الجريدة اليومية الأولى في البحرين


زاوية غائمة


عروس بريال وفأر بدلا من الفلوس

تاريخ النشر : الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢

جعفر عباس



في محافظة الطائف بالسعودية، تقدم شاب لخطبة إحدى قريباته، فحصل على «الموافقة»، وكانت المفاجأة أن والد الفتاة قال له: على بركة الله، روح هات المأذون، وتلجلج الشاب: خير يا عمي، بس أعطني فرصة أدعو بقية الأهل وأجهز نفسي، فكان رد والد الفتاة: الزواج سيتم الآن بمن حضر.. هات ريالا واحدا.. فقدم له الشاب ريالا وهو مرتبك، فكانت المفاجأة الثانية قول الأب له: خلاص يا ابني الحين أنت دفعت المهر، ثم صاح في عياله: نادوا فلانا وفلانا من الجيران ثم ذبح خروفين وأطعم الحضور، ثم أعلن الأب اكتمال وانتهاء مراسيم الزواج، ولأنه رأى العريس في حالة ذهول فقد أجلسه قربه وقال له: شوف يا ابني، لو تبغي تتزوج بنظام حجز الصالات ودعوة الأهل من الشرق والغرب والشمال والجنوب، فسيكلفك ويكلفهم هذا الآلاف المؤلفة، وأنت وزوجتك أولى بكل هللة وريال.. وعندي بنتان سبق لي تزويجهما بمهر قدره ريال ووليمة من خروفين.. مبروك، خذ عروسك وتوكل على الله.
هذا العريس «أمه داعية له»، فوجد النسيب الذي يتمناه كل شاب مقبل على الزواج، وكم من شابٍّ شاب رأسه وهو يحسب تكاليف ما سيقدمه للعروس من مجوهرات وهدايا وأجرة الصالات، وتنتهي مراسيم الزواج فيتوجه بسيارته مع العروس إلى محطة بنزين في طريقهما إلى المطار او الفندق او بيت الزوجية، وبعد تعبئة خزان السيارة بالبنزين يدخل يده في جيبه ولا يجد إلا ما يعادل ريالا واحدا، فيخرج من السيارة محرجا ويخاطب عامل محطة البنزين في همس: شوف رفيق.. هادا نفر داخل سيارة عروس جديد.. وانا ما معي فلوس الحين.. خذ هاذي ساعة رولكس يساوي 15 ألف دولار.. بس دير بالك.. أنا تسلفتها من صديق، وبعد ساعة او ساعتين يجي أخو مال أنا يعطيك فلوس مال بترول.. فيرد عليه «الرفيق الركن»: ما أبغي ساعة فولكس ولا حتى فيديكس، أنت لازم في يدفع فلوس الحين وللا أنا يجيب شرطة.. هنا يبلغ العريس العروس أن السيارة أصيبت بانسداد في المريء نتيجة لدخول البنزين في الفولتميتر (النساء عامة لا يعرفن شيئا عن مكونات السيارة الداخلية)، ثم يبادر بالاتصال بزعيط ومعيط ونطاط الحيط كي يأتوا ليخرجوه من ورطته.
وننتقل إلى سعودي آخر أمه داعية «عليه»، ففي بلدة مركز الواديين في أُحُد رفيدة في جنوب السعودية، ذهب رجل إلى جهاز الصراف الآلي الواقع أمام مقر البلدية وأدخل بطاقته ثم رقمه السري، ثم حدد المبلغ الذي يريد سحبه، ولكن بدلا من ان يعطيه الجهاز كاش، أعطاه «عينيا»، ولكن هذا الشيء العيني الذي خرج من الجهاز بدلا من الكاش كان عديم القيمة، فقد كان فأرا.. تراجع الرجل إلى الوراء مذعورا فانسحب الفأر، ويبدو أن الفأر كان رقيق القلب لأنه اختفى داخل الجهاز ودفع بالمبلغ المطلوب عبر الفتحة المخصصة لذلك الغرض، ومدّ الرجل يدا مرتعدة وسحب نقوده الورقية، ولكنه لاحظ أن الفأر لم يكن كريما بدرجة كافية لأن معظم الأوراق النقدية كانت مقرومة ومشرومة، يعني متآكلة الأطراف.
الناس حظوظ: واحد يوفر مئات الآلاف ليتزوج ثم يفاجأ بأن المطلوب منه لإكمال مراسيم الزواج ريال واحد، وآخر يطلب من الصراف الآلي ألف ريال فتنهمر عليه ثلاثون ألف ريال، وذاك يريد خمسة آلاف ريال فـ«يطلع له فأر»، ويتكرم عليه الفأر بالمبلغ المطلوب ثم يكتشف أنها نقود غير صالحة للتداول، ولو ذهب إلى البنك شاكيا فسيطالبونه بالدليل: هات الفأر المفترى عليه ونعمل له أشعة مقطعية لنرى ما إذا كانت أجزاء من نقودك في بطنه.. ولكن يا جماعة ربما هضمت بطنه ما أكله من ورق نقدي!! في هذه الحالة هات عينة من براز الفأر والمختبر يحدد ما إذا كان الفأر هو الجاني!! أم انك مستهبل.



jafabbas19@gmail.com