الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

خيّروها بين المسرح والتلفزيون فاختارت المسرح

أسماء مصطفى تعرض سيرتها الفنية في الندوة الفكرية

تاريخ النشر : الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢



على هامش مهرجان المسرح الخليجي المدرسي الخامس، أقيمت الندوة الفكرية الثانية بعنوان «تجارب ورؤى» عرضت فيها الفنانة أسماء مصطفى سيرتها الفنية وتجاربها في مجال المسرح، بإدارة الأستاذة فوزية ربيعة اختصاصية أنشطة وبرامج ثقافية بإدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم، وذلك بفندق ديفا بالجفير.
أسماء مصطفى هي ممثلة حائزة على دبلوم تصميم أزياء وتصاميم داخلية من كلية المجتمع العربي وعلى شهادة الامتحان الشامل لكليات المجتمع، وهي عضو بنقابة الفنانين. حازت على عدة جوائز منها جائزة التحكيم الخاصة كأفضل ممثلة دور ثان في مهرجان المسرح الأردني السادس في مسرحية «كأنك يا بوزيد» في عام 1996، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان المسرح الأردني السادس عشر عن دورها في مسرحية «صباح ومساء»، إضافة إلى جائزة أفضل ممثلة في الملتقى العربي التاسع لمسرح الطفل (حمام سوسه) عن دوري في مسرحية وين حقوقنا وين_ ورشح العمل كأفضل عرض في العام 2012.
ولدت الممثلة أسماء في ليبيا، وعندما كانت في السادسة شاركت في أول برنامج تلفزيوني لها بعنوان «جنة الأزهار»، ومن هنا ولد حبها للفن. انتقلت إلى الأردن وهي في الثانية عشر من عمرها وكانت تشارك في أي نشاط مدرسي للرقص أو التمثيل، ولم يكن المسرح موجودا ضمن أنشطة المدرسة حينها.
في المرحلة الثانوية، فرض عليها دخول المجال العلمي رغم حبها للمجال الأدبي، فتخرجت بنتائج ضعيفة. وتكررت المأساة في المرحلة الثانوية، فرغبتها كانت دراسة الدراما ولكن والدها أجبرها على خوض مجال الكمبيوتر، فانصاعت مجددا لأمره.
من حسن حظ أسماء أن كليتها كانت مقابل الجامعة الأردنية التي تدرس الفنون المختلفة بأنواعها، فصارت تحضر المسرح دون علم أهلها، حتى قررت التمرد على رغبة والدها وتحويل تخصص دراستها إلى المجال الذي تريد وهو تصميم أزياء وديكور، دون عمله. وفي إحدى المرات، كانت تريد دفع القسط الجامعي، وراح أبيها على غير عادته إلى الجامعة ليدفع المبلغ وفوجئ بعدم وجود اسم أسماء ضمن قائمة الطلاب الذين يدرسون الكمبيوتر، وكانت صدمته أكبر عندما أخبره موظف التسجيل بأن اسم ابنته موجودة في قائمة دارسي تصميم الأزياء والديكور. عاد إلى المنزل غاضبا وقرر معاقبتها بحبسها مدة أسبوع، ولكنه بعدها استسلم للأمر الواقع ووافق أن تكمل دراستها في المجال الذي تحب ولكن دون الذهاب للمسرح.
شغف أسماء بالمسرح وحبها للفن والتمثيل جعلها تعصي أوامر مجددا، فكانت تذهب للمسرح خلسة، حتى كشف أمرها عندما اصطحبت معها ابنة خالته وفضحت أمرها دون قصد على الرغم من أن أسماء حذرتها من عدم الحديث حول المسرح أمام أهلها.
بقيت أسماء ووالدها على هذا الحال مدة عامين، حتى أقنعته بشراء سيارة لها، فأصبحت تذهب بعدها وهي مطمئنة إلى المسرح حتى تعلق قلبها به بشدة.
في عام 1994 توجهت أسماء إلى فلسطين لتقدم عرضا لمسرحية سندريلا، وفي 1995 طلبها أحد المخرجين لمسلسل تلفزيوني فأخذت أول بطولة لها في ذلك العام. وبعد فترة خيروها بين المسرح والتلفزيون، ففضلت المسرح على الرغم من مميزات التلفزيون الكثيرة، ولكن حبها للمسرح دفعها لذلك. كانت تتابع حتى تدريبات زملاءها، ثم تعلمت كيف تتحرك بخفة فوق الخشبة من خلال مراقبتها وإطلاعها في هذا المجال، وأدت أدوارا تطلبت لياقة وخفة جسدية لتعبر عنها بالشكل المطلوب.
تغاضت أسماء عن أجرها كممثلة في عدة أعمال، فالتكلفة كانت عالية والميزانية لم تكن متاحة لهم، فالأهم بالنسبة لها هو اكتساب الخبرة والاستفادة من العرض على حد قولها.
في 2010 كان التمرد الصعب بحسب تعبيرها، فزوجها المخرج ارتأى أن يكون لها مشروعها الخاص، فركزت على المسرح إلى أن أتقنته، وساهمت إلى جانب ذلك في عدة برامج إذاعية وتلفزيونية في الدوبلاج والتمثيل والعرافة، وكان أول عمل لها عملت فيه كمخرجة للأطفال في برنامج «ضحك ولعب ومسرح»، وكمخرجة لمسرح الكبار في مسرحية «سليمى».
قبل نهاية الندوة، عرضت الفنانة أسماء بعضا من عروضها التي لم يحضر أبيها أي منها، ومع ذلك هي فخورة بشخصيته القوية، وفخورة بنفسها وعملها.
المداخلات
عقبت الندوة مداخلات لطيفة ومحفزة للممثلة أسماء، وتلقت التحية على نضالها من أجل المسرح، وقال لها الأستاذ نجيب الكميل «أنت فراشة، يتعلم منك أبناؤنا نضال المرأة العربية وإصرارها على عملها، أحيي فيك شجاعتك وصمودك».
الفنان خالد البناي شكر إدارة المهرجان على إتاحتهم لهذه الفرص لتبادل الأفكار والخبرات بين الدول. بينما دعاها المخرج عباس مراد إلى الكويت لعرض سيرتها على الطلاب للاستفادة منها.