رسائل
المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح يؤكد:
لن يتوقف القتال إلا بعد سحب الجنوب لجيوشه
تاريخ النشر : الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٢
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية السفير العبيد مروح ان القتال بين السودان وجنوب السودان لن يتوقف إلا بعد سحب دولة جنوب السودان لجيشها من المناطق التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها المتواصلة ضد الأراضي السودانية.
وقال لـ (وكالة الصحافة العربية) إن حكومة بلاده أعلنت التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف العمليات العدائية بين البلدين، في الوقت الذي لايزال الطرف الآخر يحتل منطقتي سماحة وكفن دبي على حدود دولة الجنوب ودارفور، ولاتزال قواته داخل أراضي دولة السودان، وإنهم لم يوقفوا اعتداءاتهم ضد بلاده.
وشدد السفير «مروح» على أن التفاوض بين السودان وجنوب السودان لن يجرى مباشرة، بل عبر وسطاء.
} أتجرون مفاوضات بشأن ايقاف التوتر وايقاف الاشتباكات على الحدود مع الجنوب؟
ـ لم تجر مفاوضات مباشرة بين الجنوب والشمال منذ انفصاله، والطرفان اتفقا منذ عام 2005م، على آليات للتفاوض منذ كان السودان دولة واحدة؛ الحكومة السودانية وحزب المؤتمر الوطني من جهة، وحكومة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان من الجهة الأخرى، اتفقتا على رعاية الاتحاد الإفريقي لعمليات التفاوض بينهما حول القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها، وتبعاً لهذا أنشئت «الآلية الافريقية الرفيعة المستوى» برئاسة الرئيس الجنوب إفريقي السابق «ثابو امبيكي» للإشراف على ومتابعة هذه القضايا العالقة.
وعبر «الآلية الإفريقية الرفيعة المستوى» يتم التحرك وتقديم المبادرات المتعلقة بقضايا معينة بين الوزارات المتشابهة، وترعى الآلية المفاوضات بين الدولتين، ولكل دولة فريق تفاوضي في القضايا المختلفة، وخطوط رئيسية لكل محور تفاوضي.
} لكن ألا يمكن تطور المفاوضات إلى مفاوضات مباشرة؟
ـ كما قلت لا توجد مفاوضات مباشرة ولا توجد اتصالات مباشرة الآن، والحوار بيننا يتم الآن عبر الآخرين، أو عبر الاتحاد الإفريقي.
هم يتصلون بالطرفين عبر ممثلين للولايات المتحدة الأمريكية، أو دول الاتحاد الأوروبي، أو الصين أو غيرها من الدول التي تجمعها بالطرفين علاقات ومصالح سياسية أو اقتصادية، وهذا ربما يؤدي في المستقبل إلى إعادة الحراك إلى آلية المفاوضات، وتحديداً آلية ما يسمى «اللجنة السياسية المشتركة»، وهي لجنة مشكلة من وزراء الدفاع والخارجية والداخلية في البلدين تسمى «جي. بي. إس. إم».
وسبق أن تم توقيع اتفاقين في شهري سبتمبر 2011م، والعاشر من فبراير الماضي، متعلقين بوقف العدائيات بين البلدين، واتفاق مارس المنصرم، ولولا تشدد دولة جنوب السودان في عدد من الجوانب، لكنا قد توصلنا لتفاهمات، لكن اتضح لاحقاً انهم يبيتون نية الهجوم على هجليج. ويتعين على البلدين الاتفاق على ترسيم الحدود بين البلدين، وإقامة معابر ونقاط مراقبة بينهما، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.
} الأزمة التي حدثت أخيراً، والاشتباكات بين جيشي البلدين، تعود إلى عدم ترسيم الحدود بين البلدين، هل تؤيد هذا الرأي؟
ـ صحيح أن عدم ترسيم الحدود كان واحداً من العوامل التي أدت لاعتداء جنوب السودان، لكنه ليس السبب الوحيد. ان عدم موافقة الجنوب على المقترحات الخاصة بترسيم الحدود يدل على وجود «نية مبيتة» لدى أطراف فاعلة ونافذة في دولة جنوب السودان، مدعومة من أطراف خارجية تسعى إلى إثارة شغب مع النظام في الخرطوم، لإعادة ترتيب الأوراق في السودان بين الجنوب والشمال، ومن بين هذه الأشياء وجود «طموح» لدى الجنوب ومن يقفون معه، إلى أن تهب رياح الربيع العربي على السودان، ولأجل هذا أنشئ ما يسمى «تحالف كاودا»، الذي قيل إنه يضم الحركات العسكرية المهمشة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق السودان.
وتقوم خططه على أن تستطيع هذه الحركات احتلال مدن رئيسية، ثم تزحف إلى الخرطوم، هم يطلقون تصريحات في الإعلام تقول ان الزحف إلى الخرطوم سيبدأ قريباً، وان الإطاحة بالنظام في الخرطوم بات وشيكاً، وتدعم هذه الحركات قوة نافذة في جنوب السودان، بالإضافة إلى هذا استمرار احتلال جيش الجنوب لمنطقتي «سماحة، وكفن دبي» ورفضهم الانسحاب منهما.
كما أن حكومة الجنوب لم تسع للوصول إلى حلول نهائية للقضايا العالقة مع الشمال، ولهذا كان السودان يصر على الوصول لحلول مقنعة للطرفين فيما يختص بالوصول إلى حالة سلام؛ فإلى جانب قضايا الحدود أو التجارة، تجب إعادة ترتيب الأمور المختصة بالوضع الأمني بين البلدين.
} هل ترى أن مصر لعبت دوراً في إزالة التوتر بين البلدين، للوصول إلى سلام بينهما؟
ـ مصر وللأسف، وبسبب الثورة التي مازالت جارية فيها، والتغيير الذي حدث على نظام الحكم، تركز في الداخل أكثر، ما جعل دورها الخارجي يقل، ولن نقول إنه انتهى. وعلى الرغم من تأثر السياسة الخارجية المصرية بالأوضاع الداخلية، فانها مازالت تملك دورا إقليميا مهما، وظل الحوار مستمراً بين القيادة السياسية في كلا البلدين «شمال السودان ومصر» على المستويات كافة.
اهتمت مصر بقضية احتلال هجليج منذ اللحظة الأولى، وجرت اتصالات بين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي ونظيره الرئيس عمر البشير، ووزيري خارجية البلدين، وأبديا اهتمامهما بما يجري من أحداث، وجرت مباحثات وتنسيق للمواقف بينهما في المحافل الدولية والإقليمية.
} هل هناك اتصالات وتنسيق دبلوماسي مصري - سوداني؟
ـ نعم هناك اتصالات وتنسيق؛ وخاصة في موضوع الأسرى الذي لعبت فيه مصر دوراً فاعلاً، وتتويجاً للدور المصري تمت عملية استعادة أسرى الجيش السوداني بوساطة مصرية.
} هل تعتقدون أن قضية هجليج في طريقها إلى التصعيد أم أن الأوضاع ستهدأ وتحل القضية عبر الدبلوماسية؟
ـ لم يحن دور الدبلوماسية بعد؛ لأننا نسير على ما يشبه «حقول الألغام» ونعيش توترا عسكريا دائما، لكن هذا لا يعني إلغاء دور الدبلوماسية على أية حال، الأشياء تحتاج إلى بعض الوقت، ونـأمل أن يكون قصيراً، ليعلو صوت الدبلوماسية والمفاوضات أكثر من صوت البنادق؛ لأن القضايا العالقة يجب أن تحسم في النهاية ولن تظل هكذا إلى الأبد.