الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧١ - الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

ثلثاء المعتوق


ندوة الحدي





تجمعت عقول المدربين الفنية في ندوة جميلة سبقت اللقاء المرتقب بين الأهلي وباربار في نهائي دوري اليد أطلقوا عليها ندوة الحدي حيث كان التجمع في ضيافة المدرب الوطني القدير خالد الحدي، وارتأى الحاضرون الكبار أن يتمحور الحديث في الندوة حول التوقعات المستندة إلى التحليل الفني عن هوية البطل القادم، وأجمع المدربون من دون انقسام على أن الندية والإثارة والحماس والاستمتاع سوف تكون حاضرة بقوة في المباراة النهائية، ومن الجانب الآخر تباعدت الآراء حول شخصية الفريق البطل، وتوزعت أصوات المدربين الثمانية الحاضرة مناصفة بين الأهلي وباربار في حين اتخذ المدرب خالد الحدي دور المحايد في إدارة الندوة، ولم يستخدم التحايل أو الابتزاز أو التهديد للموجودين بسحب العشاء الفاخر من على الطاولة، والجميل في مداخلات المدربين أنها جاءت شاملة في التحليل بدءا من الجوانب الفنية والبدنية والذهنية والنفسية للاعبين، وقراءة شخصية متمعنة للمدربين، وإبراز الأوراق المتاحة للاستخدام لكلا الجهازين الفنيين، ووضع الفرضيات والحلول، والذهاب إلى مراجعة نقاط الضعف والقوة، مرورا بالمطبات الهوائية، والتحليق الآمن للفريقين، خلال المسيرة الطويلة في الدور التمهيدي والدورة السداسية وصولا إلى المربع الذهبي.

ولفت الانتباه إلى أن المصوّتين لصالح فوز الأهلي بالبطولة يؤكدون عامل الخبرة والتجارب الميدانية الناجحة التي تميز لاعبي الأهلي عن غيرهم في المباريات النهائية مستندين إلى تجارب الفريق الأهلاوي القريبة وقدرة لاعبيه على قلب الموازين والعودة إلى أجواء اللعب حتى ولو كان ذلك من خرم إبرة، في الوقت الذي استند المدربون في ترشيحهم لفريق باربار على حيوية اللاعبين الشباب والربيع العربي إضافة إلى وجود البديل الناجح على مقعد البدلاء الذي يصب في صالح فريق باربار، فيما أشار أحد المدربين الكبار في الندوة الى أن الصراع على البطولة سوف يكون محصورا بين اللاعبين داخل الملعب مستبعدا أن يكون للجهازين الفنيين أي تأثيرات ذات مغزى فني على تغيير النتيجة، إلا أن البعض تحفظ على الفكرة وأكدوا أن تأثير الطاقم التدريبي سيبقى موجودا ولكن في حدود معينة بإدخال التعديلات الفنية على مجريات اللعب في الجانب الدفاعي والهجومي الذي من شأنه قلب الطاولة، واتفق المدربون على ان أوراق الفريقين مكشوفة، ولا توجد أسرار أو مفاجآت مرتقبة. وبالفعل جاءت المباراة مثيرة ورائعة حماسية جميلة، وكان المدربون المتواجدون في الندوة التي استمرت إلى ما بعد منتصف الليل، حاضرين بقوة في المنصة الرئيسية بصالة اتحاد اليد بأم الحصم يتابعون كل صغيرة وكبيرة ويتبادلون النظر بابتسامات ساخرة ومعبرة بين فترات تقدم الأهلي وعودة باربار إلى أجواء اللعب، ويشيرون في كل فترة يكسبون فيها الرهان خلال اللقاء إلى أنفسهم وكأنهم يقولون (نحن المحقّون).

وبالمجمل جاءت المباراة بحسب توقعات المدربين وتحليلاتهم، وبالفعل استطاع عامل الخبرة بالنادي الأهلي أن يتغلب على حيوية ونشاط الشباب بنادي باربار، كما أن قيادة الأهلي الخبيرة داخل الملعب ودورها في إدارة الوقت وتوزيع الجهد والضرب في الوقت المناسب أربكت حسابات باربار الذي بدأ يفقد حيويته مع إصابة المبدع محمد المقابي، والضارب علي عبد القادر في المرحلة الصعبة من عمر المباراة، ولم يتمكن المدرب العراقي القدير بتغييراته الفنية من التصحيح، في الوقت الذي وجد لاعبو الأهلي الطريق سالكا لمضاعفة الضغط على باربار الذي أعلن هزيمته قبل بداية الشوطين الإضافيين، نبارك للنادي الأهلي إدارة وجهازا فنيا ولاعبين وجماهير الحصول على بطولة الدوري ونبارك لباربار المستوى المتقدم والمشاركة في الإثارة والندية والحماس وإعطاء الطابع الحضاري في تقبل الهزيمة، والشكر موصول إلى طاقم التحكيم البحريني حسين الموت وعلي عيسى وإلى المراقب الفني صالح عاشور رئيس لجنة الحكام في اتحاد الإمارات لكرة اليد وإلى كل الجماهير الحاضرة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة