عربية ودولية
البرلمان الروسي صدَّق على تعيين مدفيديف رئيسا للحكومة
تاريخ النشر : الأربعاء ٩ مايو ٢٠١٢
موسكو - (أ ف ب): صدَّق مجلس النواب الروسي أمس الثلاثاء على تعيين ديمتري مدفيديف رئيسا للوزراء غداة مغادرته الكرملين إثر عودة فلاديمير بوتين إلى الرئاسة على خلفية استمرار احتجاجات المعارضة. ونال مدفيديف دعم 299 نائبا في مجلس النواب (الدوما) من اصل 450. وقال مدفيديف «اشكركم على ثقتكم» واعدا بالاستماع إلى كل القوى السياسية الممثلة في الدوما.
وأضاف «سأعمل من دون ادخار الجهود من اجل الوفاء بالوعود التي قطعها رئيس روسيا وأنا» وتابع « أنا مقتنع بانه إذا عملنا معا، يمكننا الحصول على هذه النتائج». وبعد ذلك وقع بوتين على مرسوم تعيين مدفيديف رئيسا للوزراء.
وقال بوتين «أنا متأكد ان ديمتري مدفيديف سيكون منفتحا على تعاون بناء مع كل الأحزاب وكل الحركات السياسية». لكن ما يدل على ان مهمته مع البرلمان الحالي لن تكون سهلة، صوت نواب الحزب الشيوعي المعارض وحزب «روسيا العادلة» ضد ترشيح مدفيديف ولم يحصل بالتالي على الأصوات الـ300 في مجلس النواب التي كان الكرملين يتوقعها.
وكان بوتين قد قدم يوم الاثنين بعيد تنصيبه ترشيح مدفيديف لكي يخلفه في رئاسة الوزراء. وتم التصديق على ترشيحه بفضل دعم الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» وكتلة القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي. وكان بوتين قدم إلى مجلس النواب، في خطوة نادرة، من اجل دعم ترشيح مدفيديف الذي حدد ايضا الخطوط العريضة لبرنامجه.
وقال بوتين خلال جلسة الدوما «لا اشك في ان جهوده المتواصلة وخبرته السياسية وإدارته سيساعدان ديمتري اناتولفيتش مدفيديف على حل أصعب المشاكل التي يواجهها رئيس وزراء». وكرر بوتين القول امام البرلمان «كما تعلمون لقد اتخذت القرار (التناوب على المناصب) قبل فترة طويلة، وقلت ذلك علنا».
وأضاف «لم نغير شيئا، ولا شيء قدم أمام البرلمان او أمام المجتمع يمكن ان يوصف بانه خداع او لعبة سياسية». وقبل ذلك وعد مدفيديف في خطاب طويل بـ«بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على الدينامية الايجابية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي». وقد اعلن بوتين ومدفيديف اعتبارا من الخريف انهما سيتبادلان منصبيهما مع إجراء الانتخابات الرئاسية في مارس التي فاز بها بوتين بحوالي 64% من الأصوات من الدورة الأولى. وهذا «الثنائي» الحاكم مع تبادل المناصب الجاري حاليا، يتوقع ان يبقى في الحكم فترة طويلة. وقد بقي ديمتري مدفيديف طوال فترة رئاسته في ظل بوتين الذي اضطر إلى مغادرة الكرملين في عام 2008 بسبب عدم تمكنه من شغل ثلاث ولايات متتالية بموجب الدستور، وتبادل السلطة هذا بالإضافة إلى عمليات التزوير الكبرى التي نددت بها المعارضة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، تسببا بحركة احتجاج غير مسبوقة منذ وصول بوتين إلى السلطة عام 2000. و يوم الأحد عشية تنصيبه رئيسا، قمعت الشرطة تظاهرة ضمت ما بين ثمانية آلاف وعشرات آلاف الأشخاص بحسب الشرطة والمنظمين.
وأمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي حاول متظاهرون معظمهم من الشبان مواصلة الحركة عبر تنظيم اعتصامات. وكانوا يبدلون مواقعهم في كل مرة تقوم فيها قوات الأمن بتفريق تجمعهم.
وألقت الشرطة الروسية القبض على اثنين من زعماء المعارضة أمس الثلاثاء لتنظيمهما اعتصاما الليلة قبل الماضية احتجاجا على عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين لبدء ولاية رئاسية جديدة تستمر ست سنوات وهو ما أثار موجة جديدة من الاحتجاجات ضد حكام البلاد. وكان اليكسي نافالني وسيرجي اودالستوف - وهما اثنان من أبرز الشخصيات المنظمة للاحتجاجات التي هزت سلطة بوتين- بين عدة مئات من المتظاهرين الذين قضوا الليل في متنزه قريب من المكاتب الادارية للكرملين.
ويقول كثير من الروس ان تبادل المنصبين - الذي أعلنه في سبتمبر الماضي- يظهر كيف جردهم بوتين من اي رأي في السياسات وساعد على إثارة أكبر احتجاجات معارضة لهيمنة بوتين على روسيا طيلة 12 عاما. وقال ايليا بوناماريوف أحد زعماء الاحتجاج الاخرين «كل شيء كالمعتاد يتم تقريره من دون الرجوع الى المواطنين.. المواطنون لا يعجبهم هذا». واعتقلت الشرطة زعيمي الاحتجاجات قبل الفجر إضافة إلى بعض المحتجين الآخرين. وهتف الحشد الذي ضم نحو 200 شخص «عار».