الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

في تجربة رائعة جمعت 300 شخصية نسائية

بنات فريج الفاضل يبدأن لقاءات لمّ الشمل

تاريخ النشر : الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢



تحولت صالة نادي الخريجين بالعدلية أمس إلى محطة جمعت ما يقارب 300 من نساء فريج «الفاضل»، محولين الصالة إلى عيد للفريج، كما أطلقوا عليه.
اجتماع نساء الفريج جاء من بعد تخطيط لـ7 نساء من ذات الفريج، وهن: وداد الفاضل، فوزية زباري، وعفاف الحمر، ومها الزامل، وفاتن القصير، وحياة المهزع.
وأكدت ابنة الفريج ومنظمة اللقاء، وداد الفاضل أن فكرة اللقاء جديدة من نوعها، وتعد الأولى في البحرين، والهدف منها التواصل وتقديم المساعدة الى المحتاج من أهل الفريج، وبينت أن شعب البحرين متماسك رغم الأزمة التي مر بها.
وذكرت أن أهل الفريج متعطشين لأجل أن يكون يتواصل اللقاء بشكل شهري أو أكثر، مطالبين بأن يوفر لهم صالة للمناسبات في حيهم لأجل ذلك.
وقالت مديرة إدارة التربية الرياضية والكشفية بوزارة التربية والتعليم، شيخة الجيب إن التقاء جمع نساء فريج الفاضل ليثبت للكل أن أهله لا يعترفون بالطائفية، وأن أهل البحرين ما زالوا متحابين سواء أكانوا سنة أو شيعة، معتبرةً ما مرت به البحرين من أحداث أخيرة ليست سوى زوبعة وستمضي.
ولفتت إلى أن اللقاء جاء من بعد سنوات طويلة، فرق الزمن والأيام بين أبناء الفريج إثر مشاغل الحياة اليومية، وأضافت: اللقاء شمل صغار وكبار الفريج، وذلك حتى ينقل الكبار ما اكتسبوه من أخلاق ومبادئ للأبناء، متمنية أن تلبي بقية «الفرجان» ذات الدعوة للاجتماع لأجل خير البحرين.
وقالت «اعتاد أبناء الفريج أن تكون بيوتهم مفتوحة للجميع، لأبناء الفريج وأبناء البحرين، وكانوا يتشاركون الأفراح والأحزان».
أما العضو بعدد من الجمعيات الأهلية وابنة فريج «الفاضل»، سوسن قمبر قالت أن أهل الفريج كانوا يودون الالتقاء منذ بداية الأحداث، والحاضرون اليوم هم من السنة والشيعة، حضروا لأجل إثبات أن لا شيء حصل خلال الأحداث الأخيرة.
أما ابنة طاهر قلادري تتذكر كيف كانت والدتها تفتح بيتها لأبناء الفريج لتدعوهم لشرب القهوة والشاي بعد عودتهم الى الفريج عصرا، ولأكل البطيخ الأحمر في شهر رمضان، وتابعت: الفريج كان يجمع عددا من الأعراق من عرب وعجم وباكستانيين، إذ جمع بيت الخاجة والشيخ والزامل والبسام والمهزع.
بينما عفاف الحمر، ابنة الفريج اعتبرت فريجها خلطة عجيبة شملت السنة والشيعة من أبناء البحرين والسعودية لم تحصل في أي مكان آخر، وكانت ذات وضع خاص، إذ كان الكل متحاب ناقلين عنه صورة مصغرة للبحرين.
وأشارت إلى أن أبناء الفريج كانوا جميعهم يستقبلون السنادوة «الهنود» عند وصولهم ويقدمون إليهم الملابس والثياب، كبيرهم وصغيرهم، وأردفت قائلة «أمهات الفريج ربين الأبناء التربية الصالحة، ونقلن بذلك ما اكتسبنهن من أمهاتهن».
وتتذكر الشاعر السعودي الذي تربى في البحرين، وبالتحديد في فريج «الفاضل»، غازي القصيبي، وتقول «أمهات وأبناء بيت القصيبي ما زلن حاضرات في الفريج، وولدوا في البحرين.. كان عمي يرسلني مع كتبه الى غازي القصيبي لأجل أن يتزود منها، وكذا القصيبي»، وتتابع: الفريج كان عبارة عن مكتبة متحركة بين أبنائه.
ويعد فريج «الفاضل» أحد فرجان العاصمة المنامة «الفريج» المعروفة، وهو على رغم مرور الأيام وتواتر الزمن وفقدانه الصباحات الجميلة التي كانت تجمع كل فئات المجتمع من تجار ومثقفين وزوار وسياح والعوام من أهل البحرين وأهل الخليج، لا يزال من الشواهد على التلاحم التليد بين الطائفتين الكريمتين.
وكان يعد الحي محل سكنى للكثير من التجار الخليجيين والعرب، ومثل للتواصل بين مختلف الفئات، ويعد جامع «المبارك» أكبر شاهد يتحدى الزمن، ويقف في وجه رياح التغيير بعد مرور السنين، رافضاً إلا أن يكون رمزاً إسلامياً بحرينياً أصيلاً منذ إنشائه قبل 150 عاماً، ويقدم الجامع على مر التاريخ شهاداته على الروح البحرينية النقية المعطاءة التي مثلتها عائلة «آل سعد» التي كان وما زال، لها شرف إمامته والخطابة فيه.
وتقول بعض الروايات، إن الجامع خضع للتجديد أول مرة في عام 1962 على يد مهندس إيطالي يدعى «باتروكي»، وهو صاحب فكرة استخدام قطع السيراميك صغيرة الحجم في سطح المنارة الخارجي.