عربية ودولية
حلب تشهد تظاهرات لا سابق لها وعنان في سوريا قريبا
تاريخ النشر : السبت ١٩ مايو ٢٠١٢
دمشق - الوكالات: أطلقت القوى الأمنية السورية النار أمس الجمعة على تظاهرات عدة سارت في أنحاء البلاد، ولاسيما في مدينة حلب التي شهدت التظاهرات الأضخم فيها منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا، في وقت أعلن عن «زيارة قريبة» للموفد الدولي الخاص كوفي عنان لدمشق لاستئناف البحث في خطته للسلام.
وتحت شعار «أبطال جامعة حلب» التي تشهد منذ أشهر تظاهرات تصعيدية قتل خلال محاولة قمعها على أيدي القوى الأمنية قبل أسابيع أربعة طلاب، خرج عشرات ألوف في دمشق وريفها ومحافظات حماة وحمص وحلب والحسكة وادلب ودرعا ودير الزور.
وحاولت القوى الأمنية في أماكن عدة تفريق التظاهرات بإطلاق النار الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقالت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة مريم الحموية «هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب وجود المراقبين في حماة وريفها رغم يقين الأهالي ان المراقبين لا حول لهم ولا قوة». وأشارت إلى خروج «أكثر من مائة تظاهرة في المدينة وريفها». وسقط جرحى بين المتظاهرين في دوما والتل في ريف دمشق.
وبلغت حصيلة أعمال العنف في سوريا أمس ثمانية قتلى. وفي مدينة حمص قتل متظاهر نتيجة حروق أصيب بها «اثر إطلاق قنابل غازية لتفريق تظاهرة في حي دير بعلبة»، بحسب المرصد الذي أشار ايضا إلى إصابة خمسة متظاهرين بجروح. وقال المرصد إن مواطنين اثنين قتلا في حي التضامن في مدينة دمشق في إطلاق رصاص من القوات النظامية التي كانت تلاحق متظاهرين بعد تفريق تجمع مناهض للنظام. وفي محافظة درعا، قتلت طفلة واعتقل أفراد أسرتها في مداهمة نفذتها قوات نظامية لمنزل العائلة تخللها إطلاق رصاص في مدينة جاسم. كما قتلت فتاة اثر إصابتها برصاص قناصة في بلدة الجيزة في درعا. وقتل طفل وامرأة في إطلاق نار في حي طريق حلب في مدينة حماة.
وانفجرت عبوة ناسفة فجر أمس الجمعة في حي الشعار في مدينة حلب أدت إلى مصرع ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. بينما ذكر تلفزيون «الاخبارية السورية» ان عسكريا قتل وجرح خمسة آخرون أثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب. وأفاد الاعلام الرسمي السوري من جهته عن ستة قتلى في انفجارات عبوات ناسفة.
واستمر أمس قصف مدينة الرستن في حمص. وندد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة بـ «صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ أيام على مدينة الرستن».
وبالرغم من الخرق اليومي لوقف إطلاق النار الذي بدأ في 12 ابريل، كجزء من تطبيق خطة انان لحل الازمة السورية، فان الدول العظمى تتمسك بخطة انان بسبب عدم وجود بديل لها في الوقت الحاضر، بحسب ما يقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة.
وأكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود امس الجمعة ان المراقبين، مهما ارتفع عددهم، لا يمكنهم وحدهم وضع حد لأعمال العنف في البلاد، ما لم يكن هناك التزام حقيقي من كل الأطراف بعملية السلام. وقال مود للصحفيين «لا يمكن لاي عدد من المراقبين ان ينجز انخفاضا تدريجيا في وتيرة العنف او ان يضع حدا لأعمال العنف إذا لم يكن هناك التزام حقيقي بإعطاء الحوار فرصة من جانب كل الاطراف الداخليين والخارجيين». وأشار إلى ان لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من اجل حل الأزمة.
وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الجمعة الأمم المتحدة على إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا، قائلا «300 مراقب ليس عددا كافيا. ربما من الضروري إرسال ألف، ألفين وحتى ثلاثة آلاف مراقب». وأضاف خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود ضمه إلى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف «ينبغي تغطية الاراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم اجمع ماذا يحصل».
في جنيف، توقع احمد فوزي، المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، «زيارة قريبا» لعنان إلى دمشق، من دون تفاصيل إضافية.