الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


55 قتيلا ومئات الجرحى في انفجارين هزا دمشق

تاريخ النشر : الجمعة ١١ مايو ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: قتل خمسة وخمسون شخصا على الاقل في انفجارين هزا دمشق صباح أمس الخميس في احد اعنف الهجمات التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل اكثر من عام، ما دفع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود إلى دعوة «الجميع في سوريا وخارجها» للمساعدة على وقف اعمال العنف.
وأدان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان التفجيرين، مؤكدا ان «هذه الاعمال المشينة غير مقبولة ويجب ان يتوقف العنف في سوريا». وأضاف أن «كل عمل يؤدي إلى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي إلى نتيجة عكسية بالنسبة إلى مصالح جميع الاطراف». كما أدان المتحدث باسم الدبلوماسية الاوروبية مايكل مان التفجيرين، مضيفا ان «التصعيد في التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف اطلاق النار تجعل من مهمة انان اكثر صعوبة وانما ايضا اكثر اهمية». ورأى ان خطة عنان «تبقى افضل طريقة للتقدم» نحو حل للازمة السورية.
ونددت الخارجية الفرنسية بالهجوم، معتبرة ان «النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا». وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للصحفيين بعد محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانغ جيشي «نطلب من جميع الاطراف وقف العنف والتعاون مع انان»، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان موقف بلاده من الوضع في سوريا لن يتغير.
من جهتها أدانت الولايات المتحدة بشدة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها دمشق الخميس وادت إلى مقتل العشرات، ووصفت القتل العشوائي للمدنيين بانه «يستحق الشجب». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان «الولايات المتحدة تدين باشد العبارات الهجمات التي وقعت اليوم في دمشق». واضافت ان «جميع اشكال العنف التي ينجم عنها قتل واصابة المدنيين بشكل عشوائي تستحق الشجب ولا يمكن تبريرها». وتابعت «نواصل دعوة النظام السوري إلى التطبيق الكامل والفوري» لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لوقف العنف في سوريا «من اجل منع مزيد من تصاعد العنف» في هذا البلد.
واتهم المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر في دمشق وريفها النظام بتدبير انفجاري دمشق «لاثبات رواية النظام بوجود ارهابيين» في سوريا.
وقتل اكثر من 55 شخصا وجرح 372 آخرون في الانفجارين «الارهابيين الانتحاريين» بحسب التلفزيون السوري الذي اشار إلى ان كمية المتفجرات المستخدمة تفوق الف كيلوغرام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جهة اخرى ان عدد قتلى الانفجارين وصل إلى 59، مشيرا إلى ان معظم المصابين هم من عناصر الامن. وبحسب المرصد السوري، فان هذا الهجوم واحد من اعنف الهجمات التي وقعت في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من عام.
ووقع الانفجاران بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحا بتوقيت دمشق اثناء «توجه الموظفين إلى اعمالهم والطلاب إلى مدارسهم». وافاد مراسلون ان اشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وان عددا من المباني والسيارات في المكان تضررت جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق ثلاثة امتار.
وشهدت دمشق في الاشهر الاخيرة عدة انفجارات كان آخرها في السابع والعشرين من إبريل اودى بحياة 11 شخصا، فيما اسفر انفجار في ديسمبر عن مقتل 44 شخصا. وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض ان النظام يقف وراء هذه التفجيرات «ليقول للمراقبين انهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا». واضاف نشار «اذا كانت القاعدة وعصابات ارهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟». وتوقع نشار ان تستمر التفجيرات «لا ولاسيما في ايام الجمعة او قبل ايام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها». واضاف «للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال».
وندد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق وريفها بهذا «العمل الارهابي الجبان» محملا النظام المسؤولية عنه. واثناء زيارة إلى موقع الانفجارين، اطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف اعمال العنف في سوريا. يومي».
وتواصلت اعمال العنف في مناطق اخرى من البلاد، ما اسفر عن مقتل 12 شخصا بحسب المرصد السوري. وفي حلب ادي انفجار عبوة قرب حي بستان القصر، في مدينة حلب إلى اصابة ثمانية جرحى على الاقل. وذكر المرصد ان خمسة من عناصر المخابرات قتلوا في انفجار استهدف دوريتهم في حلب فجر امس. وقتل عنصران من الامن عند منتصف الليل اثر اطلاق النار على عناصر امن من قبل مسلحين مجهولين.
ونفذت مداهمات فجرا في حلب واعتقلت اربع نساء من عائلة واحدة «الى حين تسليم رجال من العائلة انفسهم للسلطات الامنية»، بحسب المرصد الذي اشار إلى خروج تظاهرات احتجاجية في احياء عدة من حلب. وقتل طفل في خان شيخون في ريف ادلب واربعة اشخاص في حمص وآخر في درعا (جنوب) جراء قصف او اطلاق نار مصدره القوات النظامية بحسب المرصد الذي اشار إلى «حملة مداهمات واعتقالات في مدينة الضمير (بريف دمشق) تترافق مع سماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات».