بالشمع الاحمر
موسى وأبوالفتوح
تاريخ النشر : السبت ١٢ مايو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
ليس الموضوع ها هنا ما دار في المناظرة التلفزيونية الرئاسية بين المترشحين الرئاسيين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح مساء الخميس الماضي، بل ما رافق المناظرة من اهتمام عربي بشكل عام وخليجي على وجه الخصوص في متابعة الحدث التاريخي.
أنظار العرب والخليجيين توجهت إلى شاشات القنوات المصرية التي نقلت المناظرة، وعاشت مدة الحوار كاملة بما تخللها من استراحات وإعلانات تجارية مصرية، فكان الوضع أشبه بالعيش في مصر وأجوائها الرائعة أكثر من 4 ساعات من الزمن.
المناظرة بحد ذاتها كانت راقية، والكثير من النقاط سجلها الطرفان المتناظران لصالحهما، وأجزم بأن بقية المترشحين للسباق الرئاسي المصري قد شعروا بالغيرة وتمنوا لو أنهم هم من خاضوا أول مناظرة رئاسية في تاريخ مصر، وخصوصاً أنها قدمت المترشحين موسى وأبوالفتوح كأقوى المتنافسين على الرئاسة، ولا بد أن يكون لذلك تأثيره في شريحة كبيرة من الناخبين.
الجمهور العربي استمتع واستفاد كثيراً من المناظرة، والإعلام العربي والغربي اهتم بها وأبرزها، والسبب هو أنها في مصر، ولو كانت هذه المناظرة الرئاسية في قطر عربي آخر، في آسيا أو أفريقيا، لما حظيت بهذا الاهتمام وهذه المتابعة. هنا تحديداً يكمن الدليل الواضح على أهمية مصر في كل العالم، وقد قال نابليون بونابرت ذات مرة: «لو لم أكن حاكماً على مصر لما أصبحت إمبراطوراً في فرنسا».
لا أخفي أنني في بداية المناظرة كنت أميل إلى المترشح عمرو موسى، باعتباره العربي القومي والسياسي المحنك والشخصية المنفتحة على الجميع، وأذكر مقولته بأن مصر في حاجة إلى رئيس وليس إلى شخص «لسه بيذاكر»، لكن في الوقت نفسه، لا أنكر أيضاً أن رصيد عبدالمنعم أبوالفتوح زاد في قلبي مع نهاية المناظرة، وأحسست بأنه مخلص في كل ما قاله، وأنه جاء إلى المناظرة من أجل مصر.
المترشحان يستحقان التقدير على ما قدماه من أداء، وهناك آخرون ربما ينتظرون دورهم، وأود أن أرى الفريق أحمد شفيق، وحمدين صباحي، ومحمد سليم العوا، ومحمد مرسي وغيرهم، يخوضون نفس التجربة، ويواجهون بعضهم في مناظرات ارتجالية، فهذا يزيد من مكتسبات مصر قبل الانتخابات الرئاسية، وفي الوقت نفسه يفتح مداركنا السياسية ونحقق منه استفادة بالغة هنا في الخليج وفي سائر أرجاء الوطن العربي.