عربية ودولية
محادثات إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تختبر نوايا طهران الدبلوماسية
تاريخ النشر : الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
فيينا - (د ب أ): قال دبلوماسيون وخبراء إن اجتماعا بين مفتشين نووين دوليين بارزين ومسئولين إيرانيين، من المقرر أن يبدأ غداً الاثنين في فيينا، سيختبر ما إذا كانت إيران جادة بشأن إيجاد حل للأزمة النووية.
وترغب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن توافق إيران على خطة عمل للتحقيق بشأن مشروعات تطوير أسلحة نووية مزعومة، كما ترغب في السماح الفوري بدخول موقع «بارتشين» العسكري بالقرب من طهران. وفشلت جولتان سابقتان في يناير وفبراير الماضيين.
وتجرى المحادثات غداً الاثنين بينما تستعد الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وألمانيا لعقد اجتماع مع إيران في 23 مايو الجاري ببغداد.
وتسعى القوى الغربية الكبرى الى بناء الثقة في زعم إيران أنها لا تعتزم صنع أسلحة نووية، وذلك عبر فرض قيود على البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم.
وقال أولي هاينونن، كبير مفتشي الوكالة السابق، والمحلل النووي الأمريكي ديفيد ألبرايت، في تعليق الأسبوع الماضي، إن اجتماعات فيينا وبغداد مرتبطة ببعضها.
وقال الخبيران اللذان عملا في جامعة هارفارد ومعهد العلوم والأمن الدولي على التوالي، إنه «لن يتأتى تطوير الثقة في أن إيران لا تسعى الى امتلاك أسلحة نووية في الوقت الراهن، إلا من خلال فهم الأنشطة النووية العسكرية السابقة لإيران».
وقال دبلوماسي أوروبي في فيينا إن «الاجتماعين فرصة طيبة لمعرفة ما إذا كانت إيران ترغب حقا في الانخراط في العملية».
ومع هذا، قال عدد من الدبلوماسيين الذين يتابعون عن كثب تفاعلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع طهران إنهم ليسوا متفائلين بشأن اجتماع فيينا. وقالوا إن إيران لم تشر إلى تغيير موقفها منذ المحادثات النووية السابقة، التي انتهت من دون إجابة.
وذكر دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن «الموقف الإيراني لم يتغير. يبحثون عن اتفاقية عمل إطارية قبل توفير إمكانية دخول المواقع التي تسعى إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وعلى النقيض، تصر الوكالة الدولية على زيارة فورية لبارتشين للتحقيق في تجارب رؤوس نووية سابقة محتملة، حتى لو استغرق التوصل الى اتفاق بشأن خطة العمل بعض الوقت.
وتكمن مشكلة أخرى في أن إيران ترغب في الرد على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مشروعات عدة وخاصة بالأبحاث والتطوير مثيرة للريبة خطوة بخطوة، ولا ترغب في أن تناقش الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة أخرى المشروعات التي تمت الإجابة عليها.
وفي طهران، قالت مصادر متابعة لشئون السياسة النووية إن اجتماع فيينا هو خطوة مهمة على الطريق إلى بغداد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست إن بلاده مستعدة للسماح بزيارة موقع بارتشين «بإرادة منها وكبادرة على حسن النوايا»، بينما أوضح أن هذا لن يحدث إلا إذا حصلت إيران على شيء ما في المقابل.
وترغب إيران في رفع العقوبات والاعتراف بحقها في تطوير تقنية نووية سلمية. وأشارت إلى أنها مستعدة للرد بصورة إيجابية من خلال الحد من برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو من خلال السماح بمزيد من عمليات التفتيش غير المرغوب فيها للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومع هذا، يعود الأمر الآن الى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا للرد على هذه المطالب في بغداد، حيث إن المحادثات في فيينا ستركز في الشروط التي يمكن بموجبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء تحقيقها.
وقال دبلوماسيون إنه على الرغم من أن عدم إحراز تقدم في مرحلة الاستعداد لجولة فيينا، وربط طهران بين محادثات فيينا ومحادثات بغداد، الا يعطي سببا للتفاؤل إلا انهم لم يفقدوا الأمل.
وذكر دبلوماسي يقيم في فيينا أن تمخض محادثات فيينا عن نتيجة سلبية لا يعني تلقائيا أن جولة بغداد مع القوى الغربية الكبرى ستبوء بالفشل. وقال دبلوماسي آخر يتابع شئون الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن «الأمر الجيد هو أن المحادثات متواصلة».