بالشأن المسرحي أن البلدان المتحضرة تولي المسرح المدرسي جل اهتمامها، وتأسس له منذ المراحل الابتدائية في التعرف على اللعبة المسرحية انطلاقا من تعريف المسرحية في اللغة الانجليزية باللعبة (yalP)، وتمارس بشكل جماعي يشارك المدرس طلبته في كل الحركات، ويتم تلقينهم المبادئ والمظاهر والأشكال المسرحية من خلال اللعبة، ويكن أسلبة بعض المنهج الدراسي من خلال اللعبة الدرامية.

* مسرحي ممارس



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة