أخبار البحرين
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:
على الخطباء والأئمة نبذ الفرقة والطائفية
تاريخ النشر : الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
شدد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في جلسته أمس على ضرورة صون الوحدة الوطنية، وعدم تعريض النسيج الاجتماعي للتصدع، داعيا علماء الدين والأئمة والخطباء إلى تجنيب المجتمع المزالق الطائفية.
وأكد المجلس برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة أن المنبر الديني يضطلع بدور حيوي ومهم منذ القدم في بناء المجتمع وتنشئته على القيم والمثل الإسلامية الأصيلة، وتوجيه المسلمين والتأليف بين قلوبهم والإسهام في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة والطائفية، فلا ينبغي استغلاله فيما يعكر الصفو العام أو يمزق الأمة.
(التفاصيل)
شدد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جلسته الاعتيادية المنعقدة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس وبحضور وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة على ضرورة صون الوحدة الوطنية وعدم تعريض النسيج الاجتماعي للتصدلاع، لافتًا إلى أنَّ أيَّ مكتسبات لن يكون لها أثرها إلا في مجتمع موحَّد متحاب مما يحتم على الجميع الدعوة إلى الاعتصام بحبل الله وعدم تفريق الأمة وتمزيقها من أجل أغراض شخصية أو فئوية.
ودعا المجلس في هذا السياق علماء الدين والأئمة والخطباء إلى تجنيب المجتمع المزالق الطائفية، مؤكدًا أنَّ المنبر الديني يضطلع بدور حيوي ومهم منذ القدم في بناء المجتمع وتنشئته على القيم والمثل الإسلامية الأصيلة، وتوجيه المسلمين والتأليف بين قلوبهم والإسهام في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة والطائفية، فلا ينبغي استغلاله فيما يعكِّر الصفو العام أو يمزِّق الأمة.
وأجمع أصحاب الفضيلة الأعضاء على إصدار بيان من المجلس، وفيما يأتي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه الميامين.. وبعد
فإنَّ أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من الطائفتين الكريمتين يتابعون بقلقٍ كبير تصاعد موجة العنف والتحريض والكراهية، مما يتهدَّد مستقبل وطننا وأهلنا وإرثنا الثقافي والاجتماعي فمن منطلق المسؤولية الشرعية والوطنية، واستشعارًا لدقة المرحلة التي تمر بها بلادنا، يؤكد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين عددا من النقاط في هذا البيان، وهي:
أولاً- يدعو المجلس إلى الالتزام بما فرضه الله تعالى بتحكيم موازين الشرع الحنيف ومبادئ الدين في علاقاتنا كلها، وانتهاج الأساليب الشرعية استذكارًا لقوله تعالى: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) (آل عمران/103)، وقوله تعالى: ((وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) (الأنفال/46)، وقول نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم): ((أَيلاهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ، أَلَا فَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَصَللاوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَحُجلاوا بَيْتَ رَبِّكُمْ وَأَدلاوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طِيبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ، وَأَطِيعُوا وُلَاةَ أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ)) (الوسائل: الحديث 25).
ثانيًا- يؤكد المجلس أنَّ ما يجمع شعبنا من وشائج الأخوة في الوطن ورابطة الدين والمصاهرات والعيش المشترك أكبر مما يثيره المتربصون به لبث الفرقة بين أبنائه وفئاته ومكوناته.
ثالثًا- يستنكر المجلس أي خروج بالمنبر الديني عن المسار السوي والانحراف به عن غاياته السامية النبيلة، واستغلاله في تحقيق مآرب شخصية أو طائفية أو سياسية مما يتسبب في تشويه رسالته السمحة النقية، داعيًا شعب البحرين المسلم إلى الحذر من الانجرار خلف دعوات الفرقة والطائفية، مؤكدًا الحاجة إلى تحكيم العقل والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم السير خلف من يستغلون المنابر في الدعوة إلى الفرقة والتحريض على العنف إعمالاً للمقاصد العامة في شريعتنا الغراء وتمسكًا بالنهج الحكيم المستمد من الدين الحنيف، مشددًا على حرمة التبعية لدعاة التخريب والترهيب وسائر أعمال الإرهاب، ومؤجِّجي نار الفتنة الطائفية ومفرِّقي الكلمة.
رابعًا- يدعو المجلس إلى الوحدة وجمع الكلمة والإلفة بين أبناء الوطن الواحد، متمثلين قوله تعالى: ((وَإِنَّ هَ؟ذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبلاكُمْ فَاتَّقُونِ)) (المؤمنون: 52)، معربًا عن ثقته في حكمة الشعب البحريني ورغبتهم الملحة في استتباب الأمن والأمان في المجتمع.
خامسًا- يشيد المجلس بالتعديلات الدستورية التي صدَّق عليها جلالة الملك ويأمل أن تفتح آفاقًا أوسع للمشاركة في القرار وتعزيز الأدوات الرقابية والتشريعية، مؤكدًا المجلس التزام الأساليب الدستورية للتعبير عن الرأي واحترام القانون لما فيه خير البلاد وسلامة المجتمع، مذكرًا بأنْ لا أحد فوق القانون.
سائلين الله القدير أن يحفظ مملكة البحرين وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه، ويديم على أهلها نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والله ولي التوفيق.
وكان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قد عقد جلسته الاعتيادية يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 8 مايو 2012 في قاعة الاجتماعات بمبنى المجلس، واطلع فيها على نتائج الاجتماع الأول للجنة مراجعة مصحف البحرين، ورحب بتلك النتائج متمنيًا التوفيق للجنة المراجعة.
كما بحث المجلس في جلسته خطته لاستضافة بعض المؤتمرات، واستعرض عددًا من الطلبات التي تسلَّمها للترخيص لتأسيس بعض الجمعيات الإسلامية ولدعم بعض المعاهد والحوزات الدينية، وأحالها الى اللجان المختصة لبحثها ورفع التقارير بشأنها.
وفي ختام الجلسة، وقف المجلس على آخر المستجدات بشأن مشروعات بناء الجوامع التي يتبناها المجلس، موجِّهًا إلى تسريع وتيرة العمل لإنهائها وتسليمها إلى القيِّمين عليها لتأخذ دورها المحوري في نشر الثقافة الدينية وتربية المجتمع على الرشيدة.