الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

الشيخ الدكتور المحمود في خطبة الجمعة:

لا تنتظروا أن تغير أمريكا مواقفها.. لأنها مع تفتيت المنطقة بأكملها

تاريخ النشر : السبت ١٢ مايو ٢٠١٢



في خطبته يوم الجمعة بجامع عائشة أم المؤمنين بالحد أمس تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية عن «مواقف الظالمين من أنفسهم بعد أن تبين لهم الحق, واستراتيجية التقدم بالبحرين».. وتطرق في حديثه إلى أنواع الظلم وأكد ان الظلم هو تجاوز الحد عن الحق.. وفي نهاية خطبته تحدث الشيخ المحمود عن استراتيجية التقدم بالبحرين, مؤكدا أن الاستراتيجية التي فيها خلاصنا تقوم على أمرين: استراتيجية دفع المفاسد, ثم استراتيجية جلب المنافع.. وفيما يلي نص الخطبة:
الظلم هو تجاوز الحد عن الحق.
أنواع الظلم
ينقسم الظلم عند علماء الشريعة الإسلامية إلى ثلاثة أقسام؛
1 - ظلم بين الإنسان وربه، وفي هذا يقول الله تعالى حكاية لقول لقمان عليه السلام: «يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ», فالمشرك بالله لا يقدر الله حق قدره إذ هو غني عن الشركاء كما وصف نفسه «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ».
2 - ظلم بين الإنسان وبين الناس، ومنه قوله تعالى: «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ», فمن اعتدى على أرواح الآخرين أو أجسادهم أو أعراضهم أو أموالهم أو شيئ من حقوقهم يحاسب عليه يوم القيامة وتؤخذ حقوقهم من حسناته.
3 - ظلم الإنسان لنفسه، ومنه قوله سبحانه وتعالى عن أتباع الأنبياء السابقين: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ».
جميع أنواع الظلم تعود على الظالم
ونتيجة هذه الأنواع الثلاثة من الظلم راجعة على الإنسان الظالم فهي جميعا من ظلم الإنسان لنفسه إذ آثارها السيئة تكون عليه في الدنيا وفي الآخرة إذا لم يتب عنها ويرجع الحقوق إلى أصحابها أو يستحلهم منها ويصفحون عنه، فإن القانون الرباني القائم على العدالة يقول: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ».
مواقف الظالمين إذا عرفوا الظلم الذي وقعوا فيه
والذين يرتكبون أي نوع من الظلم إذا عرفوا الظلم الذي وقعوا فيه على نوعين؛ فريق يعترف بالظلم الذي ارتكبه فيتوب منه ويعود للحق الذي تركه، وفريق تأخذه العزة بالإثم فيستمر على ظلمه لنفسه أو لغيره.
مثالان على الظالم الذي يتوب عن ظلمه
وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة لكلا الفريقين.
أما المثال على الفريق الأول الذي أوقع نفسه في الظلم ثم لما تبين له عاقبة ظلمه رجع إلى ربه فهو صاحب الجنة الذي اغتر بثمر جنته وكثرة ولده فكفر بالله المنعم عليه بهذه النعم وقال: «مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا. وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا». وكان العقاب من الله تعالى أن: «َأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا». فندم على كفره بربه واستكباره على خلق الله واغتراره بنعم الله تعالى عليه.
ومثال آخر هو أصحاب الحديقة التي أرادوا أن يجنوا ثمرها ويحرموا الفقراء من زكاة ثمارها كما كان يفعل أبوهم من قبلهم، فأرسل الله تعالى عليها طائفا من الملائكة فأحرق حديقتهم ولم يحصلوا على شيء من ثمارها، وفي هذا يقول الله تعالى: «إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ. ولا يَسْتَثْنُونَ. فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ. فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ. فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ. أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ. فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ. أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ. وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ. فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ. بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ. قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ. قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ. فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ. قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ. عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ».
مثالان على مواقف الظالم الذي يستكبر بعد أن وضح الحق أمامه
أما المثال على الفريق الثاني الذي علم الظلم والخطأ الذي وقع فيه ولكنه استكبر على الحق فهو ما ذكره الله تعالى عن قوم إبراهيم عليه السلام مع قومه بعد أن أثبت لهم أن الأصنام التي يعبدونها لا تنفع ولا تضر ولا تدفع عن أنفسها ضرا ولا نفعا واقروا بذلك فيما بينهم لكنهم استكبروا عن الحق وتمسكوا بما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم من عبادة الأصنام وعاقبوا إبراهيم عليه السلام فألقوه في النار ولكن الله سلمه منها وقال سبحانه: «قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وسلاما عَلَى إِبْرَاهِيمَ»، وفي هذا يقول الله تعالى: «وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ. إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ. قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ. قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاعِبِينَ. قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ. وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ. فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ. قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ. قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ. قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ. قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ. قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ. فَرَجَعُوا إلى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ. ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاِء يَنْطِقُونَ. قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا ولا يَضُرُّكُمْ. أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ. قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ. قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ». سورة الأنبياء.
