الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٤ - الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

وقت مستقطع


ماذا جرى لك يا غزال؟





أكثر التوقعات التي وصلتنا قبل لقاء البحرين والبسيتين ضمن مباريات صراع البقاء لدوري ملحق الدرجة الأولى للكرة الطائرة كانت تصبّ في صالح الأخير الذي فعلا لم يخيّب ظن أصحاب التوقعات بل المسئولين في النادي وقبلهم الجهاز الفني للفريق، حتى العدد القليل الذي شاهد المباراة من مكان الحدث خرج بانطباع مفاده أنّ غزال البحرين كان مترنحا لا حول له ولا قوّة وهذا بدون شكّ أخذهم إلى التساؤل:ماذا جرى لك يا غزال؟ وكان سؤالهم حقا مشروعا، إذ لم نعهد طائرة البحرين بهذه الانهزامية والحضور الشكلي سوى كان الفريق ينشط بمسابقة الثانية أو الأولى.

أكثر المتابعين كان يترقّب منذ وقت بعيد أن تأتي لقاءات صراع البقاء بين الناديين المتنافسين بشكل تنافسيّ لا تقلّ عن حجم المنافسة والنّدية اللتين تشهدهما لقاءات الدوري السداسي،إذا ما وضع بعين الاعتبار أنّ الموقف مرتبط بتقرير مصير وجود النادي في المسابقة ودوري الأضواء كما يصفه البعض، والمفاجأة الكبرى أنّ الجهاز الفني للفريق بقيادة جاسم الماجد كان منذ بداية القسم الثاني لديه قناعة تامة بأنّ فريقه لن يكون في لقاءات هذا القسم أحسن حالا من القسم الأول فأخذها من الأخير وأعلنها صراحة عبر الصحافة الرياضية وبالتحديد على صفحات الملحق الرياضي وكان واقعيّا بأنه بات يجهّز الفريق مستثمرا مباريات الدور الثاني على أنها مباريات تجريبية ولكنها بطعم رسميّ وكان الوقت يسمح له لترتيب أوراقه وما استقطاب الصربي محترف الفريق إلا لهذه المهمة المنتظرة، ولكن أتت الرّياح بما لا يشتهيها الكابتن الماجد إذ وجد بحوزته لاعبين محبطين مكسوري الجناحين يئنون ويشتكون خاصة كلما سمعوا عن انتظام بقية الأندية في استلام لاعبيها مخصصاتهم المادية حتى لو كانت على(قد حالها) بينما هم مصيرهم الوعود تلو الوعود حتى طال انتظارهم وصارت قصتهم على كلّ لسان يتداولها.

إذا خسارة الفريق الجولة الأولى انعكاس لما يعانيه اللاعبون نفسيا جراء غياب الحافز قبل وبعد، وفي الوقت الذي كانت الخسارة مقروءة على وجوه لاعبي الغزال قبل أن يلعبوا فالأمر كان مختلفا بالنسبة للاعبي البسيتين إذ أنّ شرار الرغبة في الفوز كان يتطاير من عيون لاعبيه والتصريح الذي أدلى به لاعب متوسط شبكة البسيتين أحمد حمد قبل المباراة بيومين ينم عن ثقة ذاتية في نفسه وزملائه عندما قال للملحق: على مسئوليتي سوف ترون أداء للبسيتين مغايرا ..ولم يذهب بعيدا في تصريحه إذ ما قدمه البسيتين يعكس ما قاله لاعبه وتجلّى ذلك في رغبة الفوز وروح عالية وقتالية ومسئولية حتى أخذنا للقول والتساؤل: لماذا لم يلعب البسيتين مباريات الدوري بهذه الطريقة حتى لو خسر النتيجة فقد كسب احترام المشاهدين..

بات موقف غزال البحرين صعبا وعلى شفا حفرة من الهبوط،إذ يحتاج لاعبوه للولادة من جديد كي يردّوا الاعتبار لطائرتهم وعندما قلنا ذلك لم يأت كلامنا من باب التشاؤم والاستحالة ولكنّ الحالة المعنوية المسيطرة على اللاعبين لا يمكن انتشالها منهم بين ليلة وضحاها والجولة الثانية يفصلنا عنها أقل من ثمانية وأربعين ساعة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة