عربية ودولية
الإسلاميون يهددون باعتماد الخيار التونسي للتغيير في الجزائر
تاريخ النشر : الاثنين ١٤ مايو ٢٠١٢
الجزائر- (ا ف ب): هدد الاسلامي المتشدد عبدالله جاب الله بثورة في الجزائر على الطريقة التونسية لاحداث التغيير الذي فشل فيه الاسلاميون عن طريق الانتخابات، لكن الاسلاميين المعتدلين غير مستعدين للسير في هذا الطريق. وتوعد عبدالله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية الاسلامي المتشدد باعتماد «الخيار التونسي» من اجل التغيير في الجزائر، بعد فشل الاسلاميين في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس وفاز بها الحزب الحاكم.
وقال في تصريح لوكالة فرانس برس «السلطة أغلقت باب الأمل في التغيير عن طريق الصندوق ولا يبقى للمؤمن بالتغيير الا الخيار التونسي». وتابع «طال الزمن او قصر فإن الخيار سيكون مثل الخيار التونسي» الذي اطاح بالرئيس زين العابدين بن علي واوصل حركة النهضة إلى السلطة.
وبحسب النتائج الرسمية للانتخابات، فاز حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم بـ220 مقعدا من أصل 462 يليه حليفه في التحالف الرئاسي «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي حصل على 68 مقعدا. ولم تحصل الاحزاب الاسلامية السبعة مجتمعة سوى على 59 مقعدا منها سبعة مقاعد لجبهة العدالة والتنمية.
واكد جاب الله انه كان ينتظر ان يفوز حزبه بـ65 مقعدا، بالاعتماد على «عمليات سبر الاراء التي قامت بها السلطة». ووصف الانتخابات بانها «مسرحية رتبت نتائجها سلفا». وقال «نحن لا نعترف بهذه النتائج لانها تشكل عدوانا على ارادة الامة وتؤسس لحالة من اللا أمن واللا استقرار».
كما هدد جاب الله (56 سنة) الذي ترشح لمنصب رئيس الجمهورية مرتين (1999 و2004) «بانسحاب كل الاحزاب التي ترفض نتائج الانتخابات من البرلمان». وقال «نحن بصدد مشاورات مع كل الاحزاب لاتخاذ موقف موحد بهذا الشأن، وانه في حال اتخذ هذا الموقف فان جبهة العدالة والتنمية ستكون في طليعة المنسحبين».
وقبل ان تحصل هذه المشاورات، أكد عبدالرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى في حركة مجتمع السلم «من حقنا الاعتراض على النتائج والطعن فيها لدى المجلس الدستوري». واضاف في تصريح لوكالة فرنس برس تعليقا على تهديدات جاب الله «نحن لا نتحمل مسؤولية اي تصعيد او تهديد لأمن واستقرار البلد».
واكدت أحزاب التحالف الاسلامي التي تضم حركات الاصلاح والنهضة ومجتمع السلم مباشرة بعد إعلان النتائج يوم الجمعة ان نتائج الانتخابات التشريعية التي اعطت الفوز للحزب الحاكم، تعد «تراجعا» عن الديمقراطية وان «الربيع الجزائري صار مؤجلا».
وقال ابوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أهم حزب في «تكتل الجزائر الخضراء»، «راهنا على ان يكون 10 مايو ربيعا ينبت الازهار، الا ان الربيع الجزائري صار مؤجلا»، في اشارة إلى الربيع العربي الذي اوصل الاسلاميين إلى السلطة في تونس ومصر والمغرب.
واعلن التحالف الاسلامي انه «سيتشاور» مع الاحزاب الاخرى «من اجل قراءة سياسية لهذه النتائج لاتخاذ مواقف مشتركة». كما ستعقد الحركات الاسلامية الثلاث اجتماعات «طارئة» لمجالس الشورى الخاصة بها في عطلة نهاية الاسبوع. وأكد سعيدي ان مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم «سيقيم نتائج الانتخابات والخيارات السياسية للحركة وتحالفاتها، وبناء عليه تكون المواقف». وتابع «في جميع الاحوال نحن لن نتخذ اي اجراء خارج القانون».
وتعليقا على هذه النتائج، قال وزير الداخلية دحو ولد قابلية خلال مؤتمر صحفي الجمعة ان «الشعب صوت لمن يعرفهم ويثق فيهم». وبخصوص تهديد الاسلاميين قال «اذا رأى (احد) ان هناك تزويرا عليه ان يتقدم بالطعون امام لجنة الانتخابات، كما ان هناك المحاكم والمجلس الدستوري» اعلى هيئة قضائية في البلاد.
ومنذ انطلاق الثورات في تونس ومصر وليبيا والسلطة في الجزائر تطمئن الشعب والعالم الخارجي ان رياح الربيع العربي لن تصلها لأنها «قامت بثورتها في 1988» عندما انهى الجزائريون النظام الاحادي واجبروا السلطة على اعتماد التعددية الحزبية في دستور 1989.