التحقيقات
عدوانية الطلاب.. ظاهرة تتفاقم (2-2)
للإعلام دور في تنمية العدوانية
تاريخ النشر : الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٢
السلوك العدواني لدى الأطفال هو إلحاق الأذى البدني والمادي أو المعنوي أو الاجتماعي بالنفس والآخرين سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو موضوعات أو أشياء معينة، ويعاني كثير من الأطفال واليافعين في مختلف المراحل العمرية تلك الاضطرابات السلوكية التي تسبب كثيرا من الأضرار السلبية على الأطفال واليافعين وعلى علاقاتهم مع الآخرين وعلى مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وقد أكد الاختصاصيون وأساتذة علم النفس لـ «أخبار الخليج» أن للإعلام دورا كبيرا في تنمية السلوك العدواني للأطفال وخاصة من خلال برامج الأطفال مثل الرسوم المتحركة، وطالبوا بأن يكون الآباء قدوة حسنة للأبناء، في السلوك الايجابي بالإضافة إلى زرع القيم الإسلامية الصحيحة، وعدم إهمال حاجات الأطفال ومعالجة مشاكلهم بالحوار. جاء ذلك في التحقيق التالي:
الأب القدوة
وفي لقاء مع الأستاذ علي الكساسبة من مدرسة الرفاع الإعدادية للبنين أكد فيه انه ومن خلال خدمته الطويلة في مجال التربية والتعليم واجهه بعض السلوكات العدوانية لدى الطلاب من أبرزها اعتداء الطلبة على بعضهم بعضا وفي الغالب نجد ان الفكرة المسيطرة على الطالب صاحب السلوك العدواني انه يريد فرض سلطته على زملائه في الصف الدراسي مقلداً بذلك دور والده في المنزل.
وأضاف: كذلك للإعلام دور كبير في تنمية السلوك العدواني لدى الأطفال وخاصة البرامج التي تكون موجهة بشكل أساسي للأطفال وخاصة برامج الكارتون الغربية حيث إن الطالب يحاول ان يقلد كل ما يشاهد ويقوم بتطبيقه داخل المدرسة، ويمكن الحد من ذلك من خلال فرض الرقابة على كل ما يشاهده أبناؤنا من صور لتوضيح الصح من الخطأ، كما يجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة للأبناء.
دور أفلام الكارتون
وقد شاركه الأستاذ إسماعيل أحمد من مدرسة الرفاع الإعدادية للبنين الرأي قائلاً: ان أفلام الكارتون المستوردة التي تعرض على أبنائنا مليئة بالمشاهد والحركات العنيفة وتشكل أهم الأسباب التي تنمي السلوك العدواني وخصوصا عند إظهار أبطال الأفلام الكارتونية بدور الشخص العنيف والمتهور، وينطبق ذلك على الأفلام السينمائية كذلك.
لذا يجب إنتاج مسلسلات كارتونية تضاهي المسلسلات الأجنبية من حيث الإنتاج وأن تحتوي على مواد تنمي معرفة الطفل وتسعده في نفس الوقت أو استيراد نوعية من المسلسلات أفضل من أغلب ما يعرض حاليا ومن الممكن إنتاج مسلسلات درامية تعالج هذه المشكلة أيضا.
وهنا يأتي دورنا في زرع القيم الإسلامية الصحيحة في الأبناء وعدم إهمال حاجاتهم ورغباتهم وعدم ترك الحرية الكاملة للابن ومراقبة سلوكاته من الأساليب التي تحد من السلوك العدواني للابن.
دور الأسرة
أما الأستاذ مالك حسانين من مدرسة الرفاع الإعدادية للبنين فقد أشار إلى أهمية دور الأسرة في تنمية وبناء شخصية الأبناء قائلاً: يجب على أولياء الأمور التعامل مع أبنائهم بحب ورحمة ويجب عليهم التوصية المستمرة لأبنائهم وإذا كان يوجد أي مشاكل أسرية داخل المنزل فيجب ألا تثار أمام الأطفال. كذلك فان الاستماع للأبناء ومعالجة مشاكلهم بالحوار أهم المعالجات.
أشكال العدوانية
د. جيهان العمران أستاذ علم النفس المشارك في جامعة البحرين تقول: ان العنف أو السلوك العدواني لدى الأطفال واليافعين هو إلحاق الأذى البدني أو المادي أو المعنوي أو الاجتماعي بالنفس أو الآخرين سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو موضوعات أو أشياء معينة، وإذا زاد على حده تكون نتيجته مدمرة على النفس والآخرين والبيئة المحيطة.