ومثال ثان للظالمين الذين تأخذهم العزة بالإثم فيستمرون على ظلمهم ما ذكره الله تعالى عن فرعون الذي أراه الله آيتين لإثبات نبوة موسى عليه السلام، وهي العصى التي تصير ثعبانا مبينا ويد موسى التي تخرج بيضاء ناصعة لا من مرض بعد أن يضعها في جيبه (فتحة عنق الثوب) فلم يؤمن، وأرسل الله عليه وعلى قومه عذاب الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم دلائل على القدرة الإلهية فكانوا إذا وقع عليهم عذاب منها طلبوا من موسى أن يدعو ربه أن يرفع عنهم ووعدوه بأن يرسل معهم بني إسرائيل لكنهم كانوا يستكبرون بعد كل عذاب منها، يقول الله تعالى عن فرعون وقومه: «وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ. وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إلى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ. فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ. وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ».
اللهم اجعلنا ممن يتمسك بكتابك وسنة نبيك، اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
استراتيجية التقدم بالبحرين
ما الذي يمنع البحرين أن تتقدم بخطى أكثر في عمليات التطور والتنمية؟
موقف الإدارة الأمريكية
يظن البعض أن مواقف الإدارة الأمريكية المساندة للقوى السياسية المستمرة في عمليات التخريب والعنف هي من أسباب عدم الاستقرار في البحرين.
ونقول لهؤلاء، لا تنتظروا أن تغير الإدارة الأمريكية من مواقفها الاستراتيجية فقد أظهرت أنها مع تقتيت المنطقة كلها. يمكن أن تغير الإدارة الأمريكية من مواقفها الجزئية لكننا مؤمنون بأن نظرتها الاستراتيجية لم تتغير لخدمة مصالحها البعيدة المدى ولو كانت على حساب الشعب الأمريكي وشعوب العالم كله. وهذا ما تبين من موقف وزيرة الخارجية الأمريكية يوم أمس في مقابلتها مع ولي العهد إذ استمرت في دفاعها عن المخربين ومحاولة ضغطها على البحرين. نعم نحن بحاجة للكياسة السياسية، لكن لا يجوز أن نبدي أي ضعف، فلا يؤكل إلا من رضي باستضعاف نفسه، وقد قيل في الأمثال: (استضعفوك فأكلوك).
موقف بعض الدول الغربية
ومن هذا الاستضعاف ما نراه من بعض الدول الغربية في مطالبتها تسليم بعض من يحمل جنسيتها إليهم مع أنهم محكومون في جريمة جنائية بتطبيق القانون الجنائي البحريني.
ويمكن أن نوجه لهذه الدول الغربية سؤالا: لو أن من يحمل جنسية دولة من دولكم مع جنسية دولة أخرى قد ارتكب جريمة في دولكم وطلبته الدولة الأخرى التي يحمل جنسيتها فهل يسلم إليها؟
نحن بحاجة إلى مواقف صارمة مع تلك الدول التي تتلاعب بحق شعبنا، ولا بد أن يستشعر الآخرون هذه المواقف حتى لا يمضوا في نفس الطريق.
إذا كانوا يدافعون عن حقوق فرد فيما يزعمون، فإننا نطالب الإدارة البحرينية أن تدافع عن حقوق كل الشعب البحريني بمختلف فئاته فهذه مسؤوليتها.
استراتيجة القوة والبناء
طريق خلاصنا يبدأ من وطننا وبأيدينا وفق سياسة واستراتيجة واضحة تقوم على أمرين:
أولا: استراتيجية (دفع المفاسد)
فمعالجة الفساد الإداري والمالي والأخلاقي بكل قوة ووضوح، ووضع خطة كاملة محددة المدة لتطبيق القضايا التي تم الاتفاق عليها في الحوار التوافقي الوطني، وقد أنجز منها ما يتعلق بالجانب الدستوري وصدق عليها الملك، لكن الباقي أكثر أهمية لأنها تتعلق بالحياة اليومية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن كل سلبية من سلبيات العمل هي أكبر معول هدم لبناء الدولة. ولقد قلت من قديم لبعض المسؤولين وكررت عليهم: (سلبيات العمل الحكومي هو سلاح أعداء البحرين) ولا زلت أكرر هذا القول، فقد ثبت أن محاولات هدم البحرين في الأزمة التي لا تزال ذيولها مستمرة اعتمدت على تلك السلبيات والأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بغير قصد ولم تتم المحاسبة عليها أو تصحيحها في حينها. تخصيص هيئة مستقلة لمكافحة الفساد وتطبيق مرئيات الحوار التوافقي الوطني يتولاها رجل قوي أمين سيساعد على تحقيق هذه السياسة المعتمدة على (دفع المفاسد).
ثانيا: استراتيجية (جلب المنافع)
وذلك بالاستمرار في البناء والتنمية والتعمير على نحو ما نراه في الحركة العمرانية والخدمية.
ولا يجوز أن نغتر بخطط التنمية والتعمير (جلب المنافع) دون أن نولي (دفع المفاسد) الأهمية الكبرى.
فمن قواعد الشريعة الإسلامية قاعدة هامة في بناء الفرد وبناء الدول تقول: (دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح)، لأن البناء لا قيمة له إذا أقيم على بناء هش متهالك، وقد قال الشاعر قديما:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وقال الشاعر قديما في شأن القائمين على إدارات الدولة (وهي تصلح لكل مؤسسة)
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمر بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد
اللهم اهدنا فيمن هديت.......