الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرأي الثالث


«بحرين جوت تالنت»

تاريخ النشر : السبت ١٢ مايو ٢٠١٢

محميد المحميد



للموسم الثاني على التوالي تعرض قناة (إم بي سي) مسابقة المواهب الشهيرة «عرب جوت تالنت»، والمسابقة كما جاء في موقع «الموسوعة الحرة» تتيح الفرصة لمواهب العالم العربي لاعتلاء خشبة المسرح لعرض أفضل ما لديهم من ابداع أمام لجنة تحكيم متخصصة وأمام الملايين من المشاهدين العرب والتنافس بين بعضهم البعض من أجل نيل الجائزة النقدية الكبرى.
والاشتراك في المسابقة مفتوح أمام كل أنواع المواهب مثل: البهلوانيين، الكوميديين، الراقصين، المغنيين، الموسيقيين، مدربي الحيوانات، فناني السيرك وغيرهم.. ويستطيع أي شخص الاشتراك مهما كان عمره ومهما كان نوع احترافه، بمفرده أو مع مجموعة.
خلال جميع مراحل المسابقة، الثلاثة يبقون جالسين في المسرح وأمامهم طاولة عليها ثلاثة أزرار حمراء تضيء حرف (X) كبير. إذا كبس الثلاثة على الأزرار، هذا يعني أن العرض أو الأداء لم يعجبهم والمتسابق يوقف عرضه ويستمع إلى رأي اللجنة ومبرراتها ويغادر المسابقة، كما يغادر المتسابق إذا حصل على صوتين ضد وواحد لصالحه.
المسابقة تتألف من ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى يتم إجراء مقابلات في عدة دول عربية لانتقاء أفضل المواهب، أما في المرحلة الثانية وهي التصفيات النصف نهائية تختار اللجنة أفضل 48 متسابقا والجمهور في سائر أنحاء العالم العربي يشارك عبر التصويت لموهبته المفضلة عبر الهاتف والرسائل النصية القصيرة، والمرحلة الثالثة والأخيرة هي الحلقة النهائية وفيها أفضل 12 موهبة عربية، والحكم فيها هو المشاهد العربي الذي سيصوت لمن يراه الأفضل، وواحد فقط منهم سيفوز بالجائزة الكبرى المقدمة.
في البحرين نشهد اليوم وللسنة الثانية مسابقة «بحرين جوت تالنت» ويشارك فيها مجموعة من العاملين في الشأن السياسي والحقوقي والإعلامي وكذلك الديني، والمعيار الوحيد والمشترك بينهم هي الصفة الطائفية والعمل ضد الوطن والمواطنين، ويحظى المشاركون بدعم من الداخل والخارج، بجانب ممارسة أسوء أنواع الكذب والفبركة والإستقواء ببيانات «النائحة المستأجرة» في الخارج، باعتبارها صوتا مهما وداعما ومؤيدا لترجيح كفتهم وتبرير سلمية موقفهم، رغم كل الأعمال الإرهابية والتخريبية التي يقومون بها.
جميع المواطنين من الشعب المخلص يتابعون عروض «بحرين جوت تالنت» من كل أنواع البهلوانيين والراقصين بمختلف انتماءاتهم «السياسية والحقوقية والإعلامية وكذلك الدينية»، والغريب أن تقدم كل متسابق من هؤلاء يكون وفق العمل الإرهابي الذي يقوم به، وبالتأكيد كان هناك متسابقون مخضرمون في العمل السياسي، وأسماء بارزة في الجانب الحقوقي، وشخصيات نشطة في الشأن الإعلامي، إضافة إلى رجال دين احتلوا مراكز متقدمة في التحريض والفتاوى.
ربما الفرق الوحيد بين مسابقة «عرب جوت تالنت» التي تعرض على القناة الفضائية ومسابقة «بحرين جوت تالنت» التي تدور في شوارع الوطن ومنابره، بأن هؤلاء جميعا في البحرين خاسرون مهما قاموا به من أعمال وقدموه من عروض، رغم أن الجائزة الوحيدة التي يحصلون عليها من الدولة هي عدم تطبيق القانون الصريح عليهم.. ربما لأن الحكم الأكاديمي «العميد علي» غير موجود في تقييم تلك الأعمال، وإلا لكان قد أشعل «اللمبة الحمراء» وطردهم من أول مشاركة..!!