ويعتبر العنف من أكثر الاضطرابات السلوكية ضررا للأطفال واليافعين في جميع المراحل العمرية، ويسبب أضراره السلبية على نفسيات الأطفال واليافعين، وعلاقاتهم مع الآخرين، وعواقبه الوخيمة على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
ويتعدد العنف وصوره، فقد يتخذ العنف شكل العدوان البدني، كالضرب والركل، أو اللفظي، كالسب والشتم، والانفعالي، كالعناد والغضب، والاجتماعي، كالوشاية ونبذ الآخرين، أو المادي باللجوء إلى إسقاط الشعور بالغضب على أشياء مادية، كتخريب الممتلكات العامة، أو الاعتداء على حقوق الغير باستخدام وسائل مادية أو معنوية للإضرار بهم ومنعهم من التمتع بحريتهم، أو ممارسة حقوقهم في العمل والحياة وتسيير شئون حياتهم اليومية وعرقلتها.
أضرار سلوك العنف
وتقول العمران: تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يظهرون السلوك العدواني في الصغر يكونون معرضين لخطر اللجوء إلى سلوك العنف عندما يكبرون ويصبحون في سن المراهقة، ثم عندما يدخلون عالم الرشد. والأدهى من ذلك أنهم قد ينزلقون إلى شر ارتكاب سلوكات انحرافية أخرى، كالسرقة، والهروب من المدرسة، والتدخين، وتعاطي الكحول، وغيرها من السلوكات السلبية مما يؤثر سلبا على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وعلاوة على ذلك فإن للعنف أضرارا نفسية بالغة على صاحبه، فهو يؤدي إلى أعراض مرضية جسمية أسبابها نفسية، كالصداع وآلام البطن والجسم، واضطرابات النوم والطعام، وعلى المدى البعيد تتحول إلى أمراض أكثر خطورة كالاكتئاب وفقدان الإحساس بطعم الحياة وبالتالي إلى الميل الانتحاري ثم الهلاك.
والأدهى من ذلك أن العنف يؤدي إلى إهدار طاقات بشرية وخسارتها، وهي خسارة جسيمة للأفراد أنفسهم ولأسرهم ولمجتمعهم على حد سواء.
أسباب العدوانية
حاول الكثير من علماء النفس تفسير أسباب السلوك من خلال نماذج متعددة، مثل نموذج التحليل النفسي لفرويد الذي نظر إلى العدوان كغريزة فطرية تهدف إلى الموت، مقابل غريزة الجنس التي تهدف إلى حفظ الحياة، وأن العدوان يحدث حينما يشعر الفرد بالإحباط واليأس بسبب عدم تمكنه من إشباع دوافعه بسبب وجود بعض العقبات التي يحاول أن يتغلب عليها عن طريق الاعتداء على الآخرين، أي باتباع سلوك السادية، فإذا فشل في ذلك اتجه عدوانه نحو ذاته، اي باتباع سلوك جلد الذات. ثم جاء عالم النفس ادلر الذي أفاد أن العدوان سلوك غريزي يستخدم كوسيلة للسيطرة والتعويض عن النقص.
وبالنسبة للنموذج السلوكي فيرى أصحابه مثل دوللارد أن السلوك العدواني مكتسب من البيئة، وأن هناك ارتباطا قويا بين الشعور بالإحباط والعدوان، وأن الفرد عندما يتعرض لإحباط فإن المثيرات المرتبطة بالإحباط يتم تدعيمها بما يعزز لديه ظهور الاستجابة العدوانية كلما تعرض لموقف محبط، وكلما زاد الشعور بالإحباط زادت الرغبة في السلوك العدواني، وإذا كان هناك عقبة في توجيه السلوك العدواني نحو الخارج اتجه نحو داخل الفرد.
أما أصحاب النموذج الاجتماعي مثل باندورا فيرون ان السلوك العدواني للطفل هو سلوك متعلم عن طريق الملاحظة والتقليد والتعزيز من الأشخاص المهمين في حياة الطفل مثل الوالدين والأقران والنماذج الرمزية من خلال وسائل الإعلام.
وأما بالنسبة للنموذج المعرفي فإن السلوك العدواني يعكس نظم الأفكار السلبية والمعتقدات اللاعقلانية في تفسير الموقف المثير للعدوان في المجال الإدراكي للفرد. كأن يفسر الفرد سلوك الآخرين من خلال منظور سوداوي مخالف للواقع.
