كتب - جميل سرحان:

جاء فوز الحالة على منافسه المحرق في بطولة الأندية الخليجية ٣٢ لكرة السلة التي يستضيفها النادي البرتقالي في الفترة من ٣-١٠ مايو الجاري في نصف النهائي بمثابة التأكيد على أحقية الفريق المتطور بالوصول إلى المباراة الختامية لملاقاة الريان القطري الذي فاز بدوره على الوصل الإماراتي في نفس الدور، واتفق المحللون الرياضيون في كرة السلة على أن الحالة كان الأجدر بالصعود للمباراة النهائية للبطولة الخليجية بعد إزاحته للمحرق العنيد وصاحب الإنجازات الكبيرة في لقاء حبس أنفاس الجماهير البحرينية التي حضرت وبكثافة للصالة الرياضية باتحاد كرة السلة، وكان الاتفاق بين المحللين واضحا وجليا من حيث العوامل المعروفة من ناحية التركيز الذهني والتحضير النفسي وصلابة الدفاع واستغلال مكامن القوة في الفريق المنافس وإيقافها والحد من خطورتها.

تركيز ذهني ونفسي عال

قال المدرب الوطني نجاح عيسى أن فريق الحالة في المباراة ظهر بصورة طيبة ومغايرة عن فريق المحرق رغم أن الترشيحات قبل إقامة اللقاء كانت متكافئة إلى حد كبير نظرا لوجود كوكبة من الأسماء في الفريقين تستطيع قلب موازين المباراة في طرفة عين، وأضاف: الحالة تفوق على المحرق بالتحضير الذهني والنفسي العالي وكان مثالا واقعيا للأسلوب العلمي الجديد في تهيئة اللاعبين من كافة النواحي الخططية والمهارية والبدنية والذهنية، ولم يكن المحرق على عادته وخاصة أن لاعبيه غابوا في فترات عديدة من اللقاء عن فورمتهم المعتادة وأسلوب لعبهم المثير، وأوضح قائلا:الفريقان وقبل كل شي كانا مرشحين وبقوة للوصول إلى المباراة النهائية وسمة التكافؤ كانت طاغية على أدائهما في الملعب وأعتقد أن التركيز قد خان لاعبي المحرق وحدّ من أسلوب لعبهم في الدفاع والهجوم بعكس الحالة الذي نجح في استغلال عوامل الضعف في المحرق وسجل بالتالي نقاطا عديدة منها.

وأكد نجاح عيسى أن الفارق الآخر في المباراة هو النجم محمد قربان الشهير بـ (برونو) نظرا لعدم قدرة مدرب المحرق على إيقافه أو الحد من خطورته كونه سجل ١٧ نقطة لفريقه وأسهم بصورة فاعلة في قلب معطيات اللقاء واستحق في النهاية جائزة اللاعب الأفضل في المباراة، وأشار عيسى إلى أن توزيع الجهد بين لاعبي الحالة كان مثاليا هو الآخر نتيجة التغييرات المتكررة للاعبين وإراحة بعضهم في حين أن مدرب المحرق اعتمد على تشكيلة غير مهيأة بتواجد اللاعبين الذين اعتمد عليهم طيلة الموسم، حتى أن المحترف الإماراتي عمر خالد لم يشارك في اللقاء ولم يستفد الفريق من وجوده على قائمة البدلاء، وقال عيسى أن محمد مجيد وبدر لم يتمكنا من إيقاف خطورة المحترف سايمون، إضافة إلى أن مدرب المحرق نفسه لم يعرف طريقة استغلال الوقت المستقطع بصورة إيجابية لصالحه وكان طوال الوقت مرتبكا ومتوترا وفي النهاية استحق الحالة الفوز والصعود للمباراة النهائية ضد الريان القطري وين تظر منه الكثير لتقديمه في مواجهة الليلة.

طريقة دفاعية مثالية

ومن جهته قال المدرب الوطني كريم العنزور أن الطريقة الدفاعية التي انتهجها مدرب الحالة كانت مثالية جدا وأثمرت عن إيقاف خطورة لاعبي المحرق المحترفين وأخرجت صنّاع اللعب أحمد الدرازي ومحمد مجيد عن أجواء المباراة.

وأضاف العنزور: كان واضحا أن تركيز لاعبي الحالة أكثر بكثير من لاعبي المحرق وأن التحضير الجيد لهم قبل المواجهة أعدّ بصورة أفضل من المحرق الذي كان مشتتا ذهنيا وغير جاهز نفسيا،أضف إلى ذلك عدم وجود مفاتيح لعب مؤثرة في مسلسل المباراة الذي كان فيه الحالة أكثر فعالية وتنظيما، وأكد العنزور أن مدرب الحالة قرأ تغييرات منافسه بصورة منظمة وتعامل معها بأفضل الأساليب وكان واضحا من خلال تغييراته وتوزيع الجهد بين لاعبيه حتى أننا لاحظنا وجود ٥ لاعبين بحرينيين في التشكيلة أثناء سير المباراة وبدون المحترفين الأجانب ولم يتأثر الفريق أو يعاني.

ويرى العنزور أن الحالة أدى ما عليه بطريقة رائعة وبلوغه للمباراة النهائية لملاقاة الريان القطري دليل على أحقيته بالصول رغم أن الكثيرين لم يتوقعوا ذلك، متمنيا للفريق البرتقالي التوفيق والنجاح في مشواره الليلة والتتويج باللقب وخاصة وأنه يلعب على أرضه وبين جمهوره وسيكون تأثير الجوانب النفسية لصالحه بما يضمن له تشريف كرة السلة البحرينية في الاستحقاق الخليجي.

مكافآت مستحقة

ومن جهته قال محمد زينل رجل الأعمال المعروف وداعم فريق كرة السلة بنادي الحالة في البطولة الخليجية: إن المكافآت الفورية التي صرفت للاعبين بعد الصعود للمباراة النهائية جاءت نتيجة الجهد الجبار في تشريف كرة السلة البحرينية في بطولة الأندية الخليجية وحرص اللاعبين كافة على تأدية الواجبات المطلوبة منهم على أكمل وجه، وأضاف: نجح اللاعبون في ترجمة توجهات مجلس الإدارة والجماهير الحالاوية على درجة عالية من المسئولية وتحمل العبء وكانوا في الواقع رجالا في الملعب وقلبوا كافة التوقعات لصالحهم، مشيرا إلى أن التكريم جاء بمثابة المكافأة التي يستحقونها نظير عملهم الوطني العظيم.

وأكد زينل أن لاعبي الحالة لديهم العزيمة والروح والإصرار وهم في فريق متطور يتطلع إلى تحقيق العديد من الإنجازات والمكتسبات وبالتالي فإن النتيجة المنطقية هي الحصول على أفضل الثمار والنتائج، لافتا إلى أن الدعم سيتواصل في ظل الجد والاجتهاد وبذل الكثير من الجهد، وأعرب زينل عن سعادته البالغة ببلوغ الحالة إلى المباراة الختامية وإسعاد الجماهير الحالاوية الغفيرة مطالبا الجميع بالالتفاف حول الفريق ودعمه في المباراة النهائية مساء اليوم في صالة اتحاد كرة السلة لأن اللاعبين بحاجة ماسّة وضرورية للتشجيع النفسي وتحويل اللقاء إلى احتفالية وخاصة تبشر بمستقبل زاهر لكرة السلة البحرينية.