عربية ودولية
فياض يقود حكومة فلسطينية جديدة في ظل معارضة حركة حماس لها
تاريخ النشر : الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢
رام الله - (ا ف ب): ادت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة سلام فياض اليمين الدستورية امام الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاربعاء في مقر المقاطعة في مدينة رام الله. وتشكلت الحكومة التي انتقدتها حركة حماس بشدة من 24 وزيرا، اضافة إلى امين عام مجلس الوزراء وهو برتبة وزير، وبينهم احد عشر وزيرا جديدا وست نساء.
وكان الرئيس الفلسطيني اعلن أمس الاربعاء انه في حال تم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس خلال اليومين المقبلين، فلن يكون لهذه الحكومة دور. وكان عباس كلف فياض في فبراير 2011 بتشكيل حكومة جديدة لكن تم التخلي عن ذلك اثر توقيع اتفاق مصالحة مع حماس في 27 إبريل 2011 نص بين امور اخرى على تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة.
واعتبرت حركة حماس تشكيل الحكومة الجديدة «ترسيخا للانقسام» بينها وبين السلطة الفلسطينية. وقال عباس خلال مؤتمر للاعلاميين الرياضيين في رام الله بالضفة الغربية انه في حال الاتفاق مع حركة حماس فان هذه الحكومة الجديدة «لن يكون لها دور». لكنه اضاف «لا استطيع ان انتظر إلى الابد. الحكومة القائمة استقال منها عدد من الوزراء والوضع الاداري مشلول». وكانت حركتا فتح وحماس، وبمشاركة كل الفصائل الفلسطينية، اتفقتا في فبراير الماضي في الدوحة على تشكيل حكومة توافق وطني مهنية يرأسها عباس بعد خلافات حول تولي فياض لرئاسة هذه الحكومة. إلا ان الاتفاق لم يطبق على ارض الواقع، وسط اتهامات متبادلة بتعطيله، الامر الذي ابقى حكومة فياض على حالها.
وكانت خلافات قد برزت إلى السطح بين قيادتي حماس في الداخل والخارج بعد اتفاق الدوحة اذ اعتبرته كتلة الحركة في المجلس التشريعي «مخالفا» للقانون الاساسي الفلسطيني، واعتبره القيادي البارز فيها في غزة محمود الزهار انه يعكس «الانفراد بالقرار» داخل حركته.
وشهدت حكومة فياض الحالية استقالة وزراء بعضهم اتهم بالفساد مثل وزيري الزراعة والاقتصاد، واخرين لأسباب وصفوها بأنها «خاصة» مثل وزيري الصحة والاتصالات. وفي غزة، قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم لفرانس برس «هذا هو تعزيز للانقسام وترسيخ للاشرعية في المؤسسة الفلسطينية».
واضاف «هذه الحكومة بنيت على فساد ولم تكن خيار الشعب الفلسطيني ولم يصادق عليها من المجلس التشريعي.. بالتالي أي تعديلات هي عبارة عن ترسيخ الخطأ الذي أسست عليه هذه الحكومة وهذا لا يفيد بالمطلق الشعب الفلسطيني إنما كان من باب أولى تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عباس بموجب اعلان الدوحة».
وأوضح «ما يسمى بالتعديل للحكومة واضح، انه يؤكد للجميع بان السلطة وحركة فتح بعيدة كل البعد عن تطبيق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة وان أولوياتها هي ترسيخ حركة فتح في المؤسسة، ترسيخ الحزب الواحد وليس تشكيل حكومة الوحدة المتفق عليها». وكان عباس تطرق إلى موضوع التعديل الوزاري في خطاب مساء الاثنين مؤكدا انه لن يشكل عائقا امام تطبيق اتفاق الدوحة. وقال في هذا الصدد «ان التعديل الذي نجريه على الحكومة الحالية يهدف إلى تمكينها من تأدية مهامها بكفاءة، وهذا لا يتعارض مع ما اتفق عليه، ولا يعيق المصالحة، فهذه الحكومة (الجديدة) ستستمر إلى حين تشكيل الحكومة التي اتفق عليها في القاهرة والدوحة». واضاف عباس «علينا إنجاز ما هو ممكن اليوم للوصول إلى ما هو مطلوب غدا، فهذه الحكومة ليست عقبة في وجه المصالحة».
وحل وزراء جدد في وزارات الصحة والسياحة والاقتصاد الوطني والعدل والزراعة والمواصلات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وبقي وزراء الخارجية رياض المالكي والداخلية سعيد أبوعلي والاسرى عيسى قراقع والوزارات التي يشغلها ممثلون عن فصائل أخرى في مواقعهم.
وتضم التشكيلة الوزارية الجديدة نبيل قسيس (المالية) وجواد ناجي (الاقتصاد الوطني) وهاني عابدين (الصحة) ورولا معايعة (السياحة) وعلي مهنا (العدل) ووليد عساف (الزراعة) وعلي زيدان ابوزهري (النقل والمواصلات) وصفاء ناصرالدين (الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) وعدنان الحسيني (شؤون القدس) ومحمد ابورمضان (التخطيط) ويوسف ابوصفية (البيئة).
في المقابل احتفظ كل من محمود الهباش (الاوقاف) وربيحة ذياب (شؤون المرأة) ولميس العلمي (التربية والتعليم) واحمد مجدلاني (العمل) وسهام البرغوثي (الثقافة) بحقائبهم الوزارية بالإضافة إلى نعيم ابوالحمص الذي بقي أمينا عاما لمجلس الوزراء برتبة وزير.