} ما هي العوامل الشخصية والنفسية والاجتماعية المرتبطة بالسلوك العدواني؟
- هناك بعض العوامل المرتبطة بالخصائص الشخصية التي يتسم بها الأطفال العدوانيون من اهمها نقص المهارات الاجتماعية فالأطفال الذين يتمتعون بالمهارات الاجتماعية العالية مثل القدرة على التواصل والتعبير اللفظي عن الإحباط، والتمتع بالقبول من الآخرين، لا يلجأون إلى العدوان لحل مشكلاتهم بل يلجأون إلى الإقناع وفن الحوار واستخدام مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، أما الأطفال الذين تنقصهم المهارات الاجتماعية فيكون العدوان هو اسلوبهم الوحيد للتعبير، كما ان هناك بعض السمات التي يتصف بها العدوانيون عادة مثل تدني تقدير الذات، فهم يشعرون بفقدان قيمة الذات، وكرهها، ونقص مهارات الذكاء العاطفي، مثل عدم القدرة على مواجهة الإحباط، أو إدارة الانفعالات بوسائل ايجابية فيلجأون إلى العنف. ومن العوامل النفسية أيضا فقدان الثقة بالنفس لدى الطفل العدواني بسبب الأسلوب الخاطئ في التنشئة الاجتماعية في البيت لأن الطفل عندما يشعره الآخرون المهمون في حياته بعدم الاحترام ويزرعون في نفسه عدم الثقة فيلجأ الطفل لإثبات ذاته المحطمة بوسائل سلبية عدوانية بعد أن فشل في إثباتها بطرائق ايجابية عن طريق التشجيع.
كما انه يوجد بعض العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعنف أو السلوك العدواني أهمها الأسرة، فأساليب التنشئة الأسرية التي تتسم بالتسلط والقسوة والعنف تؤثر سلبا على الأبناء، فالطفل عندما يرى أباه يلجأ إلى العدوان أو تشجيع السلوك العدواني في البيت للتعبير عن غضبه وشعوره بالإحباط نراه بدوره يلجأ إلى العدوان لأنه تعلم الدرس الأول للعدوان في البيت. كما ان أسلوب المفاضلة بين الأبناء يولد الشعور بالحقد والكراهية لدى الطفل المنبوذ والمهمش فيسعى للانتقام من أسرته عن طريق العنف سواء كان من أفراد أسرته داخل البيت أو يعمم سلوكه إلى كل ما يرمز لسلطة الوالدين في المدرسة او المجتمع.
ولابد من ان نشير إلى دور وسائل الإعلام المختلفة في إكساب الطفل السلوك العدواني وخاصة القنوات الفضائية التي تبث الأفلام والصور المشحونة بالعنف، وكذلك العاب الفيديو والكمبيوتر التي تشجع الأطفال على العنف وتجعلهم يعيشون في عالم تخيلي من العنف فيتقمص الطفل شخصيات عدوانية ويعيش حياة وهمية تفصله عن عالمه الحقيقي مليئة في عالم ساحر مشوق من العنف المشوق الذي تحببه بهذا السلوك، وبالتالي تجعله يطبقه في عالمه الحقيقي من دون ان يستطيع الطفل ان يفصل بين عالمي الحقيقة والخيال. كما أن مضامين الأفلام في التلفزيون تحمل معاني عنف بشكل مثير يجمع بين الصوت والصورة والحركة والإيقاع السريع فتؤثر على الطفل بجميع حواسه مما يكون أثرها أشد عمقا وتأثيرا.
} ما هي الحلول الناجحة للتعامل مع سلوك العنف؟
ـ أعتقد ان أهم الأساليب للتعامل مع سلوك العنف هي التالي:
1- اتباع أسلوب تربية وقائية لحماية الأطفال من العنف منذ نعومة أظفارهم، في البيت والمدرسة والمجتمع، يجب ان نعلم أطفالنا كيف يعبرون عن آرائهم ومشاعرهم بحرية بدون الخوف من العقاب حتى لا يلجأوا إلى العدوان. وعلى الآباء زرع الثقة في نفوس أطفالهم لتكسبهم مناعة نفسية ضد العدوان، عن طريق التشجيع والتركيز على النواحي الايجابية من شخصية الطفل.
2- على الوالدين في الأسرة ان يكونا النموذج الصالح والقدوة الحسنة للأبناء بأن يمتنعا أنفسهما عن ممارسة سلوك العنف أمام أبنائهما حتى لا يتعلم أبناؤهما هذا السلوك الخاطئ. وكذلك عليهما ممارسة أساليب التنشئة الأسرية السوية البعيدة عن الإهمال، وإثارة الألم النفسي كالتهديد أو التحقير، وان يبتعدا عن المفاضلة بين الأبناء لعدم إثارة الشعور بالكراهية والميل للانتقام.
3- على المدرسة أن تصدر وتطبق التشريعات والقوانين التي تمنع الاعتداء البدني أو اللفظي على الطلبة سواء كانوا أطفالا صغارا أو يافعين من قبل الإدارة أو المعلمين. ويجب تدريب المعلمين على أساليب التعامل مع سوء السلوك لدى الطلبة باللجوء إلى أساليب تعزيز السلوك الايجابي، واستخدام أسلوب العزل مع الأطفال الصغار، أو حرمان الطفل من شيء يحبه، وتحمله عاقبة السلوك العدواني حسب القوانين المتبعة بالمدرسة.
4- حماية الطفل من مشاهدة البرامج التي تحمل طابع العنف، والألعاب الالكترونية التي يعيش فيها خبرات عنف، عن طريق إيجاد بدائل مغرية للطفل كالمشاركة في نشاط رياضي أو اجتماعي أو ممارسة هواية، ووضع رقابة اسرية عما يشاهده الطفل، وحدود لما يسمح به أن يشاهده، بدون إطلاق الحرية المطلقة له في اختيار ما يشاء أن يرى من الأفلام أو الألعاب.
5- إصدار أو تفعيل التشريعات التي تحمي الطفل من سلوك العنف، وبنفس الوقت وضع الحدود والقوانين للأطفال واليافعين في البيت والمدرسة والمجتمع، ووضع عواقب للسلوك غير المرغوب فيه، بحيث يعرف الطفل مسبقا ما هو مسموح وما هو ممنوع، ويعرف مسبقا ما هي النتائج المنطقية لمخالفة القوانين المدرسية والمجتمعية، ويجب أن يتعلم الطفل مبكرا العاقبة المنطقية للسلوك العدواني وإلا لجأ إلى تكرار السلوك ان تهاون الكبار في تطبيقه.
6- نشر ثقافة الحوار في البيت والمدرسة والمجتمع، والتدريب على أساليب حل الخلاف، لأن حل الخلاف او الصراع يمكن أن يكون عن طريق الحوار، والأخذ والعطاء، والاستماع للرأي الآخر حتى لو كان مخالفا، واحترام الرأي الآخر حتى لو كان مخالفا لرأينا، وأن حل الخلاف ليس فيه رابح أو خاسر، وان أحيانا الحلول الوسط مجدية، أو بعض الحلول قد يكون فيها كل طرف رابحا.
7- تدريب الأطفال على التعامل مع مشاعر الغضب عن طريق فهم ان شعور الغضب شعور طبيعي، ولكن يجب التنفيس عنه بوسائل سليمة أول بأول قبل ان ينفجر ويصبح كالبركان الثائر. وتدريبهم على التريث واستخدام الكلام الداخلي: مثل قف أو العد للعشرة، أو استخدام الخيال الايجابي، وتمرينات الاسترخاء الذهني والعضلي. ومن المجدي ان نتعلم كيف نستمع لمشاعر الطفل، لأن حل العديد من المشكلات قد يكون باستخدام فن الاستماع العاكس للمشاعر حتى يفهم الطفل اننا نفهم شعوره ونقبله حتى لو كان سلبيا.
8- تدريب الأطفال على استخدام أساليب توكيد الذات. وتوكيد ذات هو سلوك وسط بين العنف والخجل. وهو احدى الطرائق العلاجية التي تهدف إلى زيادة قدرة الطفل على القيام بسلوك ما يعبر من خلاله على مشاعره السلبية مثل الغضب والضيق، وكذلك عن مشاعره الايجابية مثل الفرح والحب والامتداح من خلالها يشعر بالراحة والرضا، وهو بتعبير آخر القدرة على ممارسة الحق الشخصي من دون الاعتداء على حقوق الآخرين، عن طريق التعبير عن المشاعر والأفكار بصدق، أي التعبير عن الذات.
9- تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية كبدائل لسلوك العنف، مثل مهارات التواصل، والتعاون للوصول لأهداف واحدة، والمشاركة، والتعاطف، اي ان يضع الطفل نفسه موضع الآخرين ويرى المشكلة من خلالهم.
10- تدريب الأطفال واليافعين على أساليب حل المشكلات التي تتلخص في تحديد المشكلة، والتفكير بجميع البدائل لحلها بالعصف الذهني، ثم دراسة ايجابيات وسلبيات كل خيار، ثم اتخاذ القرار المناسب والالتزام به.
11- تأهيل اختصاصيين في مجال الإرشاد النفسي للتعامل مع المشكلات السلوكية للأطفال واليافعين، وإنشاء مراكز إرشاد نفسي تساعد الأطفال على التعبير عن مشكلاتهم، واستخدام أساليب الإرشاد الفردي والجمعي.
كما للمسجد وعلماء الدين دور مهما في توجيه الأطفال والناشئة لنبذ سلوك العنف عن طريق التوجيه والإرشاد، وقصص الأنبياء، والسيرة النبوية الشريفة، وآيات القرآن الكريم التي تثني على الكاظمين غيظهم. كما في قوله تعالى في كتابه الكريم «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» (آل عمران).