الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


الشيخ علي مطر: ليس من حق أي شخص الوصاية على الآخرين

تاريخ النشر : السبت ١٢ مايو ٢٠١٢



قال الشيخ علي مطر في خطبته أمس الجمعة بمسجد أبي بكر يتعرض الإنسان منا لظلم أخيه الإنسان، فيعتدى عليه وعلى عرضه وسمعته بالطعن والسب والقذف والهمز واللمز وغير ذلك، ولا شك أن ذلك يسبب له الألم والحزن، فكم من إنسان غافل كاف عاف، تم الاعتداء والهجوم عليه والطعن فيه زورا وبهتانا ومن دون وجه حق، إما بسبب عدم التثبت أو سوء الظن أو الحسد والغيرة وهذا كثير حتى بين المتدينين والإسلاميين وللأسف الشديد، لأن هناك من الأشخاص والهيئات والجمعيات من لا يرضيهم أن يسبقهم أحد إلى أي عمل خيري او دعوي أو علمي أووطني بل يغيظهم ذلك، وينتج حينها ردود الأفعال غير المتزنة، ولكننا نبشر هذا المظلوم، وذاك المعتدى عليه بأن الله تعالى معه يؤيده وينصره.. وكفى بالله نصيرا.. وكفى به حافظا ومعينا.
كما قال سبحانه وتعالى في سورة الحج: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍٍ». 38الحج
يخبرنا ربنا تبارك وتعالى بأنه يدافع عن عباده المؤمنين الصالحين المتقين الذين أخلصوا له العبادة والدين، وتوكلوا عليه وأنابوا إليه، ويحرسهم ويحفظهم وينصرهم، ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجار، وتآمر أهل الغدر والنفاق، وهجوم الحزبيين المتعصبين المنغلقين على أنفسهم والرافضين لغيرهم.. هل يعقل أن كل من يخالفك برأي سياسي أوديني نهجم عليه ونعتدي على عرضه، ألا يكفي هجوم الأعداء علينا حتى يهاجم بعضنا بعضا؟ ومن أعطاكم حق الوصاية على الآخرين؟ فعلى كل امرئ وجهة عليك أن تعرف حجمها ولا تتعداها.
قال تعالى: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ».
هذا من كرم الله عز وجل وجوده وفضله وعنايته بعبده المؤمن الذي قام بعبوديته، وامتثل أمره واجتنب نهيه، أنه سبحانه وتعالى سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع عنه شر وإيذاء من عاداه وناوأه بسوء.
وقال سبحانه: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ». أي كافيه.
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كنت خلف النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوماً، فَقَالَ: «يَا غُلامُ، إنِّي أعلّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْك - أي: امتثال أوامره واجتناب نواهيه - احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ، وَاعْلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ».
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إلى عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلى مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلى بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ».
فالمؤمن في رعاية الله وحفظه فالحذر ثم الحذر من الاعتداء عليه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن وهو يحبه»، وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ». أي لا تعملوا عملا سيئا فيطالبكم الله تعالى بما عهد به إليكم.
وتصديق ذلك في قوله تعالى في البقرة: «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».
وقوله سبحانه في سورة النحل: «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ،إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ».