مسافات
أمريكا والوفاق.. زواج (كاثوليكي)!
تاريخ النشر : الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
الزواج السياسي (الكاثوليكي) الذي تم بين أمريكا والمحرِّضين على العنف في البحرين منذ عام 2005، حين التقى المسئولون في السفارة الأمريكية بجمعية (الوفاق) الطائفية، جاء لمصالح مشتركة بينهما، فالطرفان لا يؤمنان بالديمقراطية في البحرين.. ولكنهما يستخدمان (الديمقراطية) كمبرر لسياسة إضعاف وإنهاك (الدولة) في البحرين.
أمريكا التي صفقت للإصلاحات الديمقراطية والسياسية والانتخابات النيابية والحريات المدنية مع بدء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، وجدناها تغير موقفها بمجرد عقد التحالف السياسي مع «الوفاق» في عام 2005، وأصبح الإعلام الأمريكي يشن حملة منظمة ضد البحرين، والكونجرس الأمريكي يقدم تقارير تدفع باتجاه تغيير النظام السياسي للمملكة! ودوائر في (الإدارة الأمريكية) تلمع وتصقل المحرِّضين على العنف (سواء من الوفاق أو من خارجها) وتعتبرهم (معارضة) وأصحاب رأي وتفتح أبواب مكاتبها في واشنطن كما لو كانوا (حكومة ظل) في البحرينأما الطرف الآخر في الزواج الكاثوليكي وهم جمعية (الوفاق) ومن لف لفها من أطقم (حزب الله) في البحرين - فهم أيضاً لا يؤمنون بالديمقراطية وبالمشروع الإصلاحي، ولكنهم يستخدمون شعار المطالبة بالديمقراطية لمواصلة أعمال العنف والتخريب في الشارع، هذا على الرغم من أنهم دخلوا المشروع الديمقراطي وشاركوا في الانتخابات النيابية، ولكن حين جاءتهم الأوامر من (ولاية الفقيه) الإيرانية بالانسحاب في فبراير 2011، نفذوا هذه القرارات من دون تردد أو حتى مناقشة، ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف أعمال العنف في الشوارع! ولم تتوقف مهاجمة رجال الشرطة! ولم تتوقف التفجيرات والمولوتوف في البحرين!
أمريكا تريد أن تستخدم (البحرين) كشوكة توخز بها الشقيقة المملكة العربية السعودية تحديداً، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.. كما لو كانت تريد أن تقول لهم: «انظروا إلى البحرين التي لديها برلمان منتخب وديمقراطية نحن غير راضين عنها! فكيف الحال بكم أنتم»؟!
وجمعية (الوفاق) هي الأخرى تستخدم البحرين كساحة حرب لإرضاء (ولاية الفقيه) والمرشد الأعلى للثورة في إيران، وهي لا تؤمن بالديمقراطية إلا بقدر ما يمكن استخدامها لإسقاط النظام وإقامة جمهورية إسلامية إيرانية في البحرين!
وسيظل قدرنا نحن شعب البحرين (شيعة وسنة) أن ندفع ثمناً غالياً جداً كل يوم ما ظل (الزواج) بين أمريكا والوفاق قائماً ويعيشان تحت سقف واحد.. رغم أن أبغض الحلال عند الله (الطلاق)!.. لكن المشكلة أن زواجهما (كاثوليكي)!