الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


الشيخ صلاح الجودر: إيران تلعب بالنار.. وشعبنا حدد هويته واختار نظامه

تاريخ النشر : السبت ١٩ مايو ٢٠١٢



قال الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة بجامع الخير: عباد الله، في مسلسل التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني خرج علينا مؤخراً رئيس مجلس الشورى الإيراني المدعو (لاريجاني) ليرسم لنا سياسيتنا البحرينية الداخلية وعلاقاتنا الإقليمية والدولية، وليفرض أجندته الصفوية، خرج في مسلسل التدخلات الإيرانية المستمرة في الدول العربية، فتحدث عن البحرين ووصفها بالمحافظة الرابعة عشر لإيران، ورفض تأييدها للاتحاد الخليجي، وهي استفزازات ليس المعني فيها البحرين وشعبها، ولكنها تعني دول المنطقة العربية.
تصريحات لاريجاني لم تكن الأولى في سياق التدخل في الشأن البحريني، فقد سبقه مندوب المرشد الأعلى في مؤسسة كيهان الصحفية الإيرانية المدعو حسين شريعتمداري، وإمام جامع طهران المدعو (عباس رمضاني بور)، بادعاءات مماثلة تنم عن نفوس كسراوية فارسية صفوية مريضة، فهي شنشنات قديمة تصدى لها شعب البحرين في السبعينيات حينما حدد هويته بأنه شعب عربي مسلم.
الادعاءات الإيرانية لا يمكن أن يتقبلها إلا من أصيب في عقله، فالتاريخ يشهد بأن أبناء هذا الوطن قد حددوا هويتهم العربية في الكثير من المواقف، ومنها:
1) عام 1921م تحرك أبناء هذا الوطن لإخراج المحتل البريطاني وتأكيدِ عروبةِ البحرين.
2) عام 1952 وعام 1967م قاوم أبناء هذا الوطن المحتل البريطاني وطالبوا بإخراجه والتمسكِ بانتمائهم العروبي.
3) عام 1970 تحرك الأمير الراحلِ الشيخ عيسى بن سلمان ورئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان للدفاعِ عن البحرين واستقلالها وعروبتها، فاختار الشعب قيادتِه ونظامِه، وحدد هويته العربية أمام لجنة تقصي الحقائق التي أرسلتها الأممُ المتحدةِ.
4) في عام 2001م يقرر الشعب مصيره ويحدد هويته العربية بإرادته حينما صوت على ميثاق العمل الوطني.
الواجب على إيران ألا تلعب بالنار، وأن توقف التصريحات الاستفزازية، وتحترم إرادة الشعب البحريني بكل طوائفه وأطيافه، فمحاولات لاريجاني وشريعتمداري وعباس بور هدفها هو تحريك الشعور المذهبي والشعوبي، وهي محاولات بائسة أمام شعب حدد هويته وأختار نظامه السياسي.
لقد دافع آباؤكم وأجدادكم عن عروبة البحرين في الكثير من المفاصل التاريخية، وأبرزها حينما خرجوا في عام 1970م ليرفضوا التدخل الإيراني وليثبتوا عروبة البحرين، فقد كان الدفاع جماعياً كل بحسب موقعه ومسئولياته، لذا نجدد اليوم الدفاع الوطني عن عروبة البحرين، فشنشنة بعض الموتورين في الداخل والخارج أبداً لن تزيدنا إلا قوة وتماسكا ووحدة، فالبحرين عربية عربية.
عظم البلاء حين ينقلب الجار على جاره ويتدخل في شئونه، أكاذيب وأراجيف وادعاءات باطلة، كل ذلك من أجل زعزعة أمنه واستقراره، وتدمير كيانه، وسلب خيراته، وطمس تاريخه، وتغيير هويته، جاء عند البخاريُ ومسلم عن رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) قوله:(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن) قيل: من يا رسول الله؟ قال:(الذي لا يأمن جاره بوائقه)، والبوائق هي الدواهيِ والشرورِ.
لقد من الله على المؤمنين إذا جعلهم أمة واحدة فيما يقولون وما يفعلون، وما يأتون وما يذرون، ربهم واحد، وكتابهم واحد، ونبيهم واحد، وقبلتهم واحدة، ألف بين قلوبهم، ونزع العداوة من صدورهم، ودعاهم إلى الوحدة والاعتصام، قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ]آل عمران:103[.
من هذا المنطلق تأتي أهمية الوحدة والتوحد والاتحاد، فهذا تكليف شرعية وأمر إلهي وواجب ديني، يسعى له الفرد المؤمن امتثالا لله تعالى، لذا جاءت مناشدات شعوب دول الخليج العربي للتحول من مستوى التعاون إلى الاتحاد الذي أصبح ضرورة لدول الخليج العربية التي تتعرض للتدخلات السافرة والشنشنات العدائية، وهذا هو المأمول في القمة القادمة في الرياض بأن يتم إعلان الاتحاد الخليجي.
فاتقوا الله واستيقنوا أن الاتحاد سلاح ماض، وقوة غلابة، تنفع بإذن الله في البأساء والضراء، وفي وجه الأعداء، ولا يكون إلا بالتمسك بالوحيين، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ]الرعد: 11[.