بالشمع الاحمر
كلام «مأكول خيره»..!
تاريخ النشر : الجمعة ١١ مايو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
يوم أمس الأول على «بي بي سي»، الوفاقي عبدالجليل خليل يقول: «نحن ضد العنف من أي جهة كانت ونرحب بالحوار دون أي شروط». إنها بالطبع المناورة الوفاقية الجديدة، وشخصياٌّ لا أصدقها. البحرين أمضت شهوراً والعنف والتخريب والحرق يمارس بأبشع صورة في القرى والشوارع، ويضرب أطنابه في مختلف أنحاء البلاد، والوفاق كانت تتفرج، بل وهدد رئيسها بالمزيد من العنف، وتجاوز ذلك إلى التهديد بإحراق المنطقة، واليوم يريدنا السيد خليل أن نصدق هذا الكلام الذي تتم المتاجرة به في المحطات الإعلامية الغربية.
المسألة واضحة، ولا تحتاج إلى ذكاء، فهو تكرار لسيناريو حوار التوافق الوطني، من أجل الاستفادة من الموضوع إعلامياٌّ ليس إلا. قبل بدء حوار التوافق الوطني، قلنا إن الوفاق تبيت النية للدخول في الحوار والانسحاب منه في منتصف الطريق، والغرض تسجيل نقاط وشحذ تركيز إعلامي من الغرب. وهذا ما حدث بالضبط، انسحبت «الوفاق» من الحوار وبدأت الحملة الإعلامية في نفس الوقت، وبدأ عداد التصريحات الإعلامية لأعضاء الوفاق على القنوات الغربية يعمل، من الـ «بي بي سي» إلى الـ «سي إن إن» إلى «فرانس برس» وغيرها. واليوم تأتي هذه التصريحات الوفاقية لتقدم إلى الحكومة طعماً، فتبادر إلى الحوار، وتدخل الوفاق فيه مع حملة إعلامية، ثم في منتصفه يتم الانسحاب من جديد، وهات يا تصريحات ويا قنوات فضائية ويا استعراضات..! والهدف استجداء المواقف الدولية والتعاطف وتحريك المياه الراكدة.
في البحرين يقولون عن الكلام التافه أو المكشوف بأنه «مأكول خيره»، وتصريحات الوفاق التي تتحدث عن القبول بحوار غير مشروط مع الحكومة، وقبل ذلك عن رفض العنف، هو كلام «مأكول خيره» أيضاً، رغم اعتقادي بأنه لا خير فيه، والمسألة لا تعدو كونها حملة علاقات عامة تسعى الوفاق من خلالها إلى حفظ ماء الوجه بعد الفشل والخواء السياسي الذي انتهت إليه.
شهور مضت كانت الوفاق «تهرطق وتمرطق» علينا بشروطها للدخول في الحوار، وأول هذه الشروط إقصاء مكونات المجتمع الأخرى، والانفراد بالحوار مع السلطة، وكأن باقي خلق الله في هذه البلاد «طنابير طين»، لا وجود لهم ولا اعتبار، واليوم حديث جديد ولغة جديدة عن حوار غير مشروط، وعن رفض العنف.. الآن يتم رفض العنف، بعد أن اكتشفت الوفاق أنها لن تجني شيئاً منه، ولن تلوي ذراع الدولة والمجتمع به.
لقد قالها العرب قديماً.. «كيف أعاودك وهذا أثر فأسك»..