عربية ودولية
إسرائيل تسعى إلى اتفاق مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام
تاريخ النشر : الجمعة ١١ مايو ٢٠١٢
القدس المحتلة - (ا ف ب): قالت مصادر فلسطينية واسرائيلية أمس الخميس ان مصلحة السجون الاسرائيلية تقدمت بإجراءات لتخفيف القيود المفروضة على الأسرى الفلسطينيين في محاولة لانهاء الاضراب الجماعي عن الطعام. ويقوم حوالي ثلث الاسرى الفلسطينيين الـ4700 تقريبا في اسرائيل (بينهم حوالى 309 قيد الاعتقال الاداري) بإضراب عن الطعام في حركة احتجاج جماعية بدأت في 17 ابريل، بحسب ادارة السجون الاسرائيلية ومصادر رسمية فلسطينية ومنظمات حقوقية.
ومن هؤلاء بلال دياب (27 عاما) وثائر حلاحلة (34 عاما) اللذين اعلنا اضرابهما عن الطعام في 29 فبراير الماضي احتجاجا على اعتقالهما الاداري في اطول اضراب عن الطعام لمعتقلين فلسطينيين. ويطالب الأسرى المشاركون في الاضراب بتحسين ظروف اعتقالهم والسماح بمزيد من الزيارات العائلية وزيارات المحامين وإنهاء الاعتقال الاداري والعزل الانفرادي.
وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث عن الانتداب البريطاني، بالامكان وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال الاداري من دون توجيه الاتهام له مدة ستة اشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة. وقال مصدر في مؤسسة الضمير لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان المفاوضات بين ادارة السجون الاسرائيلية والأسرى الفلسطينيين بدأت بالتقدم.
واوضح المصدر انه «بحسب ما عرفنا من الأسرى كان هناك اجتماع الليلة الماضية في سجن نفحة (جنوب اسرائيل) بين مصلحة السجون وقيادة الاضراب». واضاف «قد يكون هناك رد ايجابي في الايام القادمة». واشارت المسؤولة في مؤسسة الضمير إلى احتمال ان تكون مصلحة السجون الاسرائيلية قد وافقت «على السماح بزيارات العائلات من غزة» وازالة بعد القيود المفروضة عن السجناء، مضيفة ان اتفاقا لنقل الاسرى في العزل الانفرادي كان مطروحا على الطاولة. وتابعت: «حول العزل الانفرادي في الاجتماع السابق وافقت مصلحة السجون على إزالة جميع الاسرى في العزل الانفرادي ما عدا 3 من اصل 19 الا ان قيادة الاضراب رفضت ذلك وطالبت بخروج الجميع وبعد اجتماع البارحة لدينا مؤشرات بانه قد يكون هناك استجابة لمطالب الاسرى».
من جهتها اكدت سيفان وايزمان المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية اجتماع سجن نفحة، واشارت إلى انه جزء من عملية المحادثات المستمرة بين الأسرى واللجنة التي تدرس مطالبهم. وقالت وايزمان لوكالة فرانس برس «كان هناك اجتماع في نفحة لكنه ليس الوحيد. نعقد اجتماعات مع السجناء كل الوقت ونتحدث اليهم».
ورفضت وايزمان التعليق على مقترحات محددة او حتى اتخاذ اي قرار بشان الاضراب. وقالت «لن اعلق على القرارات التي تم التوصل اليها. وفي موضوع العزل الانفرادي تقرر تشكيل لجنة ستقوم بدرس كل حالة على حدة بناء على مضمونها». وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان هناك دلائل على التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى انهاء الاضراب عن الطعام «في غضون اسبوع إلى عشرة ايام».
واضافت ان مصلحة السجون وافقت على النظر في موضوع الزيارات من غزة والسماح للمعتقلين بمشاهدة التلفزيون باللغة العربية. من جهتها ذكرت صحيفة هآرتس ان مصلحة السجون عرضت اخراج بعض السجناء من العزل الانفرادي والسماح للمعتقلين بأخذ الدروس والسماح بادخال الكتب.
لكنها اشارت إلى انه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول السماح لعائلات غزة بزيارة ابنائهم في السجون الاسرائيلية وان هناك خلافات حول ابقاء ثلاثة أسرى في العزل الانفرادي. من جهته قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني لوكالة فرانس برس ان هذه اللقاءات هي «استطلاعية ولا توجد مفاوضات حقيقية».
وتظاهر عشرات الفلسطينيين أمس الخميس امام مقر الصليب الاحمر في رام الله مطالبين المنظمة بدعم الأسرى بينما تظاهر العشرات في القدس امام مكاتب الاتحاد الأوروبي للسبب نفسه. والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري وناقشا مصير الأسرى في السجون الاسرائيلية.
وقال بيان صادر عن مكتب سيري ان «الرئيس عباس وسيري اتفقا على ضرورة حل هذه المسالة فورا». من جهته دعا فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) اسرائيل إلى «التوصل إلى حل مقبول» للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، معتبرا انهم «سجناء سياسيون».
واعرب غراندي في بيان صادر عن الاونروا عن «قلقه العميق حيال الاوضاع الصحية للآلاف من السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية». واضاف البيان ان «المفوض العام ناشد الحكومة الاسرائيلية التوصل إلى حل مقبول مشيرا إلى ان مطالب المضربين عن الطعام تتعلق بشكل عام بالحقوق الاساسية للسجناء والمنصوص عليها في مواثيق جنيف».