عربية ودولية
حكومة الوحدة في إسرائيل قد تعزز موقف نتانياهو حول مهاجمة إيران
تاريخ النشر : الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢
القدس المحتلة - الوكالات: جاءت خطوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بادخال حزب المعارضة الرئيسي كاديما إلى الحكومة لاعتبارات سياسية داخلية لكن المحللين يرون ان هذه المناورة قد تعزز موقفه لاتخاذ قرار محتمل لشن هجوم على ايران.
وتوصل نتانياهو مع رئيس المعارضة شاوول موفاز ليل الاثنين الثلاثاء إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية تسمح بتجنب تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وتضع نتانياهو على رأس واحدة من اكبر الائتلافات الحكومية في تاريخ اسرائيل.
وبحسب المعلقين فان هذا الاعلان غير المتوقع جاءت نتيجة للصعوبات التي يواجهها «بيبي» في حزبه الليكود (يمين). ويواجه رئيس الوزراء تمردا من هامش صغير متطرف من حزبه حيث يفضل تركيزا سياسيا لمواجهة اللوبي الداخلي من المستوطنين الذين يتهمونه بخيانة «القيم التقليدية» لحزب الليكود.
ويرى مارك هيلر وهو محلل من جامعة تل ابيب ان «نتانياهو خضع لضغوط من جناح اليمين المتطرف في حزبه وخاصة في مسألة المستوطنات».
واضاف «الحكومة الجديدة هي حل جيد بالنسبة اليه كما هو الامر بالنسبة إلى موفاز لان الاثنين كانا يواجهان صعوبات». وتظهر استطلاعات الرأي تراجعا حادا في شعبية حزب كاديما الذي يتزعمه موفاز حيث لن يحصل الحزب (يمين وسط) سوى على اكثر من 12 مقعدا في حال اجراء الانتخابات بينما يمتلك حاليا اكبر عدد مقاعد في الكنيست (28 نائبا من اصل 120).
ويشرح هيلر «يفضل موفاز حاليا الدخول في الحكومة مع 28 نائبا بدلا من خوض الانتخابات القادمة ليصبح شريكا من الدرجة الثانية مع 10 او 11 مقعدا». ويبدو الاسرائيليون منقسمين حول قرار نتانياهو بالتحالف مع موفاز وزير الدفاع السابق والرئيس السابق لهيئة الاركان.
وبحسب استطلاع للرأي نشرته صحيفة هاآرتس اليسارية أمس الاربعاء رأى 23% فقط من الذين شملهم الاستطلاع ان الاتفاق جاء نتيجة لاعتبارات تتعلق بالمصلحة الوطنية مقابل 63% يعتقدون انه جاء نتيجة لاعتبارات سياسية وشخصية.
ويرى الخبراء ان احتمال شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، التي ترى اسرائيل انها تشكل خطرا على وجودها، لعب دورا في قرار نتانياهو تشكيل حكومة الوحدة.
واعتبر شموئيل ساندلر استاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان بانه على الرغم من ان البرنامج النووي الايراني ليس «السبب الوحيد» وراء الاتفاق الا انه «عامل مهم» في التوصل اليه. واوضح ساندلر «نتانياهو متوتر جدا فيما يتعلق بايران. وسيكون من السهل شن هجوم اسرائيلي مع اغلبية برلمانية بهذا الحجم. لكنني لا اعتقد انه تم اتخاذ قرار شن الهجوم حتى الان». ووضع نتانياهو معركته ضد امتلاك إيران اسلحة نووية على سلم اولوياته وهو يشكك علنا بفعالية العقوبات الدولية المفروضة على النظام الحاكم في طهران.
وكتب اري شافيت في صحيفة هاآرتس ان «الهدف الحقيقي للحكومة الجديدة هو ايران».
واضاف «قرار نتانياهو ادخال موفاز في ائتلافه يقارن بقرار ليفي اشكول الذي ادخل مناحيم بيغن وموشيه ديان في حكومته العام 1967(قبل حرب الايام الستة)، وهذا يخلق له اساسا سياسيا متينا ليقود به معركته الاستراتيجية ضد اية الله علي خامنئي». واضاف «توفر حكومة الوحدة الوطنية شرعية داخلية ودولية لمواجهة محتملة».
ويواجه نتانياهو وحليفه وزير الدفاع ايهود باراك انتقادات من قادة سابقين في الجيش والاستخبارات. من جهته أكد مارك هيلر انه «اذا قرر نتانياهو فعلا مهاجمة ايران- وهو ما عليه علامة استفهام- فانه يعتمد على الضوء الاخضر من اوساط الدفاع ومن الولايات المتحدة». والتقى نتانياهو امس مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في لقاء ركز على جولة المفاوضات المرتقبة بين إيران والدول الكبرى، بحسب ما اعلن مسؤول اسرائيلي. وشارك في الاجتماع كل من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهود باراك وموفاز. وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه «لقد تحدثوا عن ايران. وقدمت اسرائيل مواقفها حول جولة المفاوضات المرتقبة بين القوى الست وايران في بغداد».
ومن المقرر ان تجتمع إيران والدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) في 23 مايو ببغداد لاستئناف المباحثات التي كانت قد انطلقت مجددا في إبريل باسطنبول بعد 15 شهرا من توقفها.
واشار المسؤول إلى ان نتانياهو قدم لاشتون وجهة نظره حول ما ستعتبره اسرائيل تطورا وهي «موافقة ايرانية مرفقة باطار زمني واضح لوقف تخصيب اليورانيوم واخراج اي مادة مخصبة من إيران بالاضافة إلى تفكيك المنشأة النووية في قم».
كما اعرب المسؤولون الاسرائيليون عن شكوكهم في ان تحرز المحادثات اي شيء حيث قالوا لاشتون بان «النظام الايراني يحاول استغلال المحادثات لكسب الوقت ولا يوجد دليل على انهم ينوون وقف برنامجهم النووي».