اطلالة
قانون فصل المعلم!!
تاريخ النشر : الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
هالة كمال الدين
تقول إحدى الأمهات إنها استقبلت ذات يوم مكالمة هاتفية غريبة من ابنها, وهو طالب بالصف الثانوي بمدرسة خاصة معروفة, يطلب منها إرسال السائق كي يعود إلى البيت أثناء الفترة الصباحية, وحين استفسرت عن السبب, قال إن المعلمة قد ذهبت في نوم عميق, وهي جالسة بالصف, ومن ثم فلا داعي لتواجده بالمدرسة, وحين اتهمته بالكذب, أرسل اليها بالبلاك بيري صورة للمعلمة التقطها لها, وهي في سباتها, ممتدة على كرسيها, والطلاب ملتفون حولها يضحكون ساخرين منها!!
والسؤال:
إلى أي مدى يتم تطبيق المعايير المطلوبة عند اختيار المعلمين؟
ومن المسؤول عن تعيين هذه النوعية (الرديئة) من المعلمين بمدارسنا؟
والسؤال الأهم:
متى نتخلص من عينة هؤلاء، وهم الذين ساهموا في تخريب العملية التعليمية وتخلفها في عالمنا العربي؟
نعم,هناك معلمون مؤهلون, يتحملون المسؤولية, ويؤدون رسالتهم بتفان وإخلاص على أكمل وجه, ولكن في المقابل هناك دخلاء,غير أكفاء, لا يستحقون حتى أن ينتسبوا إلى هذه المهنة, أو يحسبون عليها, وتكمن المعضلة هنا في أنهم مسكوت عنهم في كثير من الأحيان.
في بريطانيا تم مؤخرا إصدار قانون (فصل المعلم), وهو يعطي الحق لمديري المدارس لإنهاء عمل المدرسين غير الأكفاء, في غضون فصل دراسي واحد، وبالتالي يتوقع المراقبون أن يبذل المدرسون البريطانيون أقصى جهودهم للرفع من مستوى أدائهم في المرحلة القادمة.
قانون فصل المعلم البريطاني هو حلقة في سلسلة من إجراءات صارمة للنهوض بالتعليم, وذلك بعد التساهل مع طرق التدريس الضعيفة, والتي أثرت على العملية التعليمية, وبموجب هذا القانون من المتوقع أن يتم تعقب 17 ألف معلم من ذوي الأداء الضعيف, من جملة 250 ألف معلم يعملون في هذا الحقل.
ترى.. لو تم تطبيق قانون فصل المعلم في عالمنا العربي.. كم عدد المعلمين الذين سيتم تعقبهم حينئذ؟!!
لاشك أن التعليم في عالمنا العربي يمر بأزمة مزمنة, ومستعصية على العلاج, بسبب كثرة العوامل والأسباب الشديدة التداخل والتعقيد, وهو بحاجة إلى إصلاح شامل, وإلى قوانين أكثر صرامة من تلك التي شرعت بريطانيا في استحداثها, لإنقاذ العملية التعليمية لديها, بعد أن بلغت مكانة مرموقة ومتميزة على مستوى العالم.
ولا عزاء لكثير من أولياء الأمور في عالمنا العربي الذي يصف البنك الدولي التعليم به بأنه الأكثر تخلفا على الصعيد العالمي, الذين تمتص دماؤهم على أيدي بعض المدارس الخاصة, التي تستعين بمعلمين فاشلين، يسقطون نائمين في الصفوف الدراسية, من دون مساءلة, أو رادع، أو وازع من ضمير!
والضحية أولا.. هم أبناؤنا!!
وثانيا.. العملية التعليمية برمتها!