أخبار البحرين
الشيخ صلاح الجودر: المجتمع لن يسمح للإرهاربيين بخطف أمنه واستقراره
تاريخ النشر : السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
قال الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة بجامع قلالي:
أيها الإخوة المؤمنون، وطنكم (البحرين) ليس بمعزل عن العالم، وليست بدعاً من المجتمعات، فهو يبتلى كما يبتلى الكثير من مجتمعات العالم، فهو يشهد هذه الأيام موجات من الإرهاب الإقليمي التي انطلقت من دوار مجلس التعاون بالعام الماضي، فعام كامل وهو يعاني من دعاة العنف والإرهاب والإجرام، الذين يرفعون شعار السلمية بيد ويمارسون الخراب والدمار باليد الأخرى.
ما يتعرض له بعض القرى والمناطق من زعزعة الأمن والاستقرار فيها جعل أبناء تلك المناطق يرفعون أصواتهم في وجه دعاة العنف والإرهاب الليلي بأن كفوا أيديكم عنا، فالكثير من المناطق تستنجد من تلك الأعمال الإرهابية والإجرامية، سترة وبني جمرة والبديع ومدينة حمد، قنابل محلية الصنع، حرق للإطارات، إغلاق للشوارع والطرقات، وإلقاء القنابل الحارقة (المولوتوف)، جميعها أعمال إرهابية وإجرامية وعنفية ضد المجتمع وليس لفئة أو فرد بعينه، لا يقال ذلك-عباد الله- استسلاما للمجرمين والمعتدين، ولا عجزاً أو خوفاً من أعمالهم، ولكنه تقرير واقع، وبيان موقف، بأن تلك الجماعات إنما هي مليشيات إرهابية، فالامتحان الحقيقي ليس في وقوع الجريمة والعمل الإرهابي، فهذا أمر لا يستبعد في أي مكان في العالم، ولكن الامتحان يكمن في مواجهة تلك الأعمال، والتصدي لدعاتها، وعدم تبريرإجرامهم.
الأعمال الإرهابية والإجرامية والعنفية أبداً لا تهزم القيم، ولا تغير الهوية، ولا تقوض المنجزات، ولا تهدم المكتسبات، الأعمال الإرهابية أبداً لا تفرض مذهباً، ولا تنصر حزباً، بل هي بعيدة عن المسلك الحضاري، فضلاً عن أن تكون ديناً أو عقيدة. فالإرهاب-عباد الله- لم يفلح في أي مجتمع، ولم ينتصر في أي بقعة، بل أصبح وبالاً على أصحابه، وأورثهم كراهية مجتمعهم الذي يعيشون فيه، فأي مجتمع يحترم إنسانيته لن يسمح لحفنة من الأشرار بخطف أمنه واستقراره.
دين الإسلام واضح المعالم وصافي المشارب، فهو يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرق، ويرفع ولا يخفض، عقيدة وسطية معتدلة تتعامل مع المختلف من خلال قواعد المشتركات، ويكفيها ما أنتجته من تراث إنساني كبير.
المحافظة على الأمن ومواجهة الإرهاب والإجرام والعنف ليست مسئولية جهة واحدة، بل هي مسئولية مجتمعية مشتركة، فوليّ الأمر في البيت والمنزل، ورجل الأمن في الشارع والطريق، والمعلم والمدرس في المدرسة والمعهد، والخطيب والإمام في الجامع والمسجد، وأصحاب الأقلام في مراكزهم وصحفهم، وكل في موقعه ومسئولياته. مجتمعنا –أيها الإخوة المؤمنون- ينتمي إلى خير عقيدة ومنهج وفكر، فالتزموا بكتاب ربكم وسيروا على نهج نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.