الثقافي
طبعة جديدة من رواية رأس الحسين
تاريخ النشر : السبت ١٩ مايو ٢٠١٢
قامت الوكالة العربية للصحافة بطباعة رواية (رأس الحسين) لعبدالله خليفة بطبعة جديدة في مايو 2012، وقد جرت تعليقات عديدة حول هذه الرواية.
فيصل عبدالحسن، ناقدٌ من العراق:
رواية (رأس الحسين) للروائي البحريني عبدالله خليفة نهلت من هذا التاريخ الدامي برؤية عصرية (حداثية) لما يحدث في أيامنا الحالية وقد كتب الروائي روايته مستفيدا من القالب السردي والحواري الذي يتيحه فن الرواية، وكذلك اللغة السينمائية، لتغطية أحداث امتدت لأربعين يوماً بواحدة وأربعين لوحة سردية، هي كل ما تضمنته الرواية من سرود، وإذا استثنينا اللوحة الأولى التي تبدأ بذبح الشهيد بسيف الشمر بن ذي جوشن أحد قواد عبدالله بن زياد الذي انتدب من خليفة الأمويين يزيد لمحاربة الحسين عليه السلام، فيكون لكل ليلة من ليالي حمل الرأس إلى دمشق ومعه سبايا العلويين حتى اختفاء الرأس الشريف، لوحة أدبية سردية لكل يوم من أنفس ما قرأت في أدب الرواية العربية الحديثة.
نازك عصفور، قارئة:
رواية للكاتب البحريني عبدالله خليفة، تثير تساؤلات ذات شجون، وتطوف به كروح حائرة بين كربلاء ودمشق، وتتساءل بينك وبين نفسك هل لرأس شخص مثل هذه القدرة على دك عرش الظالمين؟ ولكنه ليس أي رأس، انه رأس سيد شباب أهل الجنة الذي لثمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يتورع يزيد بن معاوية أن ينكته في مجلسه باستهتار عجيب.
رأس علا على الرمح شامخاً ليدك عرش يزيد.
أحداث القصة التي دارت حول حمزة لفت بصورة ضبابية بالنسيبة إلي حول شخصية يزيد وابنه معاوية وزينب من خلال الشخصية المحورية حمزة.
بالنسبة إلي - وانا لست سوى قارئة بسيطة - لم تتقارب مع الشخصيات الأساسية حيث حافظ الكاتب على أن يرسل أشعة وخيوطاً كخيوط العنكبوت ضبابية حول الجميع.
رواية جميلة، أثارت شجونا ولوعة، وتساؤلات: أنى لحاكم أن يسكر طوال الليل، وينادم القرود والغواني والغلمان أن يقود أمة إسلامية في عهد قريب جدا من عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟
تحية للكاتب المبدع الذي استطاع ان يمضي بنا وسط الشوك وقادنا إلى نهاية اللانهاية.
زهية منصر، صحفية من الجزائر:
عبدالله خليفة في روايته رأس الحسين في غياهب التاريخ الإسلامي مستحضراً زمن الفتن والقتل والصراع من اجل الكرسي والنفوذ السياسي. رأس الحسين رواية تروي بداية عصور الملكية في التاريخ السياسي الإسلامي، وتحدث من أجل ذلك أحداث وصراعات تؤدي إلى قتل البعض وجرح البعض الآخر ولكن أخبار الرأس المقطوعة تبدأ إثارة الرعب في أوساط سكان دمشق وتمتد إلى العسكر والجند وتصل لقصر الخليفة وتغير حياته إلى جحيم. الخبر المتناقل يقول ان رأس الحسين يكلم كل من ينظر فيه، الخبر يهدد قصر الخليفة الأموي الذي يتمرد عليه حتى ابنه ويتخلى عنه اتباعه ولم تحصنه قصوره من أن تطارده أخبار الرأس حتى وهو مقطوع، ربما أراد المؤلف أن يشير إلى أن الصورة لاتزال حية في نفوس أتباعه على امتداد العصور والأزمنة.
الشيء المميز في رواية الكاتب البحريني عبدالله خليفة انه كتب روايته مستعيناً بالمسرح في بناء شخصياته الروائية ورسم تفاصيل الأمكنة والأزمنة ومن دون أن ينخرط الكاتب في الدعاية الأيديولوجية أو الدينية وهذا ما جعل عمل عبدالله خليفة حدثا تاريخيا في قالب روائي بجماليات عالية.
طواش - صاحبُ مدونةٍ من دولة الإمارات العربية
مزاوجةٌ غريبة بين السردين التاريخي والرمزي تذوقتها خلال وجبة دسمة لرواية »رأس الحسين« لكاتبها البحريني عبدالله خليفة، وهي صادرة عن الدار العربية للعلوم» ناشرون« في عام 2008م.
وقد تعسّر عليَّ هضم الرواية بدايةً، فقد وُصفت في قفاها بأنها رواية من نوع جديد، وأنا أضيف أنها من نوع غريب أيضاً، وهذا لأنها تأخذنا إلى مرحلة حاسمة من تاريخ الأمة الإسلامية، لحظة إزهاق الأيادي الغادرة لروح حفيد رسوله الله صلى الله عليه وسلم وحبيبه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وجه الغرابة في الرواية أنها ألقتْ الضوءَ على تبعات ذلك الحدث الأليم من خلال شخصيات متباينة، وحّدهم عامل مشترك واحد، هو رأس الحسين الذي تلقفته الأيادي بعدما فّصل من جسده، طمعاً في مكانته الحيوية كغنيمة حرب لا تقدر بثمن، من دون أن يدركوا أنهم سيخوضون صراعا نفسيا رهيبا سيصوِّرُ لهم استقرار روح الحسين في رأسه المفصول ومخاطبته لمن حوله، الأمر الذي سيقضلا مضجع غريم الحسين الخليفة يزيد بن معاوية حتى يطير صوابه في نهاية المطاف، وما تلتها من أحداث دموية مزّقت الأمة الإسلامية إلى يومنا هذالبطولة الثانوية من بعد روح الحسين الكامنة في رأسه المفصول كانت من نصيب حمزة، وهو مهرج في قصر الخليفة الذي منّىَ نفسه بالحصول على الرأس كي يكف عن إضحاك الآخرين، من دون أن يدرك أنه سيفعل ذلك، بل سينضم إلى قائمة المحرضين ضد حكم الخليفة الذي يحتجز من تبقى من بني هاشم، بمن فيهن زينب أخت الحسين رضي الله عنهما. دارت كل تلك الأحداث حول فلك رأس الحسين الذي مثّلَ محور الصراع النفسي في هذه الرواية، وربما التاريخ الرمزي فيها.
حقيقةً استغربتُ الأسلوب الذي كتب فيه عبدالله خليفة روايته، فهي تجعلك تبحر إلى تلك الحقبة الزمنية من التاريخ الإسلامي بلغةٍ رصينةٍ ترهفُ لها الأعين قبل الآذان خلال مائة وأربع وسبعين صفحة، وخاصة لدى الشريحة المهتمة باستقراء ذلك التاريخ الغابر، ولاسيما تعرضها لقضية خلافية بين أئمة المسلمين، وهو مكان وجود رأس الحسين، إذ وُضعت عدة نظريات لذلك الأمر، اتضح في النهاية أن الكاتب ركن إلى مجهولية موضعه حسب رواية الذهبي.