الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


عنان يعتبر خطته فرصة أخيرة قبل الحرب الأهلية في سوريا

تاريخ النشر : الأربعاء ٩ مايو ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: اعتبر المبعوث الدولي كوفي عنان ان خطته قد تكون «الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية» في سوريا حيث قتل ستة مدنيين أمس الثلاثاء برصاص القوات النظامية، غداة انتخابات تشريعية وصفتها الدول الغربية والمعارضة بانها «مهزلة». وقال مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان امام مجلس الامن الدولي ان خطته بشأن سوريا قد تكون «الفرصة الاخيرة لتجنب الحرب الاهلية» في هذا البلد، كما نقل عنه دبلوماسيون. لكن عنان حذر من ان مهمته «ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية».
وبحسب دبلوماسيين تابعوا الكلمة، فإن عنان عبر عن خشيته ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في هذا البلد. ولفت خصوصا إلى ان السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بانها من دعاة اللاعنف. وأشار عنان إلى «تقدم محدود» في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكدا في الوقت نفسه ان القوات الحكومية تستمر في «ممارسة الضغط على الشعب بشكل أكثر تحفظا». ودعا إلى إطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من أهداف خطته. وأضاف أن وجود مراقبين من الأمم المتحدة في سوريا يهدف إلى «توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد ندد عشية هذا الاجتماع بـ«وحشية» قوات الرئيس بشار الأسد مشيرا كذلك إلى ان الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد «تكثفت». وقال «نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب أهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة»، معتبرا ايضا ان الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الأمم المتحدة لمواصلة قمعها.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في روما لزيادة عدد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وقال خلال لقاء صحفي مع نظيره الايطالي ماريو مونتي «نحن بحاجة إلى ألف او ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، اي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها». وأضاف «نحن ندعم خطة عنان لكن إذا سألني احدهم عن آمالي فاني سأجيب إني فقدت كل أمل» تجاه سلطات سوريا. ويعمل على مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا حوالي ستين مراقبا، على ان يرتفع عددهم في الأسابيع المقبلة إلى ثلاثمائة.
وفي ظل استمرار أعمال العنف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى زيادة تمويل عمليات اللجنة في سوريا وتحسين إمكانات تدخلها في هذا النزاع. وقدرت المفوضية عدد اللاجئين المسجلين لديها ممن فروا من سوريا هربا من العنف منذ بداية الأزمة إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق بأكثر من 55 ألفا حتى منتصف إبريل الماضي «ما يضع عبئا متزايدا على الحكومات والمجتمعات». ويقول الأردن ان حوالي مائة ألف سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الأحداث في سوريا.
من جهة أخرى، قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي.
وجرت في سوريا يوم الاثنين أول انتخابات «تعددية» منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، في حين سارعت المعارضة إلى وصفها بأنها «مهزلة» ودعت إلى مقاطعتها.
ميدانيا، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية والأمنية في عدد من المناطق أمس الثلاثاء مما أدى إلى مقتل ستة اشخاص. وقتل فلسطيني برصاص طائش من القوات النظامية في برزة في دمشق، وثلاثة أشخاص من بينهم سيدة في ريف ادلب وشخصان في حمص وريفها، بنيران القوات النظامية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقالت لجان التنسيق المحلية ان بلدة قلعة الحصن القريبة من الحدود اللبنانية تعرضت أمس الثلاثاء لقصف عنيف مصدره القوات النظامية.
وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن الثلاثاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما. وفي حماة أفادت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة مريم الحموية بان القوات النظامية «قصفت بالمدافع والرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق التي تشهد احتجاجات مستمرة والواقعة على مقربة من ريف ادلب الذي يعد أكثر المناطق سخونة في سوريا».
وفي جنوب البلاد، أفادت لجان التنسيق باستمرار الإضراب لليوم الثاني في درعا احتجاجا على تنظيم الانتخابات التشريعية يوم الثلاثاء في ظل أعمال العنف، كما خرجت تظاهرة حاشدة في طفس رفعت فيها لافتات «الشعب السوري واحد والطائفية لا تعنينا»، وردد المتظاهرون هتافات للمدن المحاصرة. وأفاد المرصد بحملة مداهمات للقوات النظامية وإطلاق نار في درعا.