عربية ودولية
الجيش اللبناني يستكمل انتشاره في مناطق الاشتباكات في طرابلس
تاريخ النشر : الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢
طرابلس - (ا ف ب): استكملت وحدات من الجيش اللبناني أمس الثلاثاء انتشارها في المناطق التي شهدت اشتباكات في مدينة طرابلس (شمال) على مدى ثلاثة ايام اسفرت عن مقتل تسعة اشخاص وجرح عشرات آخرين، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان «اطلاق النار توقف في طرابلس، والوضع الامني الذي ساد خلال اليومين الماضيين انتهى». واضاف ميقاتي خلال لقاء له مع صحفيين في مقر رئاسة الحكومة «الساعات الثماني والاربعون الماضية كانت صعبة»، مشيرا إلى انه اجتمع مع «كل الاطراف السياسيين المعنيين بالوضع في طرابلس ومع قادة سلفيين وتم التفاهم على امور عدة، بينها وقف النار». وقال ميقاتي ان هناك «اعتصاما سلميا غير مسلح لا يزال قائما في طرابلس على خلفية مشكلة الموقوفين الاسلاميين»، لكن «حمل السلاح والاخلال بالامن امر غير مقبول». واوضح انه تم التوصل إلى وقف النار ونشر الجيش بفضل «حكمة الجيش وتعاون قيادات طرابلس».واندلعت الاشتباكات في طرابلس بين مجموعات مسلحة سنية وعلوية ليل السبت بعد مرور ساعات على توقيف الاسلامي شادي المولوي بتهمة الارتباط «بتنظيم ارهابي». بينما يقول افراد عائلته والتيار الاسلامي في اكبر مدن شمال لبنان ان سبب توقيف المولوي هو تقديمه المساعدات إلى اللاجئين والمعارضين السوريين. ويتهمون بعض من في السلطة في لبنان بتنفيذ «اوامر سورية». ونفى رئيس الحكومة ان «يكون العنصر السوري» هو سبب التوقيف. الا انه قال «لا شك ان هناك انعكاسا للاوضاع في سوريا على لبنان، فان لبنان وسوريا متداخلان بشكل كبير، واي سيناريو في سوريا سوف ينعكس على لبنان. لذلك، نعمل على منع اي تأثير سلبي ونضع مصلحة لبنان نصب اعيننا».
وتابع «نحن على فوهة بركان. المتغيرات سريعة في المنطقة وهي بالطبع تؤثر على لبنان»، مضيفا «لكنني اكثر اطمئنانا من الساعات الماضية، وسنبذل كل الجهد من اجل تدعيم الاستقرار».
وانتشر الجيش جزئيا ليل الاثنين الثلاثاء في اثنتين من مناطق الاشتباك، منطقة «حي الاميركان» ذات الغالبية العلوية، ومنطقة «مشاريع الريفا» ذات الغالبية السنية. ومنذ السادسة صباحا دخلت مدرعات الجيش إلى شارع سوريا الفاصل بين باب التبانة ذات الغالبية السنية المناهضة للنظام السوري وجبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري.
وانتشر الجيش بعد ذلك في كل المناطق التي شهدت الاشتباكات. ورافق انتشار الجيش دخول جرافات عملت على رفع الاتربة والحواجز التي وضعها المسلحون. كما قامت بسحب القذائف والقنابل غير المنفجرة المنتشرة بين الاحياء السكنية والمنازل.
وتعمل فرق تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان على اعادة وصل التيار الكهربائي بعد الاضرار التي لحقت بالشبكة العامة جراء المعارك. وفي ساحة النور عند مدخل طرابلس الجنوبي، يتابع الاسلاميون اعتصامهم مطالبين بالافراج عن المولوي وعن موقوفين اسلاميين آخرين مضى على توقيفهم سنوات من دون ان يحالوا إلى المحاكمة. وقد نصبوا خيما في المكان منذ يوم السبت. وانتقد عدد كبير من القيادات السياسية السنية استدراج المولوي إلى مكتب النائب والوزير محمد الصفدي في طرابلس من اجل توقيفه. وقال ميقاتي نفسه «ان طريقة اعتقال شادي المولوي غير عادية وغير لائقة وغير مقبولة، اذا كانت هناك استنابة قضائية في حقه، يمكن توقيفه باي طريقة، لا في مكتب وزير ونائب». وقال إن القضاء سيقول كلمته في ما اذا كان المولوي مذنبا حقا ام لا.
«اما بالنسبة إلى الموقوفين الاسلاميين الآخرين المتهمين بمعظمهم بالمشاركة في المعارك بين حركة فتح الاسلام المتطرفة والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين عام 2007، فأشار رئيس الحكومة إلى انه تبلغ من وزارة العدل ان «مطالعة المدعي العام في حقهم اصبحت جاهزة وسيصدر قرار ظني قريبا»، وان القضاء سيفصل في مسألة توقيفهم. وتشهد مدينة طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني توترات مستمرة اججها اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل اكثر من عام.