المال و الاقتصاد
الربيع العربي يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار
المباشر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تاريخ النشر : الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢
استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المؤتمر السنوي Global Private Equity الذي أقامته مؤسسة الاستثمار المباشر في الأسواق الناشئة EMPEA بمشاركة مجموعة من أبرز مستثمري الأسواق الناشئة حول العالم.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تحت عنوان «المشهد الاستثماري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد الربيع العربي»، أكد هشام الخازندار، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة - الشركة الرائدة في مجال الاستثمار المباشر في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وتبلغ قيمة استثماراتها 9.5 مليارات دولار أمريكي - أن الربيع العربي سيساعد على ترسيخ الأسس الاقتصادية الكلية التي ساهمت في وضع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين أسرع مناطق العالم نموًا قبل يناير 2011.
وأشار الخازندار إلى أن المنطقة تحظى بعدد من الأسواق الاستهلاكية الأسرع نموًا حول العالم، وأن الأنشطة والصناعات التصديرية مازالت في مركز متميز يدعم قدرتها على تلبية احتياجات أبرز الأسواق العالمية، مضيفاً أن عجز الميزانيات الحكومية في دول الربيع العربي خلال الفترة المقبلة سيدفعها الى الاعتماد على القطاع الخاص من أجل تحقيق آمال ما يزيد على 350 مليون مواطن من أبناء المنطقة.
ولفت الخازندار إلى أن ما تغيَّر هو حجم وطبيعة الفرص الاستثمارية الطويلة الأجل التي تتيحها المنطقة في المرحلة الراهنة.
إن الضبابية والتحديات قد تكون من أبرز الصفات السائدة على الساحة الاقتصادية والسياسية في الوقت الراهن على حد قول الخازندار، إلا أن طريق الحكومات نحو أنظمة ديمقراطية ثماره واضحة، ومنها زيادة الشفافية، وارتفاع كفاءة وفعالية الإدارة الاقتصادية، وتراجع معدلات الفساد، وترشيد الدعم تحت رقابة وإشراف المجالس البرلمانية المنتخبة. ويرى الخازندار أن معدلات النمو الاقتصادي التي كانت تتراوح بين 3 و5% سنويًا يمكن أن تبلغ 6% أو أكثر بعد الربيع العربي لو أننا بادرنا بتفعيل خطة واضحة تهدف إلى إرساء قواعد العمل الديمقراطي الحقيقي.
واستطرد الخازندار قائلاً ان أبرز مرشحي الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مصر يجمعهم مبدأ اقتصادي واحد محوره اقتصاديات السوق ودور القطاع الخاص، وذلك بغض النظر عن اختلاف مذاهبهم السياسية. وأشار إلى أن تحقيق النمو المتوازن مرهون بمشاركة القطاع الخاص والاستثمار المباشر بصفة رئيسية من دون إغفال المسئولية الاجتماعية، وأن التحول الديمقراطي سيسهم في تعزيز دور القطاع الخاص ووضعه في صدارة المشهد من زوايا عديدة.
وجدد الخازندار تأكيده أن الربيع العربي سيفتح آفاقًا استثمارية جديدة لشركات الاستثمار المباشر التي نجحت في تطوير منهج استثماري سليم، ولديها من روح الابتكار ما يلزم لبناء وهيكلة المشروعات الجذابة وتحويلها إلى قوى إقليمية رائدة، وتسهم بحصص رئيسية من رأسمالها الخاص في هذه المشروعات سيراً على خطى كبار المستثمرين، وذلك انطلاقاً من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستظل وجهة جذابة وسوقاً خصباً للمستثمر الجاد الذي يسعى إلى تحقيق العائد المتميز.
جدير بالذكر أنه على الرغم من تداعيات الربيع العربي، نجحت شركة القلعة في جذب استثمارات رأسمالية وقروض تجاوزت قيمتها ثلاثة أرباع مليار دولار أمريكي من أبرز المؤسسات الدولية خلال عام 2011.
وأوضح الخازندار أن المشهد الحالي يتسم بوقوف المستثمرين التقليديين على الصفوف الجانبية حتى استقرار الوضع، بينما يأتي في صدارة السوق العديد من المؤسسات التنموية الأوروبية، ووكالات ائتمان الصادرات الآسيوية، والمستثمرين الخليجيين بما في ذلك صناديق الثروات السيادية، وغيرهم من أبرز المؤسسات الاستثمارية - مثل مؤسسة أوبيك الأمريكية - من خلال ضخ استثماراتهم على مستوى الشركات والمشروعات التابعة.
نوَّه الخازندار الى أن تنامي بيئة جذب رؤوس الأموال بهذا الحجم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشركاء الاستثماريين من المؤسسات الدولية لديهم الاستعداد الكامل للاستثمار إلى جانب أكفأ الشركاء العموميين، الذين يتمتعون بمنهج استثماري ناجح يقوم على الاستفادة من رفع القيود الحكومية، ومشروعات البنية الأساسية ذات العائد الجذاب، وغيرها من المميزات التنافسية مثل التوزيع الديموغرافي المتميز ووفرة الموارد الطبيعية في المنطقة.
واختتم الخازندار كلمته بأن المنطقة مازالت تستجمع قواها من آثار الربيع العربي، وأن التعافي المرتقب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيجعل المنطقة محط أنظار العالم مثل أوروبا الشرقية عقب سقوط حائط برلين.