عربية ودولية
احتمال بحث صيغة اتحادية بين السعودية والبحرين خلال القمة الخليجية
تاريخ النشر : السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
الرياض- (ا ف ب): يعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمة تشاورية هذا الاسبوع لبحث العديد من الملفات الصعبة واحتمال اقامة نوع من الاتحاد بين السعودية والبحرين.
واوضح مسؤول خليجي رفيع المستوى ان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست سيبحثون يوم الاثنين المقبل في الرياض «نوعا من الاتحاد بين السعودية والبحرين» اكبر دول الخليج واصغرها.
وقال انور عشقي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة ان «موضوع الاتحاد سيكون الاساس في القمة والحديث عنه او اي نوع من الوحدة مرده الضغوط الايرانية والفراغ الاستراتيجي الناجم عن انسحاب الامريكيين من العراق». وتابع عشقي ان «الارادة السياسية هي الاساس في الاتحاد الخليجي لكن هناك تخوف لدى البعض من ان يكون الاتحاد على حساب الدول الصغيرة».
يذكر ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعا الدول الخليجية خلال القمة الاخيرة في الرياض في 19 ديسمبر الماضي إلى «تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد». كما اعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل اسبوعين خلال منتدى الشباب الخليجي ان التنسيق والتعاون بين الدول الخليجية قد لا يكون كافيا داعيا إلى التوصل إلى «صيغة اتحادية مقبولة».
وفي السياق ذاته، عبر عشقي عن اعتقاده بان «الامر سيكون منظما فلدينا تجربة ناجحة جدا في المنطقة وهي الاتحاد بين الامارات السبع»، في اشارة إلى قيام دولة الامارات العربية المتحدة عام 1971.
يشار إلى ان مشاريع عدة من شأنها المساعدة في اندماج دول المنظومة الخليجية التي تاسست عام 1981 في خضم الحرب بين العراق وايران مثل الاتحاد الجمركي والوحدة النقدية لكن لم يتحقق منها شيء.
وتواجه دول الخليج مسائل شائكة كالعلاقات الصعبة مع إيران التي تتهمها دائما بالتدخل في شؤونها الداخلية وتشابكها مع ما يجري في سوريا والبحرين والعراق بالاضافة إلى مخاطر الاحداث في اليمن الذي يبقى مصيره عرضة لاحتمالات شتى.
واضاف رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية «هناك مسائل اخرى تبحثها القمة مثل دعوة إيران العراق إلى الاتحاد والتي تاتي ردا على مشروع الاتحاد الخليجي». وكانت السلطات الايرانية دعت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الاخيرة لطهران الشهر الماضي إلى الوحدة مع ايران.
وختم مشيرا إلى ان القمة ستدرس ايضا «تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل قد تشن حربا على طهران لكونها تضم المتشددين». اما استاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات عبد الخالق عبدالله فقال إن «الموجود في المطبخ الخليجي حاليا هو مسألة الاتحاد». وتابع «نتوقع اعلانا ما بخصوص الاتحاد والحد الادنى ان يكون بشكل ثنائي وربما تنضم دول اخرى لكن ليست كل الدول في مجلس التعاون متحمسة لذلك على اغلب الظن». واضاف «هناك مسائل تقليدية مثل إيران والعلاقات المتوترة معها ومن المتوقع اتخاذ موقف اكثر وضوحا حيال الجزر الاماراتية الثلاث بالاضافة إلى ملفات مرتبطة بايران مثل سوريا، كما ستبحث القمة اليمن كذلك».
بدوره، قال سلمان شيخ من مركز بروكينغز في الدوحة ان «محادثات تجري حاليا بخصوص الاتحاد بين البحرين والسعودية وسيكون امرا مهما معرفة اي نوع من الاتحاد الاقتصادي ام السياسي ام العسكري». وتابع شيخ ان «نتيجة القمة ستكون مؤشرا على طموحات السعودية في الخليج». واشار إلى «التحديات التي تواجه دول الخليج في اليمن حيث الاوضاع صعبة للغاية على كل الصعد واتساءل عما سيفعله السعوديون هناك»، مؤكدا ان «القمة ستبحث ملفات اخرى مثل إيران وسوريا». وكان الفيصل شدد على ان «تجارب الازمات والتحديات السابقة برهنت للجميع حقيقة صعوبة التعامل الفردي من قبل دول المجلس مع تلك الازمات».