حول تكريم الأديب تقي محمد البحارنة
 تاريخ النشر : الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
بقلم: يوسف صلاح الدين
الأديب والشاعر تقي محمد البحارنة من الشخصيات البحرينية المعروفة والمحبوبة وله اسهامات مشهودة في مجال الأدب والاقتصاد والتاريخ والتجارة والشعر والسياسة والفكر، وله سجل حافل في خدمة الوطن وقد شغل منصب سفير مملكة البحرين في مصر ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية في الفترة ١٩٧١ / ١٩٧٤ وكان عضوا في مجلس الشورى في الفترة ١٩٩٣ /٢٠٠١، وعضوا في بعض مجالس ادارات المصارف وشركات التأمين وغرفة تجارة وصناعة البحرين، وكان من أعضاء اللجنة الوطنية التي أعدت ميثاق العمل الوطني وصياغة الميثاق وعضوا في لجنة المساعدات الانسانية، وله اصدارات جميلة ومميزة دون بها خواطره شعرا ونثرا منها ثلاثة دواوين شعر مطبوعة باسم ((بنات الشعر)) و((في خاطري يبكي الحنين)) و((من يضيء السراج؟)) وكتاب عن تأسيس نادي العروبة وكتابه الأخير ((أحاديث وسير)).
حاز الأديب وسام الشيخ عيسى من الدرجة الاولى من قبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من قبل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات وجائزة تقدير الدولة للعمل الوطني من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه وشهادة التقدير لرواد الصحافة من قبل اتحاد الصحافة الخليجية وجائزة تقدير رواد الصحافة في البحرين من وزارة الإعلام وشهادة التقدير للعمل الدبلوماسي من وزارة الخارجية لمملكة البحرين.
كرم الدكتور عيسى أمين رئيس جمعية تاريخ واثار البحرين الأديب في مقر الجمعية بالجفير مساء يوم الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٢ وأشاد الاستاذ الشاعر حسن كمال بالأديب بأبيات جميلة وأذكر بعض أبياتها التي بدأها بقوله حبا واكراما وتهنئة:
وختمها:
والقى كذلك الاستاذ منصور سرحان مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي كلمة بهذه المناسبة وبعدها أتحف الأديب الحضور بالقاء قصيدة جميلة ومعبرة وقال:
ابحري.. سيري.. فان الزمان .. توقف يدعوك ٠٠ سيري معي
واتبع الأديب القصيدة بمحاضرة قيمة بعنوان ((أوراق برتغالية)) عن فترة احتلال البرتغال للبحرين وأشار فيها إلى بداية علاقته مع البرتغاليين في مصر عندما قام باصدار تأشيرات لهم لزيارة البحرين لتنفيذ مشروع الحوض الجاف وزيارته بعد ذلك للبرتغال واعجابه بدقة واهتمام القائمين على المتحف واعداد الوثائق التي طلبها عن البحرين خلال فترة الاحتلال البرتغالي وكان من حسن حظه تزويده بميكروفيلم اعد في السابق خصيصا لمحمد رضا بهلوي شاه إيران السابق بمناسبة احتفاله الاسطوري بمرور ٢٥٠٠ سنة على قيام الامبراطورية الفارسية الأخمينية في مدينة برسبوليس المعروفة بتخت جمشيد في اكتوبر ١٩٧١ ولكن الأديب واجهته مشكلة في ترجمة الوثائق المكتوبة باللغة البرتغالية القديمة وهي غير مستخدمة الآن وتختلف عن اللغة الحالية مما تطلب ايجاد اشخاص يتقنون اللغة البرتغالية القديمة حتى يمكن ترجمة الوثائق المطلوبة إلى اللغة البرتغالية الحالية وترجمتها بعد ذلك إلى اللغة الانجليزية ومن ثم ترجمتها إلى اللغة العربية، وهذه الوثائق جزء بسيط من وثائق عديدة تخص المنطقة، ودعا الاديب الجهات المختصة إلى الاهتمام بهذه الوثائق ونشرها وخاصة ان الوثائق البرتغالية ليسـت مقتصرة كلهـا عـلى المراسلات العسـكرية وجـباية الـضرائب وان هناك كثيرا من الوثائق تشير إلى أحداث اجتماعية وتاريخية وسياسية ومن الوثائق التي ذكرها وثيقة تشير إلى وصول مبعوث من البحرين إلى هرمز ومعه ٥ أكياس من الأرز ورسالة من حاكم هرمز مكتوبة باللغة العربية يشكو فيها من القائد البرتغالي الفونسو دي البوكيرك لانه استولى على بيت عائلته، كما ذكر الأديب معلومات تاريخية شائقة عن استخراج اللؤلؤ البحريني المعروف منذ ذلك الوقت بجودته، وأشار إلى استخدام كلمة الخليج العربي وبحر فارس وبحر العرب في الوثائق البرتغالية، وذكر عن تجارة الخيول العربية الرائجة في المنطقة في ذلك الوقت وعن قلاع البحرين وقراها.
كرم الأديب في مقر مركز عيسى الثقافي مساء يوم الاثنين ٢٣ ابريل ٢٠١٢ خلال الاحتفال باليوم العالمي للكتاب الذي كان تحت رعاية رئيس مجلس امناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الذي أناب الاستاذ د.محمد جابر الانصاري نائب رئيس مجلس امناء المركز بتكريم الأديب والقى كلمة بهذه المناسبة، كما أشاد الاستاذ منصور سرحان بجهود الاديب الأدبية والوطنية وبعد ذلك قام الأديب بقراءة بعض القصص من كتابه ((أوراق ملونة)) خلال تكريمه كقصة ((الجناح الطائر)) و((الدوامة)) و((البحيرة)) وخلال هذه القراءة تعايش الحضور مع الأديب الذي أثبت أن له قدرات استثنائية استطاع من خلالها بأسلوب بسيط وشائق نقل الحضور إلى اجواء الماضي الجميلة وجعلهم يستوعبون الزمان والمكان والحياة البسيطة التي كانت سائدة في ذلك الوقت وخاصة عند قراءته قصة ((الدوامة)) وكذلك شعر الحضور بأنهم كانوا مع الأديب في الطائرة وعايشوا المشاهد التي ذكرها الأديب خلال قراءته قصة ((الجناح الطائر)) وعند قراءة قصة ((البحيرة)) فقد جعلني الأديب أسترجع في ذاكرتي سيمفونية موسيقية مشهورة باسم ((بحيرة البجع)) وهي احدى روائع الموسيقار الروسي المشهور بيتر اليستش تشايكوفسكي.
تكريم الأديب مرتين خلال الشهر الماضي هو تكريم للوطن والادباء والشعراء والمؤرخين والوطنيين الذين يكونون جميع أطياف المجتمع البحريني المتحاب والمتكاتف.